أثار اقتحام ميليشيا الحوثي مركز السلفيين في منطقة زراجة بمديرية الحداء التابعة لمحافظة ذمار موجة استنكار واسعة في الأوساط الدينية والاجتماعية، بعد أن أقدم مسلحو المليشيا على احتجاز القائمين على المركز والسيطرة عليه بالقوة.
ووفقًا لمصادر محلية، فإن عملية الاقتحام جاءت في ظل توتر متصاعد بين الحوثيين وجماعة محمد الإمام السلفية، على خلفية استمرار الحوثيين في الاستحواذ على المساجد والمراكز الدينية التابعة للجماعة، رغم اتفاق “تعايش وإخاء” الموقع بين الطرفين منذ يونيو/حزيران 2014.
تصعيد ميداني ومخاوف من فتنة دينية
مدير الإعلام في مديرية جهران،التابع لمليشيا الحوثيين عبدالفتاح البنوس عبّر عن استيائه من تصرفات جماعته، مؤكدًا في منشور على صفحته في “فيسبوك” أن ما يجري من استفزازات غير مبررة ضد السلفيين “يهدد مضامين الاتفاق السابق ويعرّض السلم المجتمعي للخطر”.
وأضاف البنوس أن السلطات الحوثية في ذمار تتعامل ببرود مع شكاوى السلفيين المتكررة، محذرًا من أن “استمرار هذه الممارسات قد يؤدي إلى فتنة داخلية ومواجهات بين الطرفين”.
وطالب القيادي الحوثي سلطات جماعته بـتشكيل لجنة ميدانية عاجلة للنزول إلى المنطقة وتقييم الوضع على الأرض، محذرًا من الاعتماد على “الوشاة وأصحاب المصالح الضيقة”، في إشارة إلى قيادات داخلية تغذي الصراع.
خلفية الصراع بين الحوثيين والسلفيين
يُذكر أن محافظة ذمار شهدت في عام 2014 مواجهات دامية بين الحوثيين وجماعة محمد الإمام السلفية في مدينة معبر، انتهت بتوقيع وثيقة “تعايش وإخاء” بين الطرفين، نصّت على عدم الاعتداء وحرية الفكر والممارسة الدينية.
غير أن الخروقات الحوثية المتكررة للاتفاق — بحسب مصادر محلية — تزايدت في السنوات الأخيرة، من خلال فرض السيطرة على المساجد والمراكز الدينية، وهو ما اعتبره مراقبون “محاولة لفرض فكر الجماعة بالقوة وتصفية خصومها العقائديين”.
ويحذر ناشطون من أن الاقتحامات الأخيرة قد تعيد أجواء المواجهات السابقة بين الحوثيين والسلفيين، وتفتح جبهة صراع ديني جديدة داخل مناطق سيطرة الجماعة، في وقت تواجه فيه تحديات أمنية وعسكرية متصاعدة.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news