ترجمة وتحرير: تهامة 24
في الوقت الذي تترقّب فيه المنطقة مصير النظام الإيراني، تحذّر تحليلات أمنية أمريكية من أن سقوط طهران لن يؤدي بالضرورة إلى نهاية مليشيا الحوثي. على العكس، تشير التقديرات إلى أن الحوثيين باتوا اليوم أكثر استقلالاً من أي وقت مضى، ويعتمدون على شبكة دعم متنامية تقودها الصين.
من طهران إلى بكين: مسار الدعم يتغير
يرى روبين أن الرهان على انهيار الحوثيين مع سقوط النظام الإيراني هو تصور خاطئ. فالجماعة تستند إلى جذور عميقة في المجتمع اليمني، وتستمد مشروعيتها من الهوية الزيدية وتاريخ الإمامة في شمال اليمن. كما أنها طوّرت خلال السنوات الماضية قدرات عسكرية محلية، وراكمت خبرات ميدانية تجعلها قادرة على الصمود دون الاعتماد الكلي على الدعم الإيراني.
لكن المتغير الجديد والأكثر إثارة للقلق بحسب روبين – هو دخول الصين على خط الدعم العسكري والتقني. فقد بدأت الجماعة، وفق التحليل، بالحصول على أنظمة توجيه صاروخي متقدمة من شركات صينية، وسط مؤشرات على تواصُل مباشر في نقل السلاح والتكنولوجيا، خاصة من خلال موانئ جيبوتي التي عادت للعب دورها القديم كمركز تهريب إقليمي.
الحديدة.. بوابة السلاح من جيبوتي إلى اليمن
يشير التقرير إلى أن ميناء الحديدة، الخاضع لسيطرة الحوثيين، لا يزال يستقبل شحنات أسلحة ومكونات صواريخ قادمة من الصين عبر وسطاء، يتم نقلها عبر قوارب صغيرة من جيبوتي إلى الموانئ اليمنية. ويؤكد أن العديد من الصواريخ المضادة للسفن التي يستخدمها الحوثيون هي نسخ إيرانية لصواريخ صينية الأصل، ما يعكس تقارباً تقنياً واضحاً، واحتمال وجود تنسيق يتجاوز طهران.
الولايات المتحدة تتراجع والصين تتقدم
وفيما يتعلق بالموقف الأميركي، يذكر روبين أن استهداف الحوثيين لسفن أمريكية في البحر الأحمر بداية 2025، قوبل برد محدود من إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب، الذي أمر بشن ضربات جوية استمرت من 15 مارس إلى 6 مايو، قبل أن يعلن وقف العمليات مقابل تعهد حوثي بعدم مهاجمة المصالح الأمريكية مباشرة.
ومع ذلك، استمرت الجماعة في استهداف السفن الإسرائيلية والدولية، في وقت بدت فيه واشنطن غير معنية بالتصعيد، وهو ما يصفه روبين بأنه “تفويض ضمني” يفتح المجال للصين لتوسيع نفوذها عبر وكلاء غير مباشرين.
تشابه مقلق مع تجربة كوريا الشمالية
ويحذّر روبين من أن السياسات الأمريكية الحالية تكرر خطأ التسعينيات مع كوريا الشمالية، حينما ظنّت إدارة كلينتون أن النظام هناك على وشك الانهيار، مما أدى إلى تراخٍ استراتيجي مكّن بيونغ يانغ من تطوير سلاح نووي. واليوم، بحسب التحليل، تخطئ واشنطن مجددًا باعتقادها أن الحوثيين مجرد تابعين لإيران، في حين أن واقع الحال يظهر مسارًا جديدًا تتجه فيه الجماعة نحو الارتهان لمحور صيني ناشئ في المنطقة.
الصين تلعب في الظل.. والغرب يتجاهل
يشير روبين إلى أن الصين تسعى لتوسيع نفوذها البحري عبر أدوات غير تقليدية، والحوثيون يمثلون فرصة سانحة. فبدلاً من الدخول في صراع مباشر مع واشنطن، تستثمر بكين في تمكين الجماعات المسلحة المتمركزة في مواقع استراتيجية، مثل اليمن، لضرب خطوط الإمداد الغربية عند الحاجة، أو للتأثير على مفاوضات تجارية أو أمنية مع الولايات المتحدة وأوروبا.
خاتمة: اليمن لم تعد ملفاً إيرانياً فقط
يختم روبين تحليله بالتأكيد على أن التعامل مع اليمن كأنه مجرد امتداد لنفوذ إيران لم يعد دقيقاً، فالصين باتت لاعباً مركزياً في المعادلة. ويحذر من أن “تجاهل هذا التحول في ميزان القوى قد يكلف الولايات المتحدة وحلفاءها ثمناً باهظاً، أمنياً واقتصادياً، في المدى القريب.”
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news