أكدت مصادر ومعلومات "ديفانس لاين" إصابة وزير الدفاع في حكومة جماعة الحوثيين غير المعترف بها اللواء محمد ناصر العاطفي، في هجمات إسرائيلية طالت أهدافا للجماعة المدعومة من إيران والمصنفة منظمة إرهابية في أغسطس الماضي بالعاصمة صنعاء.
المصادر أفادت أن العاطفي لا يزال يرقد في المستشفى منذ وقوع يوم الهجمات الإسرائيلية يوم 28 أغسطس، وقالت إن حالته "حرجة وتتدهور بشكل متسارع"، فيما لم يسجل أي ظهور علني للعاطفي منذ أشهر، مع تكتم الحوثيين حول وضعه ومصيره.
فيما كانت مصادر ومعلومات "ديفانس لاين" أفادت في وقت سابق عن إصابة العاطفي بإحدى الغارات الإسرائيلية. تفيد المعلومات أن العاطفي قد أصيب في ضربة إسرائيلية منفصلة استهدفت أحد المقار القريبة من المنزل الذي كانت الحكومة مجتمعة فيه.
مصادر دفاعية قالت لـ"ديفانس لاين" إنها لم ترصد أي اتصالات أو تحركات أو أنشطة للعاطفي منذ وقوع الضربات الإسرائيلية الموجعة التي قضت على رئيس حكومة الحوثيين و9 من الوزراء.
الجماعة الحوثية مؤخرا عن م
صرع رئيس أركان قواتها محمد عبدالكريم الغماري
المكنى جهاديا (السيد هاشم) ومعه أحد أولاده وثلاثة من أفراد حراسته، في الضربات الإسرائيلية، بعد نحو شهرين من التعتيم على مصيره.
وقد غاب العاطفي عن حضور مراسيم تشييع أقامتها الجماعة للغماري، أمس الاثنين، غاب عنها وزير الداخلية عبدالكريم الحوثي، عم زعيم الجماعة، الذي تتحدث تقارير عن إصابته ولم يسجل له أي ظهور منذ أشهر.
صورة تجمع العاطفي وعلى يساره الغماري
لم يُسجل أي ظهور علني للوزير العاطفي منذ وقوع الضربة، وتداولت وسائل إعلام حوثية بيانا مكتوبا منسوبا باسمه يُعزي فيه بمقتل الغُماري، وتتداول الجماعة بيانات وتصريحات على لسانه منذ أسابيع.
ونشرت وسائل اعلام الحوثية الأربعاء الماضي، برقيات تعازي قدمها رئيس المجلس السياسي الاعلى للجماعة مهدي المشّاط للوزير العاطفي "في وفاة عمّه صالح ناصر سعيد العاطفي".
ولم يحضر العاطفي مراسيم دفن وعزاء عمه الذي لا تتوفر معلومات حول سبب وفاته، ودُفن، الخميس الماضي، في مسقط رأسه في منطقة حضر مديرية خولان محافظة صنعاء.
منذ نحو عام يتجنّب العاطفي الأنشطة والفعاليات الميدانية واللقاءات الرسمية، ويكتفي بين فينة وأخرى بتسجيل حضور عبر "تصريحات مكتوبة" لوسائل اعلام الجماعة، ورفع البرقيات الاعتيادية لزعيم الجماعة في المناسبات.
وقد كان آخر ظهور علني تم رصده للوزير العاطفي خلال حضوره اجتماعا عقده مهدي المشّاط لمجلس الدفاع الوطني التابع للجماعة يوم 21 أبريل الماضي.
فيما كان آخر نشاط رسمي موثق للعاطفي قبل أكثر من عام، يوم 25 اغسطس 2024، خلال ترؤسه اجتماعا لقيادة الوزارة.
العاطفي -56 عاما- ينحدر من منطقة خولان محافظة صنعاء، ويوصف كأحد أمهر كوادر الهندسة الصاروخية، درس العلوم العسكرية في البلاد وابتعث في دورات في أمريكا والاتحاد السوفياتي سابقا، وهو حاصل على دورة نظام تحديد المواقع الأرضية عبر الأقمار الاصطناعية. (
GPS
)، وشارك في إعداد الخارطة الإلكترونية لليمن والمنطقة والإقليم والشفرة الخاصة بالصواريخ والمدفعية بالأتمتة الإلكترونية.
العاطفي من على ظهر السفينة جلاكسي التي اختطفها الحوثيون
عيّنته الجماعة وزيراً للدفاع في حكومتها منذ 28 نوفمبر 2016، وتولى قيادة مجموعة ألوية الصواريخ بقرار من الرئيس السابق عبدربه منصور هادي عام 2013، واحتفظ بقيادة الصواريخ حتى 11 سبتمبر 2019، وتعيين الجماعة
عبدالحفيظ علي مهدي يحيى الهلالي
، المنحدر من صعدة، قائدا للمجموعة.
بحكم تخصصه ساهم محمد العاطفي الذي تخرّج من كلية الحرب العليا بصنعاء عام 2014، في إعادة هيكلة القوة الصاروخية وبدأ إعادة تجميع الكوادر والأعتدة، وأشرف على
جهود تشغيل وتطوير الصواريخ الباليستية
التي ورثتها الجماعة من مخزونات الجيش اليمني، وهي في معظمها روسية بعيدة المدى تعتمد على الوقود الصلب، وعمل خبراء على تعديل الصواريخ وزيادة مستويات مدياتها.
إلى جانب التقنيات والمعدات والقطع الحربية التي تتلقاها الحوثية من إيران ووجهات أخرى، حيث بدأت الجماعة في عملية التجميع والصيانة والتصنيع التي أشرف عليها خبراء من إيران وحزب الله وجنسيات أخرى، وعناصر حوثية تم تدريبهم وإعدادهم داخل وخارج اليمن.
والعاطفي هو مدرج على قوائم العقوبات الأمريكية والبريطانية، ولائحة الإرهاب السعودية، وأحد المطلوبين للتحالف العربي، ومحكوم عليه بالإعدام غيابيا لدى القضاء العسكري اليمني منذ عام 2021، ويخضع للمحاكمة أمام الجزائية المتخصصة في عدن.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news