بشرى العامري:
زيارة رئيس مجلس الوزراء الأستاذ سالم بن بريك إلى دولة الإمارات العربية المتحدة الأسبوع الماضي، تستحق التوقف عندها – لا من باب الفضول الصحفي، بل من باب الحرص الوطني على قراءة ما بين السطور.
اللافت أولاً أن رئيس دولة الإمارات الشيخ محمد بن زايد هو من استقبل بن بريك شخصياً، وليس رئيس الوزراء الإماراتي كما يقتضي البروتوكول.
وهذا بحد ذاته تقدير غير عادي، خاصة إذا علمنا أن مثل هذا الاستقبال لم يُمنح حتى لرؤساء الدولة ولا لأعضاء مجلس القيادة الرئاسي في زياراتهم السابقة.
الجانب الإماراتي نشر الخبر رسمياً وبصورة واضحة، وظهر إلى جانب الشيخ محمد بن زايد عدد من كبار المسؤولين الذين تم ذكر أسمائهم بالتفصيل.
في المقابل، رئيس الوزراء اليمني ظهر وحيداً في الصور، دون أي إشارة لأسماء الوفد المرافق أو تفاصيل المباحثات، مما يثير التساؤل حول طبيعة الزيارة وأهدافها. ولماذا وحيدا؟.
والأكثر أهمية أن بن بريك قام بالزيارة دون أن يحمل رسالة من رئيس مجلس القيادة الرئاسي – وهو أمر كان سيمنح الزيارة غطاءً رسمياً ومبرراً سياسياً واضحاً، وربما فتح لها آفاقاً أوسع في تفسيرها الإيجابي.
استمرت الزيارة ستة أيام كاملة، ولم يُعلن خلالها سوى عن لقاءين مع عضوي مجلس القيادة الرئاسي عيدروس الزبيدي وعبدالرحمن المحرمي، كلٌ على حدة.
وهو مشهد مؤلم لليمنيين، أن يلتقي رئيس حكومتهم بأعضاء مجلس قيادتهم في منافي الإقامة خارج الوطن، يناقشون “قضايا الشعب اليمني الشقيق”!
أما بيان ختام الزيارة، فزاد الغموض غموضاً، ففي موقع رئاسة الوزراء نُشر ما نصه: “اختتم رئيس مجلس الوزراء سالم صالح بن بريك زيارة رسمية ناجحة إلى دولة الإمارات العربية المتحدة خلال الفترة من 1 وحتى 6 أكتوبر 2025م، التقى خلالها بصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، وعدد من كبار المسؤولين”.
لكن… من هم هؤلاء المسؤولون؟
وما الذي تحقق من هذه الزيارة التي وُصفت بـ”الناجحة”؟
وما رأي مجلس القيادة الرئاسي الذي يبدو – من سياق الأمور – أنه لم يكن في الصورة أساساً، بدليل أن رئيس الوزراء التقى باثنين من أعضائه وكأنهما ضيفان لا شركاء في القرار!
كل ذلك ليس نقداً، بل ملاحظة بروتوكولية تفرضها الغيرة على صورة الدولة وهيبتها، فالتفاصيل الصغيرة أحياناً هي ما تكشف حجم الخلل الكبير.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news