بين الأمل والانتظار، يعيش أبناء مديريات المخا والخوخة وحيس في الساحل التهامي والمناطق المحاذية لهم من المحافظات الداخلية، لحظات ترقب كبير مع اقتراب تشغيل مطار المخا الدولي، الذي يمثل لهم نافذة جديدة على العالم، وبوابة خلاص من عناء السفر الطويل ومشقات التنقل داخل البلاد وخارجها.
فمنذ الإعلان عن جاهزية المطار قبل أسابيع، عمّت موجة تفاؤل في أوساط الأهالي والتجار والطلاب والمسافرين، لما سيشكّله من تحوّل اقتصادي وخدمي في الساحل التهامي. غير أن تأخّر التنفيذ عن الموعد المحدد من قبل الخطوط الجوية اليمنية، بدأ يثير تساؤلات وشكوكًا في أذهان المواطنين حول أسباب التأخير.
اتهامات بالمماطلة و”تسييس” القرار
المواطن المخاوي شوقي إبراهيم ناجي عبّر عن استيائه مما وصفه بـ”الخذلان” من قبل شركة الخطوط الجوية، معتبرًا أن المماطلة وراءها حسابات سياسية أكثر منها فنية أو إدارية.
وقال في تصريح لـ”تهامة 24″:
“اليمنية أصبحت مختطفة من مكوّن سياسي ينفذ أجندته بعدم فتح مطار المخا، لأنه لا يريد أن يُحسب هذا الإنجاز للمقاومة الوطنية”.
وأشار ناجي إلى أن الحديث عن إنشاء مطار مأرب ظل وعودًا لم تتحقق، بينما استطاع الفريق طارق صالح أن ينجز مشروعًا حقيقيًا على الأرض في زمن قصير، مضيفًا:
“لو بدأ مطار المخا التشغيل، سيتساءل الناس: كيف استطاع طارق أن يفتتح مطارًا يخدم الشعب، فيما مطار مأرب لا يزال حبرًا على ورق؟”.
تهامة.. تنتظر نافذتها الجديدة على العالم
في المقابل، يرى ناشطون من أبناء الحديدة وتهامة أن تشغيل مطار المخا لا يعني انتصار طرف سياسي بقدر ما هو انتصار للمواطن اليمني.
الإعلامي محمد علي هِبَه، وهو من أبناء الحديدة، يقول إن هذا المشروع يحمل أبعادًا إنسانية عميقة، موضحًا:
“مطار المخا جاء ليكون جسر أمل وشريان حياة لليمنيين عامة، ولأبناء تهامة بشكل خاص، بعد أن تحولت مناطقهم إلى سجن كبير بسبب الحرب وإغلاق المنافذ”.
وأضاف أن المطار سيخفف مشقة السفر التي يعانيها اليمنيون منذ تعطيل مطار الحديدة الدولي، مؤكدًا أن رحلات جوية منتظمة من المخا ستعيد لليمنيين شعورهم الطبيعي بالارتباط بالعالم الخارجي.
انعكاسات اقتصادية وتنموية مرتقبة
يرى مدير فرع الرعاية الاجتماعية في المخا، الأستاذ محمد سيف الجرادي، أن تشغيل المطار سيكون له أثر مباشر على الدورة الاقتصادية في المدينة والساحل التهامي.
“افتتاح المطار يمثل نقلة نوعية في الجانب الاقتصادي، وسيسهم في إنعاش حركة التجارة، وتنشيط السياحة الداخلية، ورفع مستوى الخدمات الفندقية والمطاعم، إضافة إلى خلق فرص عمل جديدة لمئات الشباب”، يقول الجرادي.
ويشير إلى أن المطار لن يكون مجرد مرفق للنقل الجوي، بل نقطة انطلاق لتنمية شاملة تستفيد منها مختلف المحافظات الغربية والجنوبية.
مناشدات للإسراع بالتشغيل
الناشط الاجتماعي ياسر حميدان (أبو آسر) دعا شركة الخطوط الجوية اليمنية إلى سرعة تنفيذ وعودها، قائلاً:
“مرّت عشرة أيام على زيارة وفد اليمنية لمطار المخا دون أي خطوة عملية. إذا لم تكن لديهم نية للتشغيل فلماذا أطلقوا الوعود من البداية؟”.
وأضاف أن مطار المخا لا يخص منطقة بعينها، بل يخدم آلاف المسافرين من تعز والحديدة وإب ولحج، متسائلًا:
“لماذا يُحارب مشروع سيُعيد الحياة إلى الساحل؟ دعوا البلاد تتنفس ودعوا الناس يسافرون”.
توضيحات رسمية وتفاؤل حذر
مدير مطار المخا الدولي، العقيد خالد عبداللطيف، أوضح أن إدارة المطار أنجزت كل المتطلبات الفنية والأمنية، وأنها بانتظار الخطوة الأخيرة من الخطوط الجوية اليمنية لتدشين الرحلات التجارية.
“نحن جاهزون من كل النواحي، ونثق أن اليمنية ستقوم بدورها الوطني. المدير التجاري للشركة أكد دعمه الكامل، ونتمنى أن يكون التدشين قريبًا”، قال العقيد عبداللطيف.
وأعرب عن شكره لقيادة وزارة النقل ورئيس هيئة الطيران المدني، وللفريق الركن طارق صالح نائب رئيس المجلس الرئاسي، على دعمهم المتواصل للمشروع ومتابعتهم الحثيثة لإطلاق المطار رسميًا.
خاتمة: إقلاع الأمل من الساحل
بين الترقب الشعبي والتجهيز الفني، يقف مطار المخا الدولي على أعتاب لحظة تاريخية.
مشروعٌ وطني أعاد الأمل إلى قلوب اليمنيين في الساحل التهامي، وفتح لهم نافذة نحو الغد.
ومع كل إشراقة صباح، يزداد السؤال حضورًا: متى تقلع أول طائرة من مطار المخا الدولي؟
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news