تصاعدت حدة التوتر الأمني في العاصمة المختطفة صنعاء خلال الساعات الماضية، إثر خلافات حادة داخل أجنحة مليشيات الحوثي، بعد إعلان تعيين اللواء الركن يوسف حسن المداني رئيسًا لهيئة الأركان العامة خلفًا للواء محمد عبدالكريم الغماري الذي قُتل في غارة إسرائيلية خلال أغسطس الماضي.
وذكرت مصادر عسكرية مطلعة أن اللواء يحيى عبدالله الرزامي، قائد محور همدان، رفض قرار التعيين واعتبره “فرضًا من التيار الإيراني داخل المليشيا الحوثية”، ملوّحًا بـاقتحام مقر وزارة الدفاع في صنعاء في حال تنفيذ القرار دون توافق داخلي بين القيادات الحوثية.
تحركات عسكرية واستعدادات ميدانية
وأشارت المصادر إلى أن تعزيزات كبيرة تابعة للرزامي تحركت من محور همدان وصعدة نحو العاصمة صنعاء، وتمركزت في محيط وزارة الدفاع ومداخل حي التحرير، ما أثار مخاوف من اندلاع مواجهة بين الفصائل الحوثية المتناحرة.
وأشارت إلى أن هذه التحركات تكشف عن انقسام داخلي حاد داخل الجماعة، خصوصًا مع تزايد رفض عدد من القادة الميدانيين لتوجيهات القيادات العليا القادمة من صعدة.
المداني.. ذراع إيران العسكرية في اليمن
يُعرف اللواء يوسف المداني داخل الأوساط الحوثية بلقب “مهندس الحروب” لدوره في قيادة المعارك ضد القوات الحكومية في جبهات الحديدة ومأرب. ويُعد من أكثر القادة ارتباطًا بـإيران وحزب الله اللبناني، وقد أدرجته وزارة الخزانة الأمريكية على قائمة الإرهاب عام 2021 لدوره في دعم أنشطة الجماعة العسكرية.
انقسامات تهدد تماسك المليشيات
أدى مقتل اللواء الغماري، الذي كان يُعد القائد العسكري الفعلي للحوثيين، إلى فراغ في هرم القيادة وفتح الباب أمام صراع نفوذ بين جناحي صعدة وصنعاء.
ويرى مراقبون أن تهديدات الرزامي وتحركاته الميدانية قد تمثل بداية لتفكك القيادة الحوثية، في ظل تصاعد الخلافات حول الولاء والنفوذ الإيراني.
محاولات احتواء الأزمة
وتوقعت المصادر أن تسعى قيادة الحوثيين في صعدة إلى احتواء الأزمة عبر وساطات قبلية وأمنية لتجنب انفجار الموقف داخل العاصمة، خصوصًا مع تصاعد المخاوف من مواجهة داخلية قد تضعف الجبهة الحوثية أمام القوات الحكومية في مختلف المحافظات.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news