تحوّلت طرق محافظة تعز خلال السنوات الأخيرة إلى ممرات محفوفة بالمخاطر بالنسبة للنساء، وفق ما كشفه تقرير جديد صادر عن رابطة أمهات المختطفين تحت عنوان “عبور النساء المؤجل”، والذي وثّق أكثر من 113 انتهاكًا لحرية تنقلهن في خمس سنوات فقط.
التقرير، الذي استند إلى مقابلات ميدانية وتحليل وثائق وشهادات نساء، يعرض صورة قاتمة لواقع السفر والتنقل في المحافظة، حيث تُجبر النساء على مواجهة التوقيف والإهانة والتفتيش المهين والابتزاز المالي في نقاط التفتيش، غالبيتها تتبع مليشيا الحوثي المسلحة، بينما تُسجَّل انتهاكات أخرى في نقاط تتبع القوات الحكومية.
ويكشف التقرير أن نقطة جولة القصر تصدّرت قائمة المواقع التي شهدت أعلى معدلات الانتهاكات، تلتها الهنجر والحوض والمعافر والربيعي، مؤكدًا أن الانتهاكات الحوثية شكلت 55.86% من الإجمالي، مقابل 44.29% في مناطق سيطرة الحكومة، ما يعكس انتشارًا واسعًا لممارسات تُقيد النساء بغضّ النظر عن الجهة المسيطرة.
وصف التقرير تلك الممارسات بأنها “سلوك يومي متجذر” جعل من التنقل في تعز رحلة محفوفة بالإذلال والخوف، وأدى إلى تراجع فرص النساء في التعليم والعمل والمشاركة المجتمعية، لا سيما بين أسر المختطفين والمعتقلين.
الرابطة حذّرت من أن استمرار هذه الانتهاكات يكرّس ثقافة العقاب الجماعي ضد النساء ويحوّل الطريق إلى أداة لإخضاعهن، بدل أن يكون وسيلة للربط بين الناس والمناطق.
وفي ختام التقرير، دعت رابطة أمهات المختطفين إلى تفكيك القيود غير القانونية المفروضة على سفر النساء، ووقف اشتراط وجود المَحرَم، مع تفعيل الرقابة المدنية على النقاط الأمنية، وتدريب أفرادها على مبادئ حقوق الإنسان والتعامل اللائق.
كما شددت على ضرورة بناء شبكات حماية محلية وتوثيق الانتهاكات بشكل دوري، معتبرة أن إعادة تعريف الطريق كفضاء للمواطنة والأمان المشترك هو المدخل الحقيقي لإنصاف النساء في تعز وإنهاء معاناتهن المستمرة في ظل الحرب والانقسام.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news