«الأحول» .. صفعة في وجه الحوثي مهما طال الاعتقال
قبل 8 دقيقة
من أخذتهم زبانية عصابة الحوثي إلى غياهب السجون يصبحون في حكم المصير المجهول، حيث لا تتوقف الاختطافات عند مصادرة الحرية بقدر ما تتعداها إلى انتهاكات بشعة تمارس على كل سياسي وحزبي وناشط وإعلامي يسير في خط معاكس للمشروع السلالي الطائفي
.
الحوثي الذي يتخفى بعباءة الدولة ما هو إلا مليشيا إجرامية تنتهك كل القيم والأعراف مع معارضيها؛ تكيل التهم وتختلق القضايا للتنكيل بمن تطالهم اتهامات مزعومة بالتعاون مع ما يطلقون عليه «العدوان الأمريكي والإسرائيلي» — وهي تهمة جاهزة لإزاحة المعارضين عن المشهد السياسي، وما أكثرهم في سجونها السرية. مئات السجناء لا يعرفون مصيرهم، ومهما بلغت المطالبات بالكشف عنهم تقابلها مليشيا الحوثي بآذان صمّاء وإمعان في إذلال المختفين وأهاليهم.
ليس شرطًا أن تكون عدوًا للحوثي حتى تطالك اختطافات جهاز ما يسمى بالأمن الوقائي والتنكيل؛ وقد أظهرت الوقائع أن أغلب السجناء كانوا على ارتباط بسلطة الأمر الواقع التي فرضها الانقلاب على الدولة في العاصمة صنعاء، وحاولوا التعايش والتماشي مع الحالة الشاذة لكي يكون لهم صوت ولو خافتًا، بعدم ترك الساحة للحوثي يستأثر بها ويرسم ملامح دولته المشوهة على جزء من جغرافيا اليمن.
المؤتمر الشعبي العام واحد من الأحزاب التي فضّلت قياداته العمل من صنعاء وسط حاضنته الشعبية. وبعد ثورة 2 ديسمبر التي قادها الزعيم علي عبد الله صالح مع رفيق دربه عارف الزوكا والشرفاء في وجه عصابة إيران، وانتهت باستشهاده وهو يدافع عن الثورة والجمهورية، تشتت المؤتمر هنا وهناك، ومن بقى وضع تحت الإقامة الجبرية كغيره من السياسيين الذين لا يتجاوزون الخطوط الحمراء. ورغم ذلك ظلت الحوثي تعيش الخوف والرعب والقلق الذي يوقظ مرقدها؛ لا تتوقف عن الانتهاكات والممارسات الإرهابية في الاختطافات والإخفاء القسري دون توجيه تهم.
كان رجل المؤتمر غازي أحمد علي الأحول واحدًا من رجال المؤتمر الذين تعرضوا لسياسات الترهيب الحوثية بسبب مواقف وطنية لا تتماشى مع توجهاتهم في ضرب واستهداف المؤتمر، الذي يفترض أنه حليف لهم على قاعدة «مُجبر أخاك لا بطل».
ما زال المؤتمري «الأحول» إلى اليوم مختطفًا غير معلوم المصير في سياق حملة اعتقالات واختطافات واسعة النطاق شنتها الجماعة ضد قيادات وكوادرها في صنعاء، وإسكات الأصوات المعارضة وسط صمت دولي يتماهى مع العصابة ولا تكلف نفسها أن تقول كلمة حق في وجه الحوثي وتكشف عن ممارساتها الإجرامية بحق السياسيين اليمنيين وكل من يعارض مشروعها وتوجهاتها في ضرب المشروع الوطني وتماسك القوى الوطنية التي ما زالت تعمل من العاصمة المحتلة صنعاء.
هنا يجب ألا يكتفى بالادانات والاستنكارات؛ بل ترتفع الأصوات عالياً للإفراج الفوري عن غازي أحمد علي ورد الاعتبار لرجُل وطني حر رفض أن يكون قفازةً حوثية لتدجين حزبه والسيطرة على قراره. وعلى الحوثي أن يدرك أن ممارسة قيادات المؤتمر نشاطهم السياسي من مناطق سيطرته لا يعني قبولهم بمشروعه التدميري لاستهداف النظام الجمهوري والمكاسب الوطنية. أما من ارتضى أن يكون بوقًا حوثيًا فهو يمثل نفسه لا يمثل حزبًا عريقًا من أهم مبادئه عدم المساس بالقيم الوطنية وكل مكسب للشعب اليمني منذ اندلاع ثورته سبتمبرية، على اعتبار أن الانقلاب حدث عابر سيأتي اليوم ويُقتلع كما اقتلع أسلافه الإماميون. وما يمارسونه من إرهاب ضدهم سوف يزيدهم عزماً لاقتلاع النبتة الخبيثة من الأرض اليمنية، وسيظل «الأحول» وغيره من الوطنيين صفعة في وجه الحوثي مهما طال الاعتقال.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news