يمن إيكو|تقرير:
ارتفعت أسعار النفط هامشياً خلال تعاملات الثلاثاء وسط مساعٍ لتعويض خسائر الجلسة السابقة، فيما شهدت أسواق الغاز الطبيعي العالمية حالة من الاستقرار النسبي خلال الربع الثالث من العام الجاري بدعم تحسن الإمدادات وتراجع الضغوط على سلاسل التوريد، وفقاً لتقريرين نشرتهما منصة الطاقة وصحيفة الوطن السعودية، ورصدهما موقع “يمن إيكو”.
وحسب المنصة، فإن أسعار العقود الآجلة لخام برنت تسليم ديسمبر زادت بنسبة 0.18% إلى 61.12 دولار للبرميل، في حين تراجع خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي تسليم نوفمبر بنسبة 0.14% إلى 57.60 دولار، في تحركٍ طفيف يأتي بعد سلسلة خسائر متتالية نتجت عن وفرة المعروض وتباطؤ الطلب العالمي.
وأوضحت المنصة أن ارتفاع الأسعار جاء عقب خفض إنتاج حقل “كاراشاغاناك” في كازاخستان بنسبة تصل إلى 30%، وبعد “حادث” في محطة أورينبورغ الروسية لمعالجة الغاز، التي تُعد من أكبر المنشآت في العالم، ما أثار مخاوف من اضطراب الإمدادات الإقليمية.
ورغم هذا الارتفاع المحدود، ما تزال الضغوط قائمة بسبب التوتر التجاري المتصاعد بين الولايات المتحدة والصين، والذي انعكس على مؤشرات الطلب العالمي للطاقة، كما تحوّل كل من خام برنت وغرب تكساس إلى سوق “كونتانغو” (وضع في أسواق العقود الآجلة عندما يكون سعرها أعلى من سعر السوق الفوري للسلعة) في إشارة إلى وفرة المعروض وضعف الطلب في الأجل القريب.
وتوقعت وكالة الطاقة الدولية زيادة المعروض العالمي من النفط بمقدار 3 ملايين برميل يومياً في عام 2025 ليبلغ 106.1 مليون برميل يومياً، مع استمرار نمو الإنتاج في 2026 بمقدار 2.4 مليون برميل. وتسهم الدول المنتجة من خارج “أوبك+”، ولا سيما الولايات المتحدة والبرازيل وكندا، بالنصيب الأكبر من هذا الارتفاع.
وأكد محللو هايتونغ للأوراق المالية الصينية أن استمرار ضعف الفارق السعري الشهري لخام برنت يعكس تزايد فائض المعروض، الأمر الذي يحد من فرص انتعاش الأسعار. فيما رجّح محللو “غولدمان ساكس” انخفاض أسعار برنت إلى نحو 52 دولاراً للبرميل بحلول الربع الأخير من 2026، استناداً إلى بيانات الأقمار الصناعية لمخزونات النفط وقراءات مؤسسات الطاقة الأمريكية.
وفي المقابل، استمرت أسعار الغاز الطبيعي العالمية بالاستقرار النسبي خلال الربع الثالث من 2025، نتيجة تحسن الإمدادات وتراجع الاضطرابات الجيوسياسية، مع تباين في الأسعار بين الأسواق الإقليمية، حسب تقرير الوطن السعودية.
وانخفض متوسط الأسعار الأوروبية بنسبة 5.7% على أساس سنوي إلى 11.12 دولار لكل مليون وحدة حرارية بريطانية، بينما تراجعت الأسعار اليابانية 9.7% لتصل إلى 11.72 دولار، في حين سجلت الأسعار الأمريكية ارتفاعاً حاداً بنسبة 32.1% إلى 2.97 دولار لكل مليون وحدة حرارية بريطانية، مدفوعة بزيادة الطلب وصادرات الغاز المسال.
وأشار التقرير إلى أن مؤشر البنك الدولي لأسعار الغاز الطبيعي سجل مكاسب سنوية في جميع أشهر الربع الثالث، فيما بلغ متوسط أسعار الغاز في السوق الأوروبية ( (TTFالفورية 10.98 دولار في أغسطس، مرتفعاً 4% شهرياً و10% سنوياً، ما يعكس استمرار الضغط التصاعدي في الأسعار.
وتوقعت شركة “كامكو إنفست” أن تشهد الأسواق ضغوطاً صعودية إضافية خلال الشتاء، مع ارتفاع الطلب على التدفئة، لاسيما مع بلوغ صادرات الغاز الأمريكية مستوى قياسياً قدره 9.4 مليون طن متري في سبتمبر، كما ساعدت الإمدادات النرويجية المتزايدة على تهدئة السوق الأوروبية، رغم المخاطر الجيوسياسية.
واختتم التقرير بالإشارة إلى أن الاتحاد الأوروبي مدّد برنامج تخزين الغاز حتى عام 2027، مع الحفاظ على معدل التعبئة الإلزامي عند 90% بين أكتوبر وديسمبر من كل عام، في خطوة تهدف إلى تعزيز أمن الطاقة وضمان استقرار السوق في ظل استمرار الصراع الروسي – الأوكراني وتداعيات الحرب في غزة.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news