سمانيوز/خاص
إن ما يتعرض له غسان جواد هو تجسيد لعملية تنكيل مُمنهج؛ تنكيلٌ تَتَّخِذُهُ القوانين الجائرة سيئة الصيت أداةً، وتُنفِّذُهُ المؤسسات القضائية الفاسدة. لقد تحولت هذه المؤسسات إلى ملاذ غير آمن للمواطن الشريف الذي ينشد العدالة، فلا يجد منها سوى السراب.
نحن نعيش في بلد أهله وناسه طيبون بغير شك، لكن فساد فئة نافذة تمكنت من إدارة مؤسساته كان الكارثة بكل ما تعنيه الكلمة من معنى.
اليوم، وفي ظل الغياب القسري لمستشار غسان جواد القانوني، تتكشف الصورة القاتمة التي تجعل الضحايا يتساقطون يأسًا أمام بوابات ونوافذ العدالة المغلقة. الأمر ليس عاديًا على الإطلاق؛ فما يحدث اليوم كان حصادًا لتجاوزات بدأت من البداية، تجاوزات تقف خلفها أيادٍ نافذة لم تراعِ أهمية أن تُقام العدالة، بقدر ما أرادت أن تُمرر أجندتها الخاصة.
يُردِّدون على مسامعنا: “إنها الإجراءات، الإجراءات، الإجراءات” تكرارًا وإصرارًا، وكأننا في هذا الوطن لسنا سوى بهائم لا تعي، ولسنا بشرًا يستحقون الاحترام.
لقد عاينتُ بنفسي وجوه الضعفاء في أروقة تلك المحاكم، وشاهدتُ كذلك وجوه الفاسدين والطواغيت. سيماهم في وجوههم ورب الكعبة! هناك، تتجلى حالة الخوف والرعب المطبق على وجوه المستضعفين، وفي المقابل، تظهر حالة الانتشاء بالنفوذ والتعجرف على وجوه الجبابرة.
يا لها من مفارقات عجيبة! شاهدتُ امرأة عجوزًا تصلي وهي جالسة فوق كرسي في وقت غير وقت الصلاة المعتاد، ربما كانت تستنجد الله أن يخسف بالظالمين، نعم، داخل هذه المحكمة التي فقدت روح العدالة والإنسانية.
يا من تبقى من الشرفاء في هذه الأرض الطيبة، إن سلبية المواقف، والخوف المكبوت، وحالة الاتكالية المستسلمة، كلها شركاء فاعلون في جريمة غياب العدالة وتفشي الظلم والفساد المستشري.
لهذا، عليكم الانضمام إلى الحركة المدنية الحقوقية دون أي تردد أو خوف. كل ما نريده هو أن يلتحم الشرفاء في ملحمة
وطنية لإعادة العدالة فحسب.
بقلم المشرف العام للحركة المدنية. الحقوقية
محمد علي الحُريّبي
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news