كشفت مصادر مطلعة عن فضيحة مدوية تتعلق بدخول شحنة ضخمة من الإسمنت المغشوش إلى مناطق سيطرة مليشيا الحوثي، بعد أن تم إعادة تعبئتها في أكياس تحمل اسم مصنع عمران، ما يُعد استهتاراً خطيراً بأرواح اليمنيين وسعياً محمومًا لجمع المليارات عبر غش مكشوف.
شحنة مليون كيس من الإسمنت المغشوش
وصلت إلى ميناء الحديدة شحنة إسمنت سائب منشأها باكستاني، وبلغ حجمها نحو مليون كيس، إلا أن مصدر الشحنة وجودتها كانا محل شكوك وتحذيرات من جهات فنية، حيث ثبت أن الإسمنت يحتوي على خليط من التربة والجير، ما يجعل استخدامه في البناء خطيراً للغاية.
إعادة تغليف كاذبة بأكياس مصنع عمران
في محاولة لتضليل المستهلكين وسوق هذه المادة المغشوشة بأسعار الإسمنت الأصلي، تم تعبئة الشحنة في أكياس تحمل شعار مصنع عمران الحكومي، الذي يُعتبر من أبرز وأشهر مصانع الأسمنت في اليمن.
وتشير المعلومات إلى أن إدارة المصنع كانت على علم أو متواطئة في تسهيل دخول هذه الأكياس إلى السوق، مما يعكس تواطؤًا خطيرًا بين إدارة المصنع وتجار مرتبطين بمليشيا الحوثي.
تورط قيادات حوثية ومقربين
وفقًا لمصادر مطلعة، فقد تم تنسيق عملية دخول الشحنة عبر ميناء الحديدة الذي تسيطر عليه المليشيا، من خلال شبكة تضم رئيس مؤسسة تسويق الإسمنت في مناطق الحوثيين، يحيى عطيفة، بالإضافة إلى تجار حوثيين بارزين، بهدف تحقيق أرباح ضخمة على حساب سلامة اليمنيين.
مخاطر هندسية جسيمة
حذر خبراء معماريون ومدنيون من خطورة استخدام هذه المادة المغشوشة، مؤكدين أن مشاريع البناء التي تعتمد عليها قد تواجه انهيارات وسقوطات مفاجئة، خصوصاً في ظل ضعف الرقابة وفقدان الجهات المختصة لمهامها في مناطق الحوثي.
وأكدوا أن مثل هذا الإسمنت، الذي لا يلبي المعايير الفنية، قد يؤدي إلى كوارث مدمرة تهدد حياة المدنيين، خصوصًا في ظل الحرب والظروف الاقتصادية المتردية.
ردود فعل محلية ودعوات للتحقيق
استنكر ناشطون مدنيون ورواد مواقع التواصل الاجتماعي هذه الخطوة، معتبرين أن ما حدث يعد جريمة بحق اليمنيين تستوجب تحقيقًا شفافًا ومحاسبة جادة لكل من تورط في إدخال وترويج هذا الإسمنت المغشوش.
كما دعا مراقبون إلى ضرورة تدخل الجهات الرقابية، وفتح تحقيق شامل يفضح آليات التواطؤ بين المليشيا وإدارة المصنع، فضلاً عن رجال الأعمال المرتبطين بالحوثيين، مؤكّدين أن القضية تكشف عن فساد ممنهج يقوض حياة اليمنيين ويسخر مؤسسات الدولة لمصالح خاصة.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news