من الصباح.. حتى الكلام المُباح

     
بيس هورايزونس             عدد المشاهدات : 64 مشاهده       تفاصيل الخبر       الصحافة نت
من الصباح.. حتى الكلام المُباح

تنتابك طبيعة شهريارية مباغتة. الأمر يحدث عند منتصف القصيدة. تتلفّت حولك لتلتقط أيّ شيء لتكسره فلا تجد إلّا قلبك. تشفق على نفسك، وتكسره، وتبكي.

تريدها أغنية لتروّض وحشك الداخلي.

تدسّ عينيك في جدار ولا تسمع فيه أدنى مواساة.

من الغباء أن تبحث عن مواساة في جدار، أو في غيمة ناعسة من فرط التجوال فوق شعوب منسية ولم تجد نورسًا لتهبط فيه فأفرغت طفولتها في حفرة.

النوارس تحافظ على لياقة الكلام للموج، هكذا تحمي نفسها من هجوم طبيعة شهريار. والحفرة تتوخى الشمس لتحافظ على كسلها وحبكتها الخاصّة، هكذا تقلّد شهرزاد. والغيمة تعود خائرة المجاز.

تأخذ قطعة من قلبك المتناثر لا زالت على قيد العاطفة وتعاتبها: ألم أبكي عليك يا بنيّتي؟ وتبكي مرّة أخرى.

لم تفقد الثقة متكسّرة بعطر حوض متخم بالورد ورائحة يفركها الخصيان وقويو البنية. لم تختبر الحياة متربّصًا لها من شرفة مكيدة لاصطياد الخيانة. فكيف تتغرغر روحك بالفجوات العميقة تحبط وقوفك على الأمل والحلم؟

مملكتك فارغة من العذارى، بل من كلّ النساء، فبأي بكارة ستنتقم من خيباتك وانكسارك، وبأي ضعاف ستبطش وعلى أية شجرة ستفرّغ غضبك، تغتصبها وتحمّل ضحاياك في أخبار وسمعة سيئة يتناقلها الرعايا على عربات الخيول في أقاصي الأرض، وتحكّ مخيلتها بالحيل وذراعيها بالحب لتأتيك بفخاخ تدفعك لتأجيل الانقضاض ليلة أخرى؟

كلّ ما تشتهيه، بعد منتصف القصيدة، أو بعدها تمامًا، امرأة على مقاس فراغك تدعكه بماء يشدّك إلى الوسادة والنوم مبكرًا دون الحاجة لأن تتسلّل للبحث عن ضحية بكر أو التقاط أي شيء لتكسره حتى وإن كان قلبك.

شهريار يتمدد فيك، شهريار المحظوظ يتفشى في شهريار سيء الحظ.

الألف ليلة، أكثر ليالي الشرق مللًا ورتابة. منذ تسكتُ شهرزاد حتى الكلام المباح ليس هناك ما يدعو للدّهشة، كلّ خيال يترنّح في البهو.

ماذا كان يفعل المشدوهون حول نار الحكايات خلال ذلك النوم الطويل خارجها؟

كان شهريار يستمني ليعجل من دوران الأرض، شهرزاد تجوّل في المطبخ وبرهات القصر وضريح العذارى بلا أمل، وكانتِ الدنيا خالية الوفاض من العذروات والصبايا، لم يتبقَ إلا أطفال وشيوخ محدودبين مصابين بسوء التغذية والسل.

ما يمنح دافع الاستمرار بلا أمل أو هدف لتلك الليالي التي يشكُ في عددها أحقر تقويم، هو تلك المماطلات الأفيونية الملتهبة التي تخترعها شهرزاد لنفسها أكثر من أن تروض فراغ شهريار العدواني، وإن كان يشعر بقرارة غرائزه باللا معنى، على الأقل كان يجعله لا يرتعب حينما يستيقظ ويجد نفسه لا يزال حيًا على قيد الخيانة.

لكن أن تأخذك امرأة بين ذراعيها وتحرس قلبك منك وتهذّب شرّك هو حاجتك الآن؟

تلملم قلبك، تعتذر له، تبكي من أجله، تكسره مرّة أخرى.

هكذا تدرّبه على شهريار المحظوظ حين يتفشّى فيك.

تلملم القلب، تعتذر له، لا تبكي، تعيده إلى مداره. يتفشّى شهريار، ولا زلت في منتصف القصيدة في انتظار نصف حكاية لم تسمع نصفه الأوّل بعد.

لا زلت على قيد الحياة، فلا تنتظر أحد.

شارك

Google Newsstand تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news


تابعنا على يوتيوب

تابعنا على تويتر

تابعنا على تيليجرام

تابعنا على فيسبوك

موقف مشرف من الرئيس الزبيدي لخادم الحرمين الشريفين

عدن تايم | 467 قراءة 

شركة يمن موبايل تزف البشرى للمواطنين وتكشف عن تفعيل خدمة جديدة ورائعة طال إنتظارها

نيوز لاين | 360 قراءة 

تسريب تفاصيل خطيره تنشر لأول مرة عن طريقة اغتيال الصماد وكيف تمت تصفيته عبر الوقائي .. تفاصيل

يمن فويس | 323 قراءة 

تعميم هام من وزارة الخدمة المدنية للموظفين

نيوز لاين | 248 قراءة 

شرطة صنعاء تعلن القبض على قتلة الطبيبة وفاء

قناة المهرية | 227 قراءة 

مصدر أمني يكشف حقيقة القبض على نائب رئيس مكافحة الإرهاب بلحج

يمن فويس | 219 قراءة 

إعلان حوثي بشأن جريمة اغتيال الدكتورة ‘‘وفاء الباشا المخلافي’’ في صنعاء

المشهد اليمني | 213 قراءة 

من ولاية الاباما الأمريكية انطلق جثمانه وغدا تشييعه الى مسقط رأسه رباط الضالع

يافع نيوز | 208 قراءة 

اختفاء مريب لـ‘‘عبدالملك الحوثي’’ وعدد من قادة الصف الأول للمليشيات رغم ظهورها الدائم خلال السنوات الماضية (الأسماء)

المشهد اليمني | 194 قراءة 

القبض على محمود العسيلي بسبب طالبة

العين الثالثة | 187 قراءة