الحوثي.. ذراع إيران الذي يخنق اليمن ويهدد العالم
قبل 10 دقيقة
مرةً أخرى، يضع تقرير فريق الخبراء المعني باليمن لعام 2025 المجتمع الدولي أمام الحقيقة المرة التي حاول البعض تجاهلها طويلًا: مليشيا الحوثي الإرهابية ليست سوى ذراع إيرانية خطيرة تعمل على تقويض أمن اليمن والمنطقة والعالم، عبر مشروع دموي يقوم على القهر والتجويع والعنف الممنهج ضد كل من يخالفها.
التقرير كشف بوضوح حجم الجرائم والانتهاكات الواسعة التي تمارسها المليشيا ضد المدنيين في مناطق سيطرتها، والتي تشمل الاعتقالات التعسفية والتعذيب الوحشي والإخفاء القسري، إضافة إلى مصادرة الممتلكات ونهب الأموال العامة والخاصة، وإغلاق الفضاء الإعلامي والسياسي أمام أي صوت حر. كما وثّق التقرير استمرار تجنيد الأطفال والزجّ بهم إلى جبهات القتال، في جريمة إنسانية تمثل وصمة عار في جبين المجتمع الدولي الذي ما زال يتعامل مع هذه الجماعة كطرف سياسي لا كتنظيم إرهابي.
لقد حوّلت مليشيا الحوثي المحافظات التي تسيطر عليها إلى معتقلات جماعية، يعيش فيها المواطن تحت وطأة الفقر والخوف والإذلال. فبدل أن تُدار مؤسسات الدولة لخدمة الناس، أصبحت أدوات للنهب والجباية وتمويل الحرب. وبدل أن تُصرف موارد اليمن في التعليم والصحة، تُهدر على المواكب الطائفية والشعارات المستوردة من طهران، وعلى تمويل إعلام دعائي يبرر القتل باسم “الولاية”.
الأخطر من ذلك ما أورده التقرير عن استمرار تدفق الأسلحة الإيرانية إلى المليشيا عبر طرق تهريب بحرية متطورة، وتطوير قدراتها الصاروخية والطائرات المسيّرة التي تهدد الملاحة الدولية في البحر الأحمر وخليج عدن. فالحوثي اليوم لا يشكل خطرًا على اليمنيين فقط، بل أصبح تهديدًا عالميًا للأمن البحري والتجارة الدولية، وهو ما ينسجم تمامًا مع المخطط الإيراني لابتزاز المجتمع الدولي ونشر الفوضى في المنطقة.
إن ما كشفه التقرير الأممي يتطابق مع تحذيرات الحكومة اليمنية الشرعية والمجتمع الإقليمي منذ سنوات، من أن الحوثيين ليسوا حركة سياسية، بل جماعة إرهابية مذهبية تسعى لإعادة إنتاج نموذج “الحرس الثوري” الإيراني في اليمن. وهم يستخدمون الدين لتبرير القمع، والجهل لإدامة السيطرة، والفقر لتجنيد المزيد من الضحايا في حرب عبثية لا نهاية لها.
ولذلك، فإن مسؤولية المجتمع الدولي والأمم المتحدة اليوم أكبر من أي وقت مضى. فالتغاضي عن جرائم الحوثي يعني التواطؤ الضمني مع الإرهاب، والصمت على معاناة ملايين اليمنيين الذين يُحرمون من أبسط حقوقهم في الحياة والكرامة. آن الأوان لتحويل هذا التقرير إلى خطوات عملية لمحاسبة قيادات الحوثي، وفرض عقوبات مشددة على داعميهم في طهران، ودعم الحكومة الشرعية لاستعادة الدولة وإنقاذ الشعب اليمني من براثن المليشيا.
إن بقاء الحوثي يعني بقاء الحرب، وبقاء الخوف، وبقاء الجوع. أما إسقاطه، فهو الطريق الوحيد نحو يمن آمن، حر، ومستقر، يعود فيه الإنسان إلى مكانته، والوطن إلى هويته، بعيدًا عن عباءة إيران ومشاريع الموت التي جلبتها إلى أرضنا.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news