تقرير/ بشرى العامري:
يُعد حميد الرقيمي واحداً من الأصوات الروائية اليمنية الشابة التي برزت في السنوات الأخيرة، وقد حقّق مؤخراً إنجازاً أدبياً هاماً بفوزه بـ جائزة كتارا للرواية العربية في دورتها الحادية عشرة لعام 2025 عن روايته عمى الذاكرة.
ينتمي الرقيمي إلى الجيل الجديد من الأدباء اليمنيين الذين كتبوا في ظروف استثنائية، بين الحرب والشتات والتغيّرات الاجتماعية.
هو كاتب واعلامي تحوّل من حاملٍ للكاميرا في الميدان إلى حاملٍ للذاكرة في الرواية، باحثا عن معنى للحياة في زمن الفقد والخراب.
بدأ الرقيمي مسيرته مراسلاً ميدانيا يوثّق المأساة بالصوت والصورة، يلاحق الوجع الإنساني خلف عناوين الحرب، إلى أن وجد في الكتابة وسيلته الأعمق للنجاة.
كتب حنين مبعثر وهي رسائل مفتوحة للأم والوطن، ثم قدّم الظل المنسي، وهي روايةّ عن السجن والذاكرة والنجاة، وصولاً إلى عمى الذاكرة العمل الذي جمع فيه كل الوجع اليمني وصاغه بأسلوب رمزيّ بديع، فاستحقّ أن يتوَّج هذا العام بجائزة كتارا للرواية العربية من بين أكثر من 500 عمل متنافس.
تحمل روايته الفائزة مضامين إنسانية عميقة، تتناول الشّظف، الحرب، الشتات، والهجرة، من خلال شخصيات تعيش بين الألم والبحث عن الذات.
ويُعد هذا الفوز دفعة لمحبي القراءة والنشر في بلادنا، وربما يحفّز المؤسسات الثقافية اليمنية والعربية على دعم المواهب الشابة بشكل أكبر.
يعكس الرقيمي في كتاباته الصوت الأدبي الصادق، الذي ينبع من تجربة حقيقية، يمكن أن تصل إلى منصّات التقدير الكبرى، حتى وإن كان من جغرافيا منسية كما وصفها.
قال عنه النقاد أنه لا يكتب عن الحرب، بل يجعل الحرب تكتب نفسها، وأن لغته المضمخة بالشعر جعلته يعبّر عن اضطراب جيلٍ كامل بين الحلم والخذلان.
ينتمي الرقيمي إلى الجيل الجديد من الأدباء اليمنيين الذين وُلدت أصواتهم من رماد الحرب والمنفى، ويحمل مشروعا أدبيا يربط الذاكرة بالمقاومة الثقافية،
هو أيضاً لا يكتفي بالكتابة، بل يشارك في الفعاليات والمعارض الأدبية، مؤمنا أن الكلمة يمكن أن تواجه الطمس والنسيان.
لذا فإن فوز حميد الرقيمي بجائزة كتارا لم يكن فقط محطة في مسيرته الشخصية، بل علامة مضيئة في المشهد الروائي اليمني، ورسالة بأن الأدب قادر أن يحوّل الألم إلى جمال، والفقد إلى سؤال يستحق أن يُروى.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news