تشهد مدينة الحديدة الواقعة تحت سيطرة مليشيا الحوثي المدعومة من إيران موجة غير مسبوقة من إعلانات بيع المنازل والعقارات، في مشهد يعكس عمق الأزمة الإنسانية والانهيار المعيشي الذي يعيشه أبناء المدينة المنكوبة بالحرب والفقر والتهميش.
وقال الناشط الحقوقي بسيم الجناني، وهو من أبناء الحديدة، إنّ أغلب المنازل المعروضة للبيع تقع في أحياء شعبية يقطنها أصحابها منذ سنوات طويلة، مشيرًا إلى أن الأوضاع الاقتصادية المتدهورة وغياب فرص العمل وارتفاع الأسعار دفعت الكثير من الأسر إلى اتخاذ قرارات قاسية، أبرزها بيع مساكنها بأبخس الأثمان لتوفير احتياجاتها الأساسية أو سداد ديون تراكمت عليها.
وأوضح الجناني أن الوضع المعيشي في المدينة يتدهور يومًا بعد آخر، حتى وصل إلى بيت الأسرة وملاذها الأخير، إذ لم يعد أمام كثير من المواطنين سوى بيع ممتلكاتهم لتأمين لقمة العيش وتغطية التزاماتهم الضرورية.
وأضاف أن انتقال بعض الأسر إلى السكن بالإيجار بعد بيع منازلها لا يمثل حلاً حقيقياً، بل تأجيلاً مؤقتاً للأزمة، لأن المعاناة ستعود بشكل مضاعف مع استمرار سياسات الإفقار والجبايات التي تمارسها المليشيا بحق السكان.
وأشارت مصادر محلية إلى أن الحديدة تعيش حالة من البؤس والوجع الصامت، وسط تفشي الجوع والعوز في أوساط الأسر التي كانت قبل سنوات مستقرة نسبيًا، لكنها اليوم تصارع للبقاء بكرامة بعيدًا عن التسول والمهانة.
ويأتي هذا المشهد في وقت تواصل فيه مليشيا الحوثي فرض جبايات مالية وإتاوات على مختلف القطاعات التجارية والخدمية، فيما يعيش المواطن تحت وطأة الفقر والتجويع الممنهج، ما جعل الحديدة واحدة من أكثر المدن اليمنية معاناة تحت حكم المليشيات المدعومة من إيران.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news