أجلت ليبيا التأهل التاريخي لضيفتها الرأس الأخضر، عندما تعادلت معها 3-3، اليوم الأربعاء، على ملعب طرابلس الدولي في الجولة التاسعة قبل الأخيرة من منافسات المجموعة الرابعة ضمن التصفيات الإفريقية لكأس العالم لكرة القدم 2026.
وكانت الرأس الأخضر بحاجة إلى الفوز للتأهل للمرة الأولى في تاريخها إلى العرس العالمي ولا تزال أمامها فرصة أخيرة عندما تستضيف إسواتيني، يوم الإثنين المقبل في الجولة العاشرة الأخيرة.
وعززت الرأس الأخضر صدارتها للمجموعة برصيد 20 نقطة بفارق نقطتين أمام الكاميرون التي أبقت على آمالها في التأهل بفوزها على مضيفتها موريشيوس 2-0، وهي تلتقي مع أنجولا في الجولة الأخيرة يوم الإثنين أيضا، فيما بقيت ليبيا ثالثة برصيد 15 نقطة.
ويتأهل متصدرو المجموعات التسع إلى مونديال الولايات المتحدة وكندا والمكسيك، بينما تحصل أفضل أربعة منتخبات تحتل المركز الثاني على فرصة ثانية عبر الملحق.
في المباراة الأولى، جاءت البداية مثالية من ناحية "فرسان المتوسط" إذ أرسل عز الدين "عزو" المريمي كرة عرضية حاول مدافع الرأس الأخضر روبرتو لوبيش تشتيتها فأسكنها في مرمى بلاده (ق2).
وواصل الليبيون أفضليتهم وأهدروا فرصا سانحة عدة لتعزيز النتيجة ودفعوا الثمن عندما استغل الضيوف هفوة دفاعية حيث وصلت الكرة بالخطأ الى هيربرتو تفاريش فأرسلها عرضية الى تيلمو أركانجو الذي تابعها بتسديدة قوية مدركا التعادل (30).
وأعاد المريمي التقدم للمنتخب الليبي متابعا كرة مرتدة اليه من حارس الرأس الأخضر فوزينيا إثر مجهود فردي وتسديدة من معاذ عيسى (42).
وعزز محمود الشلوي تقدم ليبيا من ركلة حرة مباشرة نفذها بطريقة رائعة (58).
وضغط الضيوف بشكل تام فتمكن سيندي كابرال من تقليص النتيجة مستغلاً تمريرة كيفن لينيني (76)، وأدرك ويلي سيميدو التعادل من تسديدة قوية خدعت الحارس الليبي علي يوسف (83).
وفي الثانية، عانى المنتخب الكاميروني الساعي إلى تأهل تاسع في تاريخه، قبل أن يتغلب على موريشيوس بهدفين نظيفين في سان بيار.
ويدين منتخب "الأسود غير المروضة" بالفوز إلى هدفي لاعب وسط دينامو موسكو الروسي نيكولاس مومي نغاميلو (57) ومهاجم مانشستر يونايتد براين مبومو (90+2).
وفي مباراة هامشية عن المجموعة ذاتها، تعادلت إسواتيني مع إنجولا 2-2.
وضمن المجموعة الأولى، تغلبت إثيوبيا على غينيا بيساو 1-0.
إنجاز تاريخي
وبات منتخب الرأس الأخضر على بُعد انتصار واحد فقط من حجز مقعده في كأس العالم لكرة القدم 2026، وهو ما يدلل على الأداء الواعد الذي أظهره الفريق في السنوات الأخيرة، وهو أمر كان من الصعب تصديقه قبل عشرين عامَا.
وستصبح الرأس الأخضر، التي يبلغ عدد سكانها نحو 600 ألف نسمة، ثاني أصغر دولة بعد أيسلندا تبلغ النهائيات، وذلك في حال الفوز في الجول المقبلة في التصفيات الأفريقية المؤهلة لمونديال 2026.
ووصل منتخب الرأس الأخضر للمراحل الأخيرة من التصفيات المؤهلة لكأس العالم 2014 في البرازيل، لكن تم خصم نقاط منه للدفع بلاعب موقوف، ليُحرم من خوض المباراتين الفاصلتين قبل التأهل للنهائيات.
وفي ظهوره الأول في كأس الأمم الأفريقية عام 2013، بلغ منتخب الرأس الأخضر دور الثمانية، ما دفع مدربه للغناء خلال المؤتمر الصحفي عقب المباراة، وكرر المنتخب هذا الإنجاز في النسخة الأخيرة في كوت ديفوار، لكنه ودع البطولة عبر ركلات الترجيح.
ويتطور منتخب الرأس الأخضر سريعًا في استقطاب اللاعبين المقيمين بالخارج في مختلف أنحاء العالم.
اكتشاف المواهب يؤتي ثماره
وقال وكيل اللاعبين توني أراوخو، المقيم في الولايات المتحدة والمولود في جزر الرأس الأخضر والذي تعاون مع المنتخب لعقود طويلة في تصريحات صحفية: "وضع الاتحاد خططًا جديدة لاكتشاف واستقطاب المواهب عبر التجمعات الكبيرة لمهاجري الرأس الأخضر المقيمين بالخارج".
وأضَاف: "عملية اكتشاف واستقطاب المواهب بدأت تؤتي بثمارها في عام 2013، عندما تأهل منتخب الرأس الأخضر لأول مرة في تاريخه إلى نهائيات كأس الأمم الأفريقية".
وكانت ندرة الموارد الطبيعية وطبيعة الجزر القاحلة سببًا في الهجرة من جزر الرأس الأخضر منذ فترة طويلة، تعود جذورها إلى الفترة الاستعمارية البرتغالية.
وغادر مهاجرون بأعداد كبيرة نحو البرتغال بالإضافة إلى وجهات أخرى، مثل الساحل الشرقي للولايات المتحدة وميناء روتردام الهولندي.
وتضم قائمة المنتخب لمواجهتي ليبيا وإسواتيني 6 لاعبين من مواليد هولندا، إلى جانب آخرين من مواليد البرتغال وفرنسا وأيرلندا.
ويبرز بينهم روبرتو "بيكو" لوبيز، لاعب شامروك روفرز، والذي سيشغل مركز قلب الدفاع، وهو من بين عدد من اللاعبين تم اكتشافهم واستقطابهم بطرق مختلفة.
وقال لوبيز: "قمت بإنشاء حساب عبر "لينكد إن" أثناء دراستي في الجامعة ولكنني لم أنظر إليه فعليًا، وتلقيت رسالة من المدرب آنذاك روي أجواش، لكنه كتبها لي باللغة البرتغالية، وظننتها رسالة احتيالية وتجاهلتها تمامًا".
وأضاف: "بعد حوالي 9 أشهر، أرسل لي رسالة أخرى يقول فيها 'مرحبا روبرتو، هل سنحت لك الفرصة للتفكير فيما قلته لك؟’".
وتابع: "قمت بنسخ نص الرسالة إلى الترجمة الآلية عبر جوجل، تبين أنها تضمن 'نحن نبحث عن لاعبين جدد للانضمام إلى منتخب الرأس الأخضر، فهل تود تمثيل البلاد؟' كنت سعيدا للغاية بذلك، وقلت نعم، بالطبع، سأكون فخورا بأن أكون جزءا من تشكيلة المنتخب'".
النجاح يجذب المواهب الجديدة
وقال وكيل اللاعبين توني أراوخو إنه في الماضي كان من الصعب على المنتخب جذب المواهب المتميزة التي لها أصول من الرأس الأخضر المقيمين في أوروبا.
وأضاف: "لكن مع سلسلة النجاحات الأخيرة، باتت العديد من المواهب المقيمة في أوروبا أكثر ميلا لاختيار تمثيل الرأس الأخضر لإبراز مواهبهم على المستوى الدولي".
وقرر الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا"، زيادة عدد المنتخبات المشاركة في مونديال 2026، ليصل إلى 48 فريقًا، وهو ما سهل فرص العديد من المنتخبات التي لم يكتب لها المشاركة من قبل، أو من وجدت صعوبة في التأهل لعدد كبير من المرات.
جدير بالذكر، أن مونديال 2026 سيقام في 3 دول وهي أمريكا وكندا والمكسيك.
نفس الأمر سينطبق على مونديال 2030، والذي سيقام في 3 دول أيضًا هي المغرب وإسبانيا والبرتغال.
المصدر / كووورة
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news