أثارت تصريحات الدكتور عبد الملك المخلافي، نائب رئيس الوزراء الأسبق للشؤون الخارجية، موجة واسعة من الجدل والانتقادات الحادة، بعد أن وصف ما حدث في المؤتمر القومي العربي من السماح لزعيم جماعة الحوثي بالظهور وإلقاء كلمة بأنه "مهزلة كبرى" وانحراف خطير عن جوهر ومبادئ المؤتمر التأسيسية.
جاءت هذه التصريحات في سياق رد فعل قوي على ما اعتبره المخلافي "تطبيعاً مع مشروع إجرامي"، مشيراً في بيان له إلى أن "السماح لزعيم المليشيا في اليمن بالحديث خلال المؤتمر القومي العربي يمثل خروجاً فاضحاً عن كل ما يؤمن به القوميون العرب من قيم الحرية والوحدة والديمقراطية".
مشروع طائفي وسلالي
وأوضح المخلافي أن زعيم المليشيا لا يمثل اليمن وشعبه، بل يمثل "مشروعاً طائفياً وسلالياً معادياً للهوية العربية"، وأن منحه منصة في محفل عربي قومي هو بمثابة طعنة في ظهر كل القوميين الشرفاء وفي ذكرى تضحياتهم من أجل عروبة حرة وموحدة.
ولم يتوقف المخلافي عند انتقاد الحدث بحد ذاته، بل ذهب أبعد من ذلك لتشريح الوضع الذي وصل إليه المؤتمر نفسه، قائلاً: "إن المؤتمر القومي العربي فقد روحه وهويته منذ عام 2015، بعد انحيازه الواضح لمحاور إقليمية وتمزيقية مرتبطة بالمشروع الإيراني الذي يسعى لتفتيت المنطقة".
إهانة لليمنيين واستهتار بدمائهم
واستنكر المخلافي بشدة ما وصفه بـ"الإهانة لليمنيين والاستهتار بدمائهم"، مؤكداً أن هذا التحرك "يمثل انحيازاً فاضحاً لمجرم تسبب بخراب اليمن وتشريد الملايين من أبنائه، وقتل الآلاف، وهو ما لا يمكن قبوله أو تبريره تحت أي ذريعة".
واستذكر المخلافي الأهداف النبيلة التي أُسس من أجلها المؤتمر القومي العربي عام 1990، قائلاً: "لقد تأسس المؤتمر على مبادئ الوحدة والحرية والعدالة والديمقراطية، لا على الولاءات الطائفية والمحاور الإقليمية". وأضاف أن المؤتمر "تحوّل من بيتٍ كبير للعروبة ومفكريها وقادتها التاريخيين، إلى مجرد منصةٍ للمحاور والصراعات الإقليمية".
مجرد اسم ومتنفذون
وختم المخلافي تصريحاته بنبرة أسف، مشيراً إلى أن "ما تبقى من المؤتمر اليوم مجرد اسمٍ ومجموعة من المتنفذين الذين فقدوا استقلاليتهم ومكانتهم القومية".
وأكد على ثبات موقفه الشخصي، قائلاً: "سيبقى قومياً عربياً مؤمناً بالمشروع الحضاري العربي، ومنحازاً لثورات سبتمبر وأكتوبر المجيدتين، وللجمهورية والدولة المدنية في اليمن".
تأتي هذه التصريحات لتعكس انقساماً عميقاً داخل الأوساط القومية العربية نفسها، حول كيفية التعامل مع التغيرات الجيوسياسية في المنطقة، وتطرح تساؤلات جدية حول مستقبل ومصداقية المؤسسات التي كانت يوماً ما رمزاً للعمل القومي المشترك.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news