مرض السكر الكاذب من الحالات الصحية النادرة التي تسبب العطش الشديد وكثرة التبول، إلا أنه يختلف تمامًا عن مرض السكر المعروف بأنواعه الأول والثاني، إذ لا علاقة له بمستويات السكر في الدم، وفقا لموقع تايمز ناو.
وأوضح الخبراء أن هذا الاضطراب يحدث نتيجة خلل في قدرة الجسم على تنظيم توازن السوائل بسبب مشاكل في إنتاج أو استجابة الجسم لهرمون يُسمى الفازوبريسين أو الهرمون المضاد لإدرار البول (ADH).
ورغم التشابه في الأعراض بين مرض السكر الكاذب والسكر العادي، مثل التبول المتكرر والعطش، إلا أن السبب الجذري مختلف تمامًا ففي حين يرتبط السكر العادي بخلل في الأنسولين ومستويات السكر، فإن السكر الكاذب سببه عدم قدرة الجسم على الاحتفاظ بالماء بالشكل الصحيح.
ما هو مرض السكر الكاذب؟
يعرف هذا المرض بأنه اضطراب في توازن الماء داخل الجسم، إذ يفقد المصاب كميات كبيرة من السوائل عن طريق البول، مما يجعله يشعر بالعطش الدائم والحاجة المستمرة للتبول والسبب في ذلك يعود إلى خلل في هرمون يعرف باسم الأرجينين فاسوبريسين (AVP)، الذي تنتجه الغدة النخامية في الدماغ، وهو المسؤول عن ضبط كمية الماء التي تحتفظ بها الكليتان أو تتخلص منها.
يؤكد الأطباء أن البول لدى مرضى السكر الكاذب لا يحتوي على سكر، على عكس داء السكر التقليدي، بل يكون فاتح اللون أو شفافًا، ما يدل على أن الجسم لا يحتفظ بالماء كما ينبغي.
أنواع مرض السكر الكاذب وأسبابه
يظهر هذا المرض في عدة صور، تختلف بحسب مكان الخلل أو السبب المؤدي له، وتشمل:
1. نقص الفازوبريسين الأرجيني (AVP-D):
كان يُعرف سابقًا باسم السكري الكاذب المركزي، ويحدث عندما لا ينتج الجسم كمية كافية من الهرمون المسؤول عن التحكم في الماء ويعد هذا النوع الأكثر شيوعًا بين الحالات.
2. مقاومة الفازوبريسين الأرجيني (AVP-R):
ويعرف أيضًا باسم السكري الكاذب الكلوي، ويحدث عندما تفرز الغدة النخامية الهرمون بشكل طبيعي، ولكن الكليتين لا تستجيبان له كما يجب.
3. داء السكري الكاذب الحملي:
وهو نوع نادر يحدث أثناء الحمل نتيجة إفراز المشيمة لإنزيم يحلل الهرمون، مما يقلل تأثيره في الجسم وتكون النساء أكثر عرضة له في حال الحمل بتوأم أو أكثر، أو الإصابة بأمراض الكبد مثل تسمم الحمل أو متلازمة هيلب.
أعراض مرض السكر الكاذب
تتشابه الأعراض بين الأنواع المختلفة، وتشمل:
الحاجة المتكررة للتبول، خصوصًا أثناء الليل.
خروج كميات كبيرة من البول فاتح اللون أو شفاف.
العطش الشديد والرغبة المستمرة في شرب الماء.
الإمساك أو الشعور بالجفاف.
القيء والغثيان في الحالات المتقدمة.
ارتفاع درجة الحرارة بشكل متكرر.
تقلبات المزاج بسبب فقدان السوائل.
وإذا لم يتلق المريض العلاج أو لم يشرب كميات كافية من الماء، فقد يتعرض لجفاف شديد يهدد الحياة.
علاج السكر الكاذب
يعتمد العلاج على نوع المرض وسببه، ويهدف إلى استعادة توازن السوائل ومنع الجفاف.
في حالة نقص الفازوبريسين الأرجيني (AVP-D)، يصف الأطباء دواء صناعي يعمل بنفس طريقة الهرمون الطبيعي، ويساعد على تقليل فقدان الماء عبر الكلى.
كما يُنصح بشرب كميات كافية من الماء لتجنب الجفاف.
أما السكري الكاذب الكلوي (AVP-R)، فيكون العلاج أكثر تعقيدًا، إذ لا تستجيب الكلى للهرمون، ويحتاج المريض إلى تناول الأدوية المضادة للالتهابات غير الستيرويدية مع تعديل النظام الغذائي ومراقبة كمية السوائل يوميًا.
حذر الخبراء من تجاهل الأعراض أو تأجيل العلاج، مؤكدين أن فقدان الماء المزمن دون تعويضه قد يؤدي إلى اضطراب في ضغط الدم، تلف في الكلى، أو صدمة جفاف حادة، لذا يوصى الأشخاص الذين يعانون من العطش الشديد وكثرة التبول بمراجعة الطبيب فورًا، لإجراء التحاليل اللازمة وتشخيص الحالة بدقة
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news