”هل بدأ الانشقاق داخل الحوثي؟ برلماني يشُنّ هجومًا نادرًا على القيادة”

في تطور لافت يعكس تصدّعات داخلية متزايدة في صفوف جماعة الحوثي، شنّ البرلماني الموالي سابقًا للجماعة، عبده بشر، هجومًا حادًّا على قيادتها، متهمًا إياها بالانغماس في خدمة مصالحها الذاتية على حساب الشعب اليمني ومستقبل البلاد.

وفي تغريدة نشرها على منصة "إكس" (تويتر)، انتقد بشر بلهجة حادة ما وصفه بـ"السلطات الحوثية"، قائلاً:

"السلطات مستميتة في خدمة مصالحهم ومصالح أولياء نعمتهم، فيما البلاد والعباد خارج حساباتهم تمامًا"

، في إشارة صريحة إلى تبعية الجماعة لإيران وارتهان قراراتها لمصالح خارجية لا تخدم اليمنيين.

وأضاف بشر أن الجماعة لا تزال تمارس

"النهب المنظم، والاعتقالات التعسفية، والانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان"

دون أي مراعاة لمعاناة المواطنين اليومية، مؤكدًا أن كل محاولة لإعطاء الشعب بارقة أمل — كإطلاق بعض المعتقلين أو الحديث عن صرف مرتبات الموظفين —

"تتحول سريعًا إلى خيبة أمل"

، إذ يتم

"إعادة المئات إلى السجون وإغلاق أي نافذة للحوار أو الانفراج السياسي"

.

ووصف البرلماني السابق النهج الذي تتبعه جماعته بأنه

"تآمر صريح على اليمن أرضًا وإنسانًا"

، محذرًا من أن استمرار هذا المسار سيؤدي إلى

"تعميق اليأس والمعاناة بين المواطنين"

، بينما

"تستأثر قلة متنفّذة بالسلطة والثروة"

، في إشارة إلى النخبة الحوثية الحاكمة التي تسيطر على مفاصل الدولة والاقتصاد في المناطق الخاضعة لسيطرتها.

ويأتي هذا التصريح في وقت تشهد فيه المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين تصاعدًا في الاحتجاجات الشعبية بسبب تردي الأوضاع المعيشية، وتفشي الفساد، وانعدام الخدمات الأساسية، ما يزيد من الضغوط الداخلية على الجماعة، ويُظهر تزايد الاستياء حتى من بعض رموزها السابقين.

ويُعدّ موقف بشر أحدث مؤشر على الانشقاقات المتزايدة داخل الهيكل الحوثي، حيث لم يعد النقد مقتصرًا على الأطراف الخارجية أو المعارضة، بل بدأ ينبع من داخل الدائرة المقربة من الجماعة، ما قد ينذر بتصدعات أعمق في بنية سلطتها، خاصة في ظل غياب أي رؤية وطنية أو حلول عملية لأزمات اليمن المتفاقمة.