قال الباحث في التاريخ السياسي اليمني زايد جابر إن الإمامة في اليمن كانت فكرة قبل أن تكون دولة أو سلطة، موضحًا أنه في عام 1962 سقطت الإمامة كدولة، لكنها بقيت كفكرة كامنة “تحت الرماد” حتى وجدت فرصتها للعودة تدريجيًا عبر إعادة إحياء تراثها تحت مبرر المذهب الزيدي.
وأشار جابر إلى أن قيام الثورة الإيرانية الخمينية عام 1979 مثّل عاملًا مهمًا في تسريع النشاط الإمامي، إذ وفّر لدعاتها نافذة إقليمية جديدة، خصوصًا مع تبني إيران لمبدأ “تصدير الثورة”.
وأضاف أن قيام الوحدة اليمنية وتبني التعددية الحزبية عام 1990 أتاح لدعاة الإمامة فرصة تأسيس أحزاب ومراكز تعليمية وصيفية ودور نشر، جميعها عملت على تهيئة الأرضية لعودتها.
وتابع: إن الانتقال من النظرية إلى التطبيق بدأ مع تمرد الحوثيين عام 2004 وخوضهم ست حروب ضد الدولة، غير أن صراعات السلطة والمعارضة والخلافات داخل النظام نفسه حالت دون القضاء على التمرد في بداياته.
وأوضح جابر أن نكبة فبراير وما تلاها من تفكك وضعف لمؤسسات الدولة وانقسام الجيش، إلى جانب نزعات الانتقام وغفلة النخب الجمهورية والدعم الخارجي للحوثيين، كلها عوامل مهدت الطريق لسقوط صنعاء في 21 سبتمبر 2014، وهو ما مثّل “عودة رسمية لنظام الإمامة البائد ولكن في ثوب جديد”، شكلاً فرضته متغيرات العصر، لكنه ظل محتفظًا بجوهره وأهدافه ونتائجه.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news