العربي نيوز:
اصدرت سلطات جماعة الحوثي الانقلابية، قرارات ملزمة بدأ سريان تنفيذها، في اعقاب الحادث المروري المروع لباص النقل الجماعي بطريق عقبة العرقوب بمديرية شقرة في محافظة ابين، والمعروف باسم "محرقة العرقوب"، قالت إنها تاتي "لضمان توفر متطلبات الأمن والسلامة للركاب والحافلات".
جاء هذا في ختام اجتماع عُقد الخميس (6 نوفمبر) في وزارة النقل والاشغال العامة، الخاضعة لسلطات جماعة الحوثي في العاصمة صنعاء، كُرس لـ "الوقوف أمام الحادثة المؤلمة التي تعرضت لها حافلة نقل جماعي تابعة لإحدى الشركات في مديرية شقرة بمحافظة أبين أمس" (الاربعاء 5 نوفمبر).
وذكرت وكالة الانباء (
سبأ
) في العاصمة صنعاء، أن الاجتماع خرج بعدد من القرارات، أبرزها: إلزام شركات النقل بإجراء فحص فني لكل حافلة قبل كل رحلة قادمة من دول الجوار، أسوة بالإجراءات المتبعة في صنعاء ومنع اعتماد الشركات على السائقين الاحتياطيين بالأجر اليومي أو بالرحلة".
مضيفة: "وأقر إلزام الشركات بإرسال بيانات الفحص الفني ووثائق السائقين إلى هيئة تنظيم شؤون النقل البري قبل موعد السفر بـ 24 ساعة، للتحقق من استيفاء اشتراطات السلامة والأمان. وأكد أهمية إصدار دليل خاص بإجراءات الأمن والسلامة، وإلزام شركات النقل الجماعي توعية الركاب بها".
وتابعت الوكالة التابعة لسلطات جماعة الحوثي: "وكلف الاجتماع هيئة تنظيم شؤون النقل البري باتخاذ الإجراءات اللازمة لتنفيذ مخرجات الاجتماع ومتابعة مدى التزام شركات النقل بتطبيق معايير الأمن والسلامة على مستوى كافة الرحلات بما يكفل السلامة للركاب والرحلات عبر شركات النقل الجماعي".
يأتي هذا بعدما كشف ناجون من محرقة باص النقل الجماعي التابع لشركة سعودية للسفريات، القادم من مدينة جدة السعودية باتجاه العاصمة المؤقتة عدن، عند وصوله عقبة العرقوب في مديرية شقرة بمحافظة ابين، فجر الاربعاء (5 نوفمبر)، عن الاسباب الحقيقية وراء اندلاع الحريق، ومحصلة المحرقة المروعة.
وأكد شهود عيان من الركاب الناجين، أن "المأساة بدأت عندما لاحظوا رائحة احتراق غير طبيعية لسم البريك ونبهوا السائق، لكنه لم يهتم بالتحذيرات واستمر في استخدام المكابح (البريك) بشكل مفرط أثناء نزول الممر الجبلي الخطير، عقبة العرقوب في مديرية شقرة".
موضحين أن "الاستخدام المطول للمكابح تسبب في تعطلها كليا، ما أفقد السائق السيطرة على الحافلة، لتهرول في عقبة العرقوب وتتمايل بعنف يمينًا ويسارًا قبل أن تنقلب أكثر من مرة، ويندلع حريق هائل في الحافلة التهمها بالكامل وتسبب في تفحم جثث قرابة 14 راكب".
وذكروا أن "قرابة 21 راكبا في الرحلة كانوا قد نزلوا في محطات سابقة بمحافظة شبوة ومدخل أبين ومناطق مختلفة قبل وصول الحافلة الى طريق عقبة العرقوب الوعرة، ذات الجاذبية المغناطيسية القوية، ووقوع الحادث المروع بوقت قصير، لتكتب لهم النجاة من الموت والاصابة".
منوهين إلى أن "عملية انقاذ الركاب العالقين داخل الحافلة كانت مستحيلة بفعل السنة نيران الحريق". وأفادوا بأن "عملية إخراج الجثث استمرت الى وقت متأخر، واستغرقت قرابة 12 ساعة، حيث تم انتشال اخر 3 جثث الساعة الثانية من ظهر الاربعاء لتضاف الى 14 جثة متفحمة".
وعبر الركاب الناجون، وعددهم سبعة ركاب، عن فاجعتهم بالحادث وبـ "افتقار محافظة أبين إلى فرق وسيارات دفاع مدني ما أعدم اي فرص لنجاة اي من الركاب العالقين داخل الحافلة، واخر عملية تقطيع حديد الحافلة وانتشال الجثث المتفحمة وإجراءات التعامل مع الحادث المروع".
في المقابل، أعلنت وزارة الداخلية عن الحصيلة النهائية لضحايا الحادث، وقال مركز الإعلام الأمني التابع للوزارة: إن "فرق الإنقاذ تمكنت من انتشال 17 جثة متفحمة بينهم السائق، في حين أصيب 7 آخرون بإصابات مختلفة، جرى نقلهم إلى مستشفى شقرة ثم الى مستشفيات عدن".
مضيفا: إن "الباص، الذي كان يقوده السائق (س. ش. ح)، والبالغ من العمر 45 عامًا؛ انقلب أثناء نزوله من مرتفعات العرقوب، ما أدى إلى احتراقه بالكامل". وأردف: إن الحريق "نتيجة ضغط السائق المفاجئ على الفرامل أثناء النزول الحاد، ما تسبب في اشتعال النيران على المركبة".
وتابع: إن الحافلة اثناء سقوطها "اصطدمت بباص آخر نوع فوكسي، قُدّرت أضراره المادية بنحو 400 ألف ريال يمني. بينما بلغت الخسائر المادية للباص الجماعي نحو 300 ألف ريال سعودي نتيجة احتراقه الكامل". مؤكدا مباشرة فرق الحوادث بشرطة سير أبين الإجراءات القانونية وجمع الأدلة".
وفي حين وجه وزير النقل بـ "تشكيل لجنة للتحقيق في اسباب الحادث والتحقق من الالتزام باشتراطات السلامة"؛ دعت شرطة السير في ابين جميع سائقي مركبات النقل الثقيل والجماعي إلى "توخي الحذر أثناء القيادة في المنحدرات الجبلية، والالتزام بتعليمات السلامة المرورية لتجنب الحوادث المأساوية".
يشار إلى أن هذا الحادث المروع ليس الاول، وسبقه وقوع مئات الحوادث المرورية المروعة والمآساوية في طريق عقبة العرقوب بمديرية شقرة محافظة ابين، المعروفة تاريخيا، بوعورة تضاريس المنطقة الجبلية التي تخترقها، وأنها ذات جاذبية مغناطيسية قوية، تتسبب في حوادث مرورية بصورة مستمرة.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news