نجاة “بن حبريش” وحقيقة “أبو علي الحضرمي” وعلاقة إسرائيل.. خفايا وكواليس غزو حضرموت يرويها القيادي في حلف قبائل حضرموت “بن مخاشن”

في حلقة جديدة من “بودكاست برَّان”، ناقش محمد الصالحي، مع رئيس دائرة الإعلام بحلف قبائل حضرموت، الأستاذ صبري بن مخاشن، التطورات الأخيرة شرق اليمن مع اجتياح قوات المجلس الانتقالي الجنوبي لمحافظتي حضرموت والمهرة، ومحاولة إلحاقها بالقوّة في مشروع المجلس المنادي بانفصال جنوب اليمن عن شماله.

واستعرض القيادي في حلف قبائل حضرموت “بن مخاشن” في الحلقة تفاصيل أحداث الاجتياح، وما رافقها من انتهاكات وتعسفات، وما أعقبتها من حراك سياسي ودبلوماسي على المستوى المحلي والإقليمي، مشيرًا إلى تداعيات هذا التصعيد على حضرموت والجوار والخطوات المطلوبة للحل.

لمشاهدة الحلقة من قناتنا على اليوتيوب اضغط

هنــــــــــــــــــــــــــا

لاستماع الحلقة من منصات البودكاست اضغط

هنــــــــــــــــــــــــــا

وتطرق إلى مسار الحراك الحضرمي الذي بدأ مبكرًا رفضًا لسياسة الإلحاق بالقوّة وسبق بهذا الموقف الجميع، بما في ذلك المجلس الانتقالي الجنوبي، معرجًا على خيارات الحضارم لانتزاع حقوقهم المشروعة.

غزو جديد

وصف “بن مخاشن”، ما حدث مؤخرًا في حضرموت بأنه “اجتياح وغزو” من قِبل المجلس الانتقالي وقواته العسكرية والقبلية والدينية، واعتبره تكراراً لمآسي عامي 1967 و1994 عبر فرض مشاريع سياسية بقوة السلاح والترهيب. مؤكدًا أن الانتقالي كان يخطط لعزو حضرموت منذ العام 2017.

وعرج على الشعارات والذرائع التي ساقها الانتقالي لتغطية اجتياحه لحضرموت، واصفًا المنخرطين في الاجتياح بـ “الشيوعيين الجدد”، وقال إنهم تغطو خلف غطاء ديني واستخدموا الفتاوى لتكفير الخصوم ووصفهم بـ“كلاب النار”. موضحًا أنهم قاموا بهذه العملية بعد فشلهم في الحصول على حاضنة شعبية في حضرموت.

وأكد أن أي وجود يسلب الحضارم حقهم في الشراكة، والحفاظ على ثرواتهم، والسيادة على ثرواتهم يُعد “احتلالاً” مرفوضًا حضرميًا وإقليميًا، سواء كان بصبغة شمالية أو جنوبية.

واستعرض مسلسل الحروب التي قام بها الانتقالي منذ تأسيسه عام 2017 بذرائع مختلفة، بدءًا من الحرب لإخراج بن دغر ثم دخل “اتفاق الرياض” ومن ثم حربه لإخراج هادي ثم دخل في اتفاق ثاني، ولاحقًا حربه ضد القوات الحكومية في أبين وبعدها كسر قبائل شبوه وأبناء شبوه والآن يكررها مع حضرموت. متسائلًا ماذا جنى المواطن الجنوبي من المجلس الانتقالي طوال هذه الفترة.

تهميش ممنهج

وتحدث “بن مخاشن” عن سياسة إقصاء متعمدة للكوادر الحضرمية داخل المجلس الانتقالي، متهمًا المجلس بالسعي لضم حضرموت كـ“تبعية” وليس كشريك ندّي يراعي الخصوصية الاقتصادية والجغرافية والثقافية العالية التي تتمتع بها المحافظة وأبنائها.

وقدم أمثلة لتهميش القيادات الحضرمية داخل المجلس، ومنها تجريد أحمد سعيد بن بريك من نفوذه ومكتبه، وتهميش الشخصيات التي كانت تشكل ثقل الحراك الجنوبي في حضرموت بقرارات من عيدروس الزبيدي.. مضيفًا أن هذا النهج امتد ليشمل ضغوطات على الحكومات المتعاقبة لإقصاء الحضارم.

وفي حديثه عن المنطقة العسكرية الأولى، قال إن الانتقالي منع أبناء المحافظة من التجنيد لسنوات لضمان إبقاء السيطرة العسكرية على المحافظة عبر ألوية غير حضرمية مثل لواء بارشيد الذي يقوده عبدالدائم الشعيبي. كما عطل تعيين قائد حضرمي للمنطقة العسكرية الأولى لتظل ذريعة للتدخل. مؤكداً أن حلف قبائل حضرموت يرفض أن تكون المحافظة مجرد "تبعية" لقرية أو فئة معينة.

نهب الثروات

وفي الجانب الاقتصادي، كشف “بن مخاشن”، عن نهب منظم لموارد المحافظة، ومنها خروج حوالي 450 ألف لتر من الديزل يومياً لجهات متنفذة في عدن والشرعية دون أن تدخل خزينة الدولة، في وقت تعاني فيه حضرموت من انقطاع الكهرباء وانهيار الخدمات. 

وأضاف أن هذه الأموال وغيرها كانت كفيلة بإصلاح منظومة الكهرباء المنهارة. مؤكدًا أن حضرموت تمتلك ثلثي ثروتها النفطية لا تزال في باطن الأرض، بالإضافة إلى مناجم الذهب والزنك والحديد وغيرها من المعادن النفيسة.

انتهاكات جسيمة

استعرض الصحفي الحضرمي، جانبًا من الانتهاكات “الجسيمة” التي ارتكبها مسلحو الانتقالي أثناء اجتياحهم حضرموت، وقال إنها طالت منازل المواطنين في سيئون وتريم وغيرها، وشملت مواطنين حضارم والساكنين هناك من أبناء المحافظات الشمالية والجنوبية.

وأوضح أن هذه الانتهاكات شملت اقتام المنازل وترهيب العائلات ونهب الذهب والمقتنيات ومئات السيارات والدراجات الناري تحت مسمى “الفيد”.  

وفي هذا السياق، عقد مقارنة بين الانتقالي والحوثي في استخدام السلاح والدين والإعلام لفرض مشاريع سياسية على الآخر وإسقاط شرعية الدولة وتقويض المؤسسات. وأكد أن الانتقالي ليس لديه مشروع وطني، ويمتلك فقط مشروع مناطقي قروي ميليشاوي. مشروع للنهب للثراء.

محاولة قتل بن حبريش

وفيما يتعلق بجرأة الانتقالي في مهاجمة حضرموت، أوضح “بن مخاشن” أن تحركات الانتقالي العسكرية تمت بضوء أخضر إماراتي. وإضافة إلى محاولة كسر الحضارم وإخضاع حضرموت بالقوّة، اعتبرها محاولة للضغط على المملكة العربية السعودية التي يراها الحضارم عمقاً استراتيجياً وضامناً للحل.

وخلال الاجتياح، كشف رئيس دائرة الإعلام بحلف قبائل حضرموت، عن محاولة مباشرة من الانتقالي لقتل رئيس الحلف عمر بن حبريش، بما فيها الهجوم باستخدام الطيران المسيّر، موضحًا أنه نجا نتيجة الانسحاب قبل الهجوم بساعات.

سياق إقليمي ومخطط صهيوني

وفي السياق الإقليمي، أكد الصحفي بن مخاشن، أن المملكة العربية السعودية تمثل العمق الاستراتيجي لحضرموت والضامن للحضارم، الحضارم يشعرون بالانتماء والالتزام التاريخي تجاه السعودية، وأنهم جزء من الشعب السعودي، لافتًا إلى أن الحضارم ساهموا في قيام السعودية بالمال والسلاح والرجال، إضافة إلى أن حضرموت كانت جزءًا من السعودية في فترة زمنية. 

وقال إن المملكة تسعى لإنقاذ الانتقالي من ورطته الحالية عبر الحوار. مضيفًا ان الجانب السعودي يتحاشى الحديث مع المجلس الانتقالي ويتحدث مع داعمه الإقليمي له لإخراجه من حضرموت. 

وأكد أن الحضارم ليس لهم عداوة مع الإمارات، وسبق وأن اتفقت إلى جانب دول التحالف مع حلف قبائل حضرموت على مساعدة حضرموت للتخلص من القاعدة، قبل أن تختلف المعاملة منذ تأسيس الانتقالي عام 2017. مشيرًا إلى أن “هناك مخطط صهيوني لاستهداف القوى العربية لتغيير موازين القوه في الوطن العربي”.

ويرى أن قضية حضرموت أصبحت اليوم قضية دولية بفضل صمود الحلف، وأن وحدة الصف الحضرمي هي الضمان الوحيد لانتزاع الحقوق. مؤكدًا أن مشروع المجلس الانتقالي “سينتهي؛ لأنه يعيش نزق ثوري غير واعي غير وطني وبعيد عن الواقع.

شخصية "الحضرمي"

في سياق الحديث، أدلى الصحفي “بن مخاشن” بمعلومات مثيرة حول شخصية “صالح بن الشيخ أبوبكر” المكنى بـ“أبو علي الحضرمي”، والذي دفع به الانتقالي لفرض السيطرة على المحافظة وإلحاقها بسلطة المجلس بزعامة عيدروس الزبيدي.

وأكد أن الرجل ليس حضرميًا بل من مواليد إثيوبيا، وانتقل في صغره إلى عدن، وعمل خادمًا مع أسرة علي سالم البيض، ومع انتقاله إلى بيروت اعتنق المذهب الشيعي الأثنى عشري، وأصبح مرتبطاً عقائدياً بإيران، وحاليًا يدير “شركة أمنية” تضم مرتزقة أجانب. ووصفه بأنه “متطرف بطبعه” ولا يمتلك حضور أو كاريزما القيادة وإنما هو “متطرف في تنفيذ التعليمات لإثبات الولاء” لمن يعمل لديهم.

المطلب الحضرمي

وعن رؤية الحضارم لما يحدث، أكد “بن مخاشن” أن المطلب الأساسي اليوم، لأبناء حضرموت هو “الحكم الذاتي” لتمكين الحضارم من إدارة قرارهم السياسي والاقتصادي بعيداً عن التبعية. 

وأوضح أن الحلف ليس ضد أي مشروع سياسي جنوبي أو اتحادي بشرط أن يقوم على “الندية والشراكة” وصناديق الاقتراع، لا على الضم والإلحاق. 

وقال: نحن في حضرموت قضيتنا لا تقل أهمية عن القضية الجنوبية... نبحث عن دوله لا عن احتلال شمالي أو جنوبي”.

مفترق طرق

ويرى “بن مخاشن” أن قضية حضرموت أصبحت اليوم قضية دولية بفضل صمود الحلف، وأن وحدة الصف الحضرمي هي الضمان الوحيد لانتزاع الحقوق. 

وأشار إلى سيناريوهين للأزمة؛ إما انسحاب الانتقالي من حضرموت والعودة للحوار السياسي، أو مواجهة عسكرية تقودها قوات “درع الوطن” والنخبة الحضرمية المساندة لها بقوام 7000 مقاتل، مرجحًا تدخل المملكة دبلوماسيًا وبالقوات الجوية لإسناد الحضارم.

وأكد أن حضرموت اليوم تقف في مفترق طرق؛ إما انتزاع حقوقها عبر “الحكم الذاتي” أو البقاء كـ“وليمة” تتنازعها القوى الخارجية والمليشيات المسلحة.