قاضٍ فرنسي شارك في مؤتمر الحوار يكشف كواليس سقوط مشروع الدولة في اليمن

     
الأمناء نت             عدد المشاهدات : 85 مشاهده       تفاصيل الخبر       الصحافة نت
قاضٍ فرنسي شارك في مؤتمر الحوار يكشف كواليس سقوط مشروع الدولة في اليمن

الإخوان والحوثيون دفعوا البلاد إلى الحرب.. ووحدة اليمن باتت من الماضي

الوحدة اليمنية بصيغتها القديمة انتهت… والجنوب يرسم مساره الخاص

اتفاق ستوكهولم أنقذ الحوثيين .. والجنوب قال كلمته: لا للقاعدة ولا للإخوان

 

في مقابلة تلفزيونية مع إحدى القنوات الفرنسية، كشف القاضي الفرنسي فرانسوا، أحد أبرز خبراء الدساتير في أوروبا، تفاصيل غير مسبوقة عن مرحلة مؤتمر الحوار الوطني في اليمن، وهي المرحلة التي شهدت محاولات دولية واسعة لدعم صياغة دستور جديد يحقق تطلعات اليمنيين.

 وأوضح أن مشروع الدستور لم يفشل بسبب عوائق فنية أو ضعف الخبرات، بل نتيجة الصراع العميق بين القوى السياسية المحلية، وعلى رأسها جماعة الإخوان المسلمين ممثلة بحزب الإصلاح، وجماعة الحوثي المسلحة، حيث سعى الطرفان إلى توظيف العملية الدستورية لخدمة مصالحهما الخاصة.

 

كان فرانسوا قد عُيّن بقرار من الاتحاد الأوروبي ضمن فريق من الخبراء الدوليين لمساندة اليمنيين في بناء دستور عصري خلال مؤتمر الحوار الوطني وخلال مهمته في صنعاء، اصطدم بسطوة التيارات السياسية التي أرادت السيطرة على مخرجات الحوار. هذه التجربة جعلته يصل إلى قناعة مبكرة بأن الجنوب لا يمكن أن يخضع لهيمنة الإخوان أو الحوثيين، وأن الصراع بين القوى المتنازعة يتجاوز مسألة بناء مؤسسات دولة، ليأخذ طابعًا نفوذيًا عميقًا ساهم لاحقًا في إشعال الحرب.

 

نفوذ إخواني راسخ وتحالف مصالح مع الحوثيين

 

أوضح القاضي الفرنسي أن النفوذ الإخواني في اليمن يعود إلى عقود طويلة، وخصوصًا في شمال البلاد. وقد ساهمت موجات قدوم المعلمين المصريين خلال الستينيات والسبعينيات في ترسيخ الفكر الإخواني داخل المؤسسات التعليمية، ثم تسربه لاحقًا إلى أجهزة الدولة والمجتمع. هذا التغلغل جعل من الإخوان قوة سياسية كبيرة قادرة على التأثير في مفاصل الدولة.

 

وأشار فرانسوا إلى أن علاقة الجماعة بالحوثيين لم تكن بالضرورة علاقة عداء دائم، إذ جمعت بينهما في مراحل معينة تفاهمات قائمة على تقاطع المصالح، وظهر ذلك بشكل واضح قبيل سقوط صنعاء في 2014. هذه العلاقة ساهمت في تمهيد الطريق أمام الحوثيين للسيطرة على السلطة، ما أدى إلى تفجير الوضع الداخلي واندلاع الحرب الأهلية.

 

حادثة منتدى المستقبل وتوتر العلاقات مع واشنطن

 

من الأحداث التي تطرق إليها القاضي الفرنسي، أزمة منتدى المستقبل الذي كان مقررًا عقده في صنعاء عام 2007 بحضور شخصيات دولية رفيعة، من بينها وزيرة الخارجية الأميركية آنذاك كونداليزا رايس. وكشف أن جماعة الإخوان تدخلت في الترتيبات المرتبطة بالمنتدى، وأثرت على قرارات القيادة السياسية في ما يتعلق بملف المشتبه به الرئيسي في هجوم المدمرة الأميركية "يو إس إس كول". هذا التلاعب أفسد الأجواء مع الجانب الأميركي وأدى إلى إلغاء المنتدى، وهو ما شكل نقطة انعطاف سلبية في العلاقات بين صنعاء وواشنطن وزاد من عزلة النظام آنذاك.

 

الربيع العربي وتعاظم دور القاعدة

 

تطرّق فرانسوا إلى تأثير الربيع العربي على المشهد اليمني، مشيرًا إلى أن حالة الفوضى السياسية التي أعقبت الإطاحة بالنظام القديم أتاح للقاعدة فرصًا كبيرة لتعزيز وجودها في البلاد.

 وأوضح أن بعض القيادات داخل حزب الإصلاح، وبشكل خاص الشيخ عبدالمجيد الزنداني، لم يدينوا هجمات القاعدة علنًا، بل استغلوا تلك الأحداث لتحقيق مكاسب سياسية وتأثيرية. هذه العلاقة بين بعض قيادات الإخوان وتنظيم القاعدة ساهمت في تعقيد الوضع الأمني والسياسي، وفتحت الباب أمام موجات من العنف والتطرف.

اتفاق ستوكهولم… تفريط في الحديدة

 

تطرق القاضي الفرنسي أيضًا إلى اتفاق ستوكهولم الذي جرى توقيعه عام 2018، معتبرًا أنه شكّل نقطة ضعف استراتيجية في مسار الحرب.

 فقد أبقى الاتفاق على ميناء الحديدة تحت سيطرة الحوثيين، وهو الميناء الذي يعد منفذًا رئيسيًا على البحر الأحمر لعب دورًا حاسمًا في عمليات تهريب السلاح والتمويل والدعم اللوجستي. هذا الوضع منح الحوثيين أفضلية ميدانية وعزز من قدرتهم على الاستمرار في القتال، بينما فُقدت فرصة كان يمكن أن تغيّر موازين الصراع لو كانت السيطرة قد آلت إلى القوات الجنوبية آنذاك.

 

انقسام ثقافي وديني عميق بين الشمال والجنوب

 

أكد فرانسوا أن الخلاف بين الشمال والجنوب ليس سياسيًا فقط، بل يرتبط بجذور دينية وثقافية واجتماعية. فالشمال يغلب عليه المذهب الزيدي الشيعي ويتميز بطابع قبلي محافظ ومنغلق، بينما الجنوب يتبع المذهب السني الشافعي، وتمتاز مجتمعاته بانفتاح أكبر على العالم الخارجي. هذا التباين العميق جعل من الوحدة اليمنية صيغة هشة منذ البداية، وفشلت الحكومات المتعاقبة في بناء نموذج وطني جامع يعكس هذا التنوع.

 

مستقبل اليمن… واقع جديد يتشكل

 

خلص القاضي الفرنسي إلى أن اليمن بعد عشر سنوات من الحرب لن يكون كما كان قبلها، وأن فكرة الوحدة المركزية بصيغتها القديمة لم تعد قابلة للتطبيق. القوى أصبحت موزعة جغرافيًا وسياسيًا، والجنوب بات يمتلك بنية سياسية وعسكرية أكثر تماسكًا من الشمال، ما يجعله مؤهلًا لأن يكون طرفًا رئيسيًا في أي صيغة سياسية مقبلة. ويرى أن خيارات الحكم الذاتي أو الانفصال تبدو مطروحة بقوة، في ظل غياب توافق وطني شامل.

 

 

تكشف تصريحات فرانسوا أن انهيار مشروع الدولة اليمنية لم يكن نتيجة عوامل عابرة، بل نتيجة تراكمات سياسية وتحالفات مصلحية بين قوى محلية، على رأسها الإخوان والحوثيون. كما توضح أن الفرص التي أُهدرت في محطات مفصلية مثل منتدى المستقبل واتفاق ستوكهولم ساهمت في إطالة أمد الحرب وتعقيد مسار التسوية. أما الانقسام العميق بين الشمال والجنوب، فيُعد أحد أبرز العوامل التي تجعل من استعادة نموذج الوحدة القديمة أمرًا صعبًا، إن لم يكن مستحيلًا، في المستقبل القريب.

شارك

Google Newsstand تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news


تابعنا على يوتيوب

تابعنا على تويتر

تابعنا على تيليجرام

تابعنا على فيسبوك

قرارات حوثية بعد محرقة العرقوب !

نيوز لاين | 449 قراءة 

هبوط 9 طائرات كويتية اضطراريا في العراق

العين الثالثة | 320 قراءة 

جريمة مروعة تهز ‘‘الحديدة’’.. قيادي حوثي يطارد طفلًا إلى منزله بسبب نقاشه حول ‘‘الملازم’’ ويقتل والده أمام أعين أطفاله (صور)

المشهد اليمني | 283 قراءة 

حادث جديد في طريق ‘‘العرقوب’’ وسقوط ضحايا (الأسماء+صور)

المشهد اليمني | 267 قراءة 

تعميم للمسافرين اليمنيين المتجهين إلى السعودية

يمن فويس | 265 قراءة 

عاجل:الخدمة المدنية تعلن ايقاف مرتبات الالاف في عدن وباقي المحافظات(اسماء)

كريتر سكاي | 258 قراءة 

هاني بن بريك” يخرج عن صمته ويفاجئ الوزير الزنداني برد حاسم

نيوز لاين | 248 قراءة 

سياح عراة في منطقة الأهرامات والسلطات المصرية تقبض عليهم

الوطن العدنية | 246 قراءة 

حادث جديد في العرقوب وسقوط جرحى

كريتر سكاي | 213 قراءة 

هجوم جوي يستهدف مواقع في شبوة وسقوط قتيلين (الأسماء)

المشهد اليمني | 212 قراءة