اتهام حوثي جديد وخطير لعفاش !

العربي نيوز:

وجهت جماعة الحوثي الانقلابية، اتهاما جديدا وخطيرا، للرئيس الاسبق علي عفاش، وأفراد اسرته، وبخاصة نجله وقائد جيشه العائلي (الحرس الجمهوري والقوات الخاصة) احمد علي، وابن اخيه وقائد حرسه الخاص، طارق عفاش، وشقيقه عمار وكيل جهاز الامن القومي سابقا، ورئيس جهاز استخبارات الساحل الغربي والقرن الافريقي (قوة 400) الممول من الامارات.

جاء هذا في تصريح نشره عضو المكتب السياسي لجماعة الحوثي والمُعين منها محافظا لمحافظة ذمار، القيادي الحوثي البارز محمد ناصر البخيتي، على حساب مكتبه بمحافظة ذمار، بمنصة إكس (توتير سابقا)، اتهم فيه الرئيس الاسبق عفاش بأنه مجند لجهاز الاستخبارات الخارجية للكيان الاسرائيلي (الموساد)، والرئيس هادي بأنه عميل لجهاز المخابرات البريطانية.

وقال محمد البخيتي، في

تدوينته

المنشورة بعنوان "مكاشفة 5": "خمسون عامًا من الاختراق.. كيف حكم اليمن مخبرون؟. أخطر ما يهدد وجود أي أمة هو أن يتمكّن عدوها من تنصيب عملائه حكّامًا عليها، ليتولّوا مهمة تقويض منظومتها الأخلاقية وهدم أسسها من الداخل". زاعما أن جهاز الاستخبارات الاسرائيلية الخارجية (الموساد) نشط في اليمن منذ ثورة (26 سبتمبر).

مضيفا: "لم يتمكّن الموساد الإسرائيلي من إكمال مخططه في إيصال المدعو عبد الرحمن البيضاني إلى سدة الحكم في اليمن، لان دوره التخريبي كان واضحًا ومكشوفًا للعيان. وقد أدرك ثوار 26 سبتمبر خطورته، فأجمعوا  "بعد ثلاثة أشهر فقط من قيام الثورة" على عزله من مناصبه التي جمعها في آنٍ واحد "نائب رئيس الجمهورية، ورئيس الوزراء، ووزير الخارجية".إبان ثورة 26 سبتمبر 1962م.

وتابع: "رغم إصرار أنور السادات على الإبقاء عليه حتى اللحظة الأخيرة. الدور التخريبي الخطير الذي مارسه المخبر الموسادي هادي عيسى في تمزيق النسيج الاجتماعي بدمويّته العبثية لا يرقى إلى مستوى خطورة الدور الذي أدّاه عبد الرحمن البيضاني، رغم أن ارتباط هادي عيسى (رئيس جهاز الامن الوطني) بالموساد لم يُكتشف إلا في وقت متأخر من عام 1966، حيث جرى إعدامه عقب انكشاف تلك العلاقة".

مستطردا: "لذلك، لم تكتفِ القبائل اليمنية بقرار عزل المدعو عبد الرحمن البيضاني من مناصبه في يناير 1963، بل بادرت إلى عقد مؤتمر عمران في سبتمبر من العام نفسه، بمشاركة واسعة من مختلف القبائل والمكوّنات السياسية اليمنية، وبمباركة من قيادات الجمهوريين والملكيين على حدٍّ سواء. وقد جاء ذلك المؤتمر لإعلان البراءة منه وتجريده من الجنسية اليمنية". إثر التشكيك في جنسية أبويه.

ومضى القيادي الحوثي البخيتي، قائلا: "لكونه لا ينتسب إلى أبٍ يمني بالولادة، بل بالتبنّي، وهو ما تحرّمه الشريعة الإسلامية بنصٍّ قرآنيٍّ صريح" قبل أن ينتقل للحديث عن علي عفاش، بقوله: "بعد ذلك، تعرّف الموساد الإسرائيلي على عفاش في عام 1972 بمدينة أسمرا أثناء مرافَقته للغشمي في رحلةٍ علاجية، وهناك وجد فيه الموساد ضالّته، فقام بتجنيده ورعايته تدريجيًا حتى أوصله إلى سدّة الحكم عام 1978".

مضيفا: "ليواصل تنفيذ المهمة التخريبية لبنية المجتمع اليمني التي كان البيضاني قد بدأها من قبل. ولتفادي انكشاف دوره التخريبي كما حدث مع المدعو البيضاني، حرص الموساد على تقديم عفاش بصورة الشخصية الشعبية البسيطة القريبة من عامة الناس، ليتمكّن من العمل بصمت على هدم المنظومة الأخلاقية والثقافية للمجتمع اليمني من الداخل، دون أن يثير الشبهات حول ارتباطاته أو أهدافه الحقيقية". 

وتابع قائلا: "إنّ التزام عفاش بمبدأ التخلّص من الخصوم والشخصيات الوطنية بعد التصالح معهم، واستخدامه أساليب القتل البطيء عبر مواد سامة كـ البولونيوم التي استخدمها الموساد لاغتيال ياسر عرفات والتي لا تترك اي اثر، يكشف بوضوح الوجه الخفي لشخصيته ذات النزعة الموسادية. كما يفسّر ذلك حالة الازدواج الغامضة في سلوكه وشخصيته، التي حيّرت المراقبين لسنوات طويلة".

مرجعا هذه الحيرة إلى التناقض "بين ما يُظهره من وُدٍّ وتقارب، وما يُخفيه من غدرٍ وخيانةٍ ممنهجة". ولم يكتف القيادي الحوثي البارز محمد ناصر البخيتي باتهام عبدالرحمن البيضاني وعلي عفاش، بل اتهم الرئيس السابق عبدربه منصور هادي، ايضا، مستغلا علمه الحارس الشخصي لكاتب القلم البريطاني في سلطنة الفضلي (ابين وضواحيها)، إبان الاحتلال البريطاني لعدن وجنوب اليمن.

وقال: "مع اقتراب لحظة التخلص من مخبر الموساد الاسرائيلي بعد ثورة ٢٠١١ تدخل الخارج لايصال مخبر جهاز الاستخبارات البريطانية M16 للحكم, وعندما اصبح شبه عاجزا عن اداء مهامة تم عزله وتعيين مخبر السي اي ايه الامريكي". في اشارة إلى العلاقات الامنية الوثيقة التي تربط اللواء رشاد العليمي بالولايات المتحدة الامريكية، حدا وصفه عفاش في 2016م بأنه "عميل الاحداثيات".

مضيفا: "لم يكن غريبًا أن يكون النظام السعودي أداةً بيد أعداء اليمن لتمكين مخبريهم من الوصول إلى أعلى هرم السلطة، إذ إن ضرب استقرار اليمن وإعاقته عن النهوض يمثّل مصلحةً مشتركة للنظام السعودي من جهة، ولأمريكا وبريطانيا والكيان الصهيوني من جهةٍ أخرى". واستدل بما سماه "إدراك الشاعر عبدالله البردوني مبكرًا خطورة دور االنظام السعودي، بقصيدته ‘الغزو من الداخل‘".

وتابع: "أشار إلى النظام السعودي باسم "أمير النفط"، كنايةً عن هيمنة المال والنفوذ على القرار اليمني، لولا وجود القاضي عبدالرحمن الإرياني بما امتاز به من صبرٍ وحكمةٍ وصلابةٍ في مواجهة الضغوط المصرية والسعودية آنذاك، ولولا وعي الشعب اليمني ويقظته، لما استطاع اليمن أن يتجاوز فتنة المدعو البيضاني، الذي لم يصل إلى قمة السلطة إلا لوقتٍ قصير لم يتجاوز ثلاثة أشهر".

متسائلا: "فكيف كان سيكون حال اليمن اليوم وقد ورث تبعات حكم ثلاثة مخبرين لأعدائه على مدى نصف قرنٍ من الزمن" لولا بزوغ ما سماه "المسيرة القرآنية" في اشارة الى انقلاب جماعته بالاشتراك مع الرئيس الاسبق علي عفاش، في 21 سبتمبر 2014م، والتي زعم أنها "أعادت للأمة وعيها وبوصلتها؟" وأنها جعلت "الشخصية اليمنية تستعيد بريقها واحترامها باستعادتها قيمها الاصيلة".

واختتم بقوله: "قبل عهد عفاش، كان المسافر أو المغترب اليمني يحظى باحترامٍ وتقديرٍ استثنائيين في مختلف البلدان العربية والإسلامية التي يمر بها، إذ كان حضور الشخصية اليمنية يعني حضور الوفاء والصدق والأمانة والشجاعة. غير أنّ تلك النظرة الإيجابية بدأت تتبدّل تدريجيًا خلال فترة حكم عفاش وما خلّفه من شلة، فتراجعت مكانة اليمني في أعين الآخرين".

تحالف الرئيس الاسبق علي عفاش، مع جماعة الحوثي، للانتقام من ثورة الشباب الشعبية السلمية (فبراير 2011م) التي اطاحت بنظامه العائلي الفاسد والمستبد، وسلم الجماعة معسكرات ومخازن اسلحة جيشه العائلي (الحرس الجمهوري والقوات الخاصة) ظنا منه انه سيستطيع الانقلاب على حلفائه الجدد كما فعل مع حلفائه طوال 33 عاما.

لكن المواجهات المسلحة بين شريكي الانقلاب جماعة الحوثي وعلي عفاش وطارق عفاش، اندلعت مطلع ديسمبر 2017، وحسم الحوثيون المعركة في ثاني ايام دعوة عفاش اليمنيين في خطاب مصور الى الانتفاضة على الحوثيين، في حين استطاع طارق عفاش الفرار الى شبوة منها عدن قبل تنصيبه وكيلا للامارات بالساحل الغربي.

يشار إلى أن جماعة الحوثي اعلنت على لسان ناطقها، أن علي عفاش اختار المواجهة على التهدئة والصلح وقاتل حتى قتل، وجرى دفنه بحضور عدد من افراد اسرته وقيادات في المؤتمر الشعبي العام". نافية تعرضه للاغتيال او الاسر، ومشددة على أنه "اختار نهايته بنفسه واشعل المواجهة المسلحة بالتنسيق مع التحالف وقاتل حتى قتل".