لعنة الجغرافيا تلاحقنا .. معاناة جيل وُلِد في زمن عشرة رؤساء

     
المنتصف نت             عدد المشاهدات : 52 مشاهده       تفاصيل الخبر       الصحافة نت
 لعنة الجغرافيا تلاحقنا .. معاناة جيل وُلِد في زمن عشرة رؤساء

لعنة الجغرافيا تلاحقنا .. معاناة جيل وُلِد في زمن عشرة رؤساء

قبل 1 دقيقة

نحن جيل التسعينات والألفينيات، الجيل الذي لم يعرف طعم الأمان ولم يذق استقرار الأيام. وُلِدنا على وقع المدافع، وترعرعنا بين نشرات الأخبار التي لا تتغير عناوينها: حرب، أزمة، انقسام، وانهيار.

جيل أنهكته الصراعات السياسية والمناطقية، وجعلت منه الجغرافيا لعنة تلاحقه في كل زاوية من وطنٍ متشظٍ، لا يعرف أبناءه إلا عبر خطوط التماس.

اليمن يحكمه عشرة رؤساء، ولم يعد الشباب فيه مجرد ضحايا حربٍ بالمعنى التقليدي، بل أصبحوا وقودها وصداها، يُستنزفون في جبهات القتال، ويُقصَون من مواقع القرار، ويُعاملون على أساس الانتماء المناطقي لا الكفاءة ولا الطموح.

حتى المستقلون منهم، أولئك الذين رفضوا الانتماء إلى أي طرفٍ سياسي أو عسكري، لم يسلموا من سهام الشك والتمييز، فكل منطقة باتت تحاكم أبناءها ببطاقة الهوية لا بسيرتهم، وبلهجتهم لا بأفكارهم.

أصبحنا نُحاسَب على اللهجة قبل الاسم، وكأننا غرباء في بلدنا. لا أحد يسأل: من أنت؟ بل: من أين أتيت؟

حتى الحياد في زمن الحرب أصبح جريمة، والاستقلالية تهمة لا تُغتفر.

لقد مزقت الحرب النسيج الاجتماعي، وخلقت بين الشباب جدرانًا من الريبة والخوف. فبدل أن تكون الجغرافيا مساحة تنوعٍ وتكامل، تحولت إلى حدودٍ نفسية وعقبات في وجه التعايش. وحتى فرص التعليم والعمل باتت خاضعة للحسابات السياسية والمناطقية، فأحلام الآلاف تُوأد في مكاتب مغلقة لأن صاحبها من “المنطقة الخطأ”.

تأثير هذه الصراعات لم يقف عند الحاضر، بل امتد ليهدد مستقبل جيلٍ كامل. فاليوم يهاجر الشباب باحثين عن الأمان لا عن الثراء، عن الكرامة لا عن الرفاهية. ومن بقي منهم يعيش في دوامةٍ من القهر والإحباط بين نزوحٍ متكرر، وانقطاعٍ للرواتب، وغياب الخدمات، وانسداد الأفق السياسي.

ورغم كل هذا، لا يزال هذا الجيل يحمل في داخله شيئًا من الأمل. فوسط الركام، تظهر مبادرات شبابية صغيرة تؤمن بأن اليمن يمكن أن ينهض من جديد، بعيدًا عن الحسابات المناطقية والسياسية. شباب يؤمنون أن "الوطن" لا يُختصر في خريطةٍ ولا في لهجة، بل في فكرة العدالة والمواطنة والمساواة.

لكن يبقى السؤال الدائم المؤلم: إلى متى ستبقى الجغرافيا تلاحقنا كلعنةٍ تقسمنا وتفرقنا، وتعرّفنا بحدودٍ صنعها الآخرون؟ ومتى سيستعيد الشباب اليمني حقه في أن يعرف نفسه لا بانتمائه، بل بقدرته على الحلم والعمل والبناء؟.

شارك

Google Newsstand تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news


تابعنا على يوتيوب

تابعنا على تويتر

تابعنا على تيليجرام

تابعنا على فيسبوك

فضيحة فساد بمليارات الريالات في بريد صنعاء.. والموظف المبلّغ يواجه التهديد بالتصفية

حشد نت | 793 قراءة 

حقيقة انشقاق اللواء بن بريك عن المجلس الانتقالي الجنوبي.

الناقد برس | 762 قراءة 

الكشف عن حقيقة اغتيال الصحفي اليمني انيس منصور في الفاشر بالسودان

كريتر سكاي | 603 قراءة 

تصعيد حوثي اقتصادي خطير يهدد حياة الملايين في مناطق الشرعية

الأمناء نت | 509 قراءة 

المجلس الرئاسي بكامل أعضائه يجتمع برئيس الوزراء ومحافظ البنك المركزي.. والاتفاقيات الأخيرة مع السعودية على الطاولة

المشهد اليمني | 361 قراءة 

تفاصيل جديدة لاقتحام محل صرافة ونهب ٤ مليون ريال سعودي

كريتر سكاي | 360 قراءة 

الحو..ثيون يعتقلون قيادي كبير في صفوفهم بسبب هذه التهمة

كريتر سكاي | 359 قراءة 

ثلاثة شبان ينهبون هاتف امرأة بعد التقطع لها ويطالبون بـ20 ألف ريال سعودي مقابل عدم نشر صورها

المشهد اليمني | 311 قراءة 

انخفاض جديد في أسعار الذهب اليوم الثلاثاء 28 أكتوبر 2025

يني يمن | 306 قراءة 

صرف مرتبات الموظفين.

كريتر سكاي | 245 قراءة