الجنوب اليمني:اخبار
في الوقت الذي رحبت فيه دولة الإمارات باتفاق تبادل الأسرى والمحتجزين في اليمن، بوصفه خطوة إنسانية تسهم في تخفيف المعاناة وتهيئة مسار السلام، تشهد الأرض واقعا مغايرا تقوده أدواتها العسكرية في جنوب البلاد، وعلى وجه الخصوص في محافظة حضرموت.
فعلى وقع بيانات التأييد الدبلوماسية، تواصل التشكيلات المسلحة المرتبطة بالإمارات، عبر ذراعها السياسي والعسكري المجلس الانتقالي الجنوبي، تحركات عسكرية وتصعيدا ميدانيا يتجاوز منطق الاستقرار، ويتجه نحو تكريس الانقسام وتغذية حالة التشظي الجغرافي والسياسي في اليمن، وسط تقارير متزايدة عن حملات تصفية واستهداف لجنود وقوى محلية في حضرموت.
ويثير هذا التناقض تساؤلات جوهرية حول جدية الخطاب الإماراتي الداعم للسلام، في ظل أفعال على الأرض تسهم في تعقيد المشهد، وتقويض أي فرص حقيقية لبناء الثقة، وهي ذات الثقة التي تتحدث عنها البيانات الرسمية بوصفها مدخلا لإحلال السلام.
كما أن دعم اتفاقات إنسانية، بمعزل عن وقف التصعيد العسكري وتمكين مؤسسات الدولة، يظل خطوة منقوصة الأثر، إذ لا يمكن فصل الملف الإنساني عن السياق السياسي والعسكري الذي يفرض وقائع جديدة بالقوة، ويعيد إنتاج الأزمة بأدوات مختلفة.
وبينما تؤكد الإمارات دعمها لحل سياسي شامل ومستدام، تبدو ممارسات حلفائها على الأرض منسجمة مع مشروع تفكيك الدولة، لا مع مشروع إنهاء الحرب، ما يضع تلك التصريحات في خانة إدارة الصورة السياسية أكثر من كونها التزاما فعليا بمسار السلام.
مرتبط
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news