يمن ديلي نيوز:
قال الاقتصادي اليمني “عبدالحميد المساجدي” إن إعلان المملكة العربية السعودية عن تقديم دعم للحكومة اليمنية عبر “برنامج إعمار اليمن” خطوة بالغة الأهمية، تهدف لضمان وصول هذه المساعدات إلى أهدافها الحقيقية.
وكانت المملكة العربية السعودية قد أعلنت، السبت 20 سبتمبر/أيلول، عن تقديم دعم اقتصادي وتنموي جديد للجمهورية اليمنية بقيمة مليار و380 مليونًا و250 ألف ريال سعودي، عبر “البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن”.
وقال الاقتصادي المساجدي لـ ”يمن ديلي نيوز” إن الدعم يأتي في سياق تأكيد السعودية أنها لم تتخلَّ يومًا عن اليمن، لكنها اختارت أن يكون تدخلها ودعمها في هذه المرحلة أكثر تنظيمًا عبر قنوات مؤسسية، بما يضمن أن تصل المساعدات إلى أهدافها.
وأشار إلى أن التحفظ السعودي خلال الفترة الماضية لم يكن سلبًا بقدر ما كان تفكيرًا استراتيجيًا، حيث رغبت المملكة في أن يتم وضع إطار شامل وشفاف لإدارة الدعم، حتى لا يتحول إلى مجرد حلول إسعافية عابرة.
وأضاف: “جاء الإعلان السعودي في ظل تحديات اقتصادية ومعيشية صعبة يعيشها اليمن، ليؤكد مرة أخرى أن المملكة ترى في استقرار اليمن جزءًا أساسيًا من استقرارها الإقليمي، وأنها تتحمل مسؤوليتها الأخوية والسياسية تجاه الشعب اليمني.”
وشدد على أن “هذه الخطوة ليست مجرد مساعدة مالية، بل رسالة سياسية قوية بأن السعودية ماضية في دعم اليمن على المدى الطويل، وبما يعزز أمنه واستقراره”.
وفيما يتعلق بتأثير هذا الدعم على الاقتصاد اليمني قال المساجدي، إن هذا الدعم السعودي يمثل شريان حياة للاقتصاد في هذه الظروف الحرجة، حيث سيسهم في دعم البنك المركزي وتعزيز احتياطاته من النقد الأجنبي، ما يساعد على تثبيت سعر صرف العملة وتخفيف الضغوط التضخمية.
ولفت الى أن هذا الأمر سينعكس إيجابياً على أسعار السلع الأساسية والخدمات، وبالتالي سيخفف من المعاناة اليومية للمواطنين.
وأردف: لكن الأثر الأهم يكمن في طبيعة الدعم السعودي، إذ أنه ليس دعماً آنياً قصير الأجل فقط، وإنما جزء من برنامج إعمار شامل يستهدف تحسين البنية التحتية والخدمات الأساسية مثل الكهرباء والصحة والتعليم.
وتوقع المساجدي، أن يخلق الدعم حركة اقتصادية محلية، ويوفر فرص عمل، ويعيد تنشيط دورة الإنتاج.
وقال: الدعم سيعيد الثقة للمستثمرين والقطاع الخاص، ويعطي رسالة للمجتمع الدولي أن اليمن ما يزال يحظى بظهر قوي قادر على مساعدته في تجاوز أزماته.
وفي السياق قال المساجدي أنه لكي تحقق الحكومة اليمنية الاستفادة الحقيقية من الدعم السعودي فإن عليها أن تدرك أنه ليس مجرد منحة مالية عابرة، بل فرصة استراتيجية لإعادة بناء الثقة بين الدولة والمواطن.
وأضاف أن المطلوب أولاً هو وضع آليات شفافة وواضحة لإدارة الأموال والمشاريع، بعيداً عن الهدر والفساد، أما الأمر الثاني – وفق المساجدي – فيجب أن توجه الموارد إلى الأولويات التي تمس حياة الناس بشكل مباشر، وعلى رأسها الكهرباء.
وشدد على أنه من المهم أن تعمل الحكومة في شراكة وثيقة مع “برنامج إعمار اليمن”، لأن المملكة لديها خبرة ورؤية في إدارة المشاريع الكبرى، والاستفادة من هذه الخبرة سيضاعف الأثر الإيجابي.
ودعا “المساجدي” الحكومة لأن تنظر إلى هذا الدعم كبداية لشراكة استراتيجية طويلة المدى مع المملكة، وليس مجرد تدخل مؤقت.
وقال إن نجاح هذا الدعم في إحداث أثر ملموس على الأرض سيشجع المملكة على مزيد من المبادرات، وسيجعل المجتمع الدولي أكثر استعداداً للدخول في خطط دعم مشابهة.
يذكر أن الدعم السعودي جاء بالتزامن مع الإصلاحات الاقتصادية التي تنفذها الحكومة اليمنية برئاسة سالم بن بريك، والتي نجحت في تحسين سعر صرف الريال أمام العملات الأجنبية بعد أن شهد أسوأ تراجع في تاريخه.
وحافظ الريال اليمني على استقراره للشهر الثاني على التوالي، بعد أن حقق تحسنًا كبيرًا في قيمته أمام العملات الصعبة، مستعيدًا 45 في المئة من قيمته التي فقدها منذ مطلع العام 2024.
واستقر سعر صرف الدولار للبيع عند 1615 بعد أن كانت تجاوزت قيمته 2800، في حين استقر سعر صرف الريال السعودي للبيع عند 425 بعد أن كان تجاوز 750 ريالا أواخر يوليو.
مرتبط
الوسوم
الدعم السعودي لليمن
نسخ الرابط
تم نسخ الرابط
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news