لعنة الجغرافيا تلاحقنا .. معاناة جيل وُلِد في زمن عشرة رؤساء

     
المنتصف نت             عدد المشاهدات : 74 مشاهده       تفاصيل الخبر       الصحافة نت
 لعنة الجغرافيا تلاحقنا .. معاناة جيل وُلِد في زمن عشرة رؤساء

لعنة الجغرافيا تلاحقنا .. معاناة جيل وُلِد في زمن عشرة رؤساء

قبل 1 دقيقة

نحن جيل التسعينات والألفينيات، الجيل الذي لم يعرف طعم الأمان ولم يذق استقرار الأيام. وُلِدنا على وقع المدافع، وترعرعنا بين نشرات الأخبار التي لا تتغير عناوينها: حرب، أزمة، انقسام، وانهيار.

جيل أنهكته الصراعات السياسية والمناطقية، وجعلت منه الجغرافيا لعنة تلاحقه في كل زاوية من وطنٍ متشظٍ، لا يعرف أبناءه إلا عبر خطوط التماس.

اليمن يحكمه عشرة رؤساء، ولم يعد الشباب فيه مجرد ضحايا حربٍ بالمعنى التقليدي، بل أصبحوا وقودها وصداها، يُستنزفون في جبهات القتال، ويُقصَون من مواقع القرار، ويُعاملون على أساس الانتماء المناطقي لا الكفاءة ولا الطموح.

حتى المستقلون منهم، أولئك الذين رفضوا الانتماء إلى أي طرفٍ سياسي أو عسكري، لم يسلموا من سهام الشك والتمييز، فكل منطقة باتت تحاكم أبناءها ببطاقة الهوية لا بسيرتهم، وبلهجتهم لا بأفكارهم.

أصبحنا نُحاسَب على اللهجة قبل الاسم، وكأننا غرباء في بلدنا. لا أحد يسأل: من أنت؟ بل: من أين أتيت؟

حتى الحياد في زمن الحرب أصبح جريمة، والاستقلالية تهمة لا تُغتفر.

لقد مزقت الحرب النسيج الاجتماعي، وخلقت بين الشباب جدرانًا من الريبة والخوف. فبدل أن تكون الجغرافيا مساحة تنوعٍ وتكامل، تحولت إلى حدودٍ نفسية وعقبات في وجه التعايش. وحتى فرص التعليم والعمل باتت خاضعة للحسابات السياسية والمناطقية، فأحلام الآلاف تُوأد في مكاتب مغلقة لأن صاحبها من “المنطقة الخطأ”.

تأثير هذه الصراعات لم يقف عند الحاضر، بل امتد ليهدد مستقبل جيلٍ كامل. فاليوم يهاجر الشباب باحثين عن الأمان لا عن الثراء، عن الكرامة لا عن الرفاهية. ومن بقي منهم يعيش في دوامةٍ من القهر والإحباط بين نزوحٍ متكرر، وانقطاعٍ للرواتب، وغياب الخدمات، وانسداد الأفق السياسي.

ورغم كل هذا، لا يزال هذا الجيل يحمل في داخله شيئًا من الأمل. فوسط الركام، تظهر مبادرات شبابية صغيرة تؤمن بأن اليمن يمكن أن ينهض من جديد، بعيدًا عن الحسابات المناطقية والسياسية. شباب يؤمنون أن "الوطن" لا يُختصر في خريطةٍ ولا في لهجة، بل في فكرة العدالة والمواطنة والمساواة.

لكن يبقى السؤال الدائم المؤلم: إلى متى ستبقى الجغرافيا تلاحقنا كلعنةٍ تقسمنا وتفرقنا، وتعرّفنا بحدودٍ صنعها الآخرون؟ ومتى سيستعيد الشباب اليمني حقه في أن يعرف نفسه لا بانتمائه، بل بقدرته على الحلم والعمل والبناء؟.

شارك

Google Newsstand تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news


تابعنا على يوتيوب

تابعنا على تويتر

تابعنا على تيليجرام

تابعنا على فيسبوك

الكشف عن حقيقة القرار السعودي الأخير المتعلق باليمن

نيوز لاين | 629 قراءة 

الكشف عن ترتيبات جديدة وتحريك فعلي للمسار السياسي في اليمن

وطن نيوز | 593 قراءة 

استنفار في الرياض بعد فشل الوفد السعودي الإماراتي في عدن

شبكة اليمن الاخبارية | 506 قراءة 

مليشيا الحوثي تنقل الأسلحة الثقيلة من معسكر استراتيجي في حضرموت إلى هذه المحافظة

المشهد اليمني | 488 قراءة 

محمد العرب يوجّه رسالة تحذير للزبيدي: وهم القوة يقود إلى مصير دقلو

نيوز لاين | 485 قراءة 

حادثة مأساوية: تزويج طفلة لرجل ثلاثيني ينتهي بصدمة تقلب حياتها

نيوز لاين | 391 قراءة 

اعتقال قائد عسكري كبير و الحارس الشخصي للرئيس صالح سابقاً

يمن فويس | 385 قراءة 

الزبيدي يحدد شرطًا لمشاركة القوات الجنوبية في معركة صنعاء

المرصد برس | 383 قراءة 

الانتقالي ينقل الأسلحة والدبابات الثقيلة من معسكر الخشعة باتجاه شبوة

قناة المهرية | 345 قراءة 

مطار الغيضة الدولي يشهد إتمام إجراءات الاستلام والتسليم بنجاح

نيوز لاين | 329 قراءة