يا مجلس الرئاسة..تعز تستغيث فهل من مغيث؟
قبل 6 دقيقة
إلى فخامة الأخ الرئيس الدكتور/ رشاد محمد العليمي، رئيس مجلس القيادة الرئاسي، والإخوة نواب رئيس المجلس..
تعز تستغيث بكم، فهل ستغيثونها؟ فليس خافياً عليكم الأوضاع غير السويّة والمأساوية التي تعيشها مدينة تعز وسكانها في شتى المجالات الأمنية والخدمية والتنموية. حيث إن قيادة السلطة المحلية والقيادات العسكرية والأمنية عاجزة عن رفع المعاناة عن كاهل تعز وسكانها، وفي مقدمة ذلك تحقيق الأمن والأمان والاستقرار والسلم الاجتماعي، وذلك بفرض هيبة الدولة، وإنهاء الاختلالات الأمنية، وضبط العصابات الإجرامية المسلحة التي ترتكب جرائم القتل والتقطع والنهب والسلب والاستيلاء على منازل وأراضي المواطنين والإخلال بالأمن والاستقرار، ولم تجد من يردعها ويخلّص مدينة تعز وسكانها من شرورها
.
كانت مدينة تعز عاصمة الثقافة ومنارة العلم والمعرفة، وعنواناً للمدنية والسلام والتعايش والوئام، فحوّلها أولئك الأوباش إلى مدينة يسكنها الخوف والرعب ومرتع خصب للجريمة.
لقد بلغ السيل الزُبى، وطفح الكيل لدى أبناء تعز – المحافظة والمدينة – جراء الأوضاع المأساوية التي يعيشونها بسبب الحرب القذرة والحصار الجائر من قبل المليشيات الحوثية الكهنوتية، وبسبب الاختلالات الأمنية، وازدياد جرائم القتل والتقطع والنهب والسلب والابتزاز التي تقوم بها العصابات الإجرامية المسلحة الخارجة عن النظام والقانون.
ولعل الجريمة الشنعاء وغير المسبوقة التي شهدتها مدينة تعز صباح يوم الخميس المنصرم الموافق 18 سبتمبر الجاري 2025م، والمتمثلة باغتيال الدكتورة/ إفتهان المشهري، المدير العام التنفيذي لصندوق النظافة والتحسين بالمحافظة، والتي فارقت الحياة فوراً بعد أن أطلق عليها القاتل المعتوه كل ما كان في خزنة سلاحه الكلاشنكوف. وكذلك اغتيال الطالب/ حسين عبدالرحمن الصوفي (22 عاماً) الذي كان يستقل حافلة نقل ركاب متوجهاً إلى جامعته، فأصابته طلقتان في رأسه من نفس رصاص القتلة الذين أطلقوا النار على الدكتورة إفتهان. نُقل إلى المستشفى، وحاول الأطباء على مدى أكثر من 48 ساعة إنقاذ حياته، ولكنه للأسف فارق الحياة.
وقبل هذه الجريمة تم قتل الطفل مرسال عيدروس بدم بارد، وفر القاتل إلى قريته في شرعب بتواطؤ من قيادات عسكرية وأمنية. كما ارتُكبت الكثير من جرائم القتل من قبل العصابات المسلحة ولم يتم ضبط مرتكبيها، كونهم ينتمون لوحدات عسكرية ويتستر قادتهم عليهم ويوفرون لهم الحماية.
لذلك، فإن الواجب الوطني والديني والأخلاقي يحتم على فخامة الأخ رئيس مجلس القيادة الرئاسي ونواب رئيس المجلس الوقوف بجدية ومسؤولية أمام الأوضاع العامة في محافظة تعز أمنياً وعسكرياً وتنموياً وخدمياً، واتخاذ قرارات شجاعة وجريئة وصائبة لتصحيح الأوضاع غير السوية. ويكون ذلك من خلال إعادة النظر في قيادة السلطة المحلية والقيادات العسكرية والأمنية، وفروع مكاتب الوزارات والمؤسسات والمصالح الحكومية على مستوى مركز المحافظة والمديريات، وتصحيح أوضاع الوحدات العسكرية والأجهزة الأمنية عبر هيكلة شاملة لها على أسس وطنية بعيداً عن الحسابات والمحسوبيات والاعتبارات الحزبية والاجتماعية والوساطات والمجاملات، وأن يكون المعيار في اختيار القيادات هو الكفاءة والنزاهة والإخلاص. كما يجب أن تشمل عملية الهيكلة للوحدات العسكرية والأجهزة الأمنية استبعاد كافة العناصر من أصحاب السوابق ومرتكبي جرائم القتل والتقطع والنهب والسلب الذين شوّهوا سمعة مؤسستي الأمن والجيش.
يجب الضرب بيد من حديد لفرض هيبة الدولة، وتحقيق الأمن والاستقرار والسلم الاجتماعي، وضبط السلاح المنفلت ومنع التجول به، وإغلاق محلات بيع الأسلحة التي انتشرت بشكل كبير في مدينة تعز ويمتلكها قادة عسكريون وأمنيون.
نتمنى أن يتم تنظيف تعز من العصابات الإجرامية، وأن يتم تطبيق الشرع والقانون بحق مرتكبي جرائم القتل والتقطع والنهب والسلب والمتسترين عليهم.
قال تعالي:"إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَاداً أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلَافٍ أَوْ يُنفَوْا مِنَ الْأَرْضِ ۚ" صدق الله العظيم.
الإخوة رئيس ونواب رئيس مجلس القيادة الرئاسي، نتمنى أن تتركوا لكم بصمات مشرفة في تعز تخلّدكم في ذاكرة أبنائها حاضراً ومستقبلاً.
عضو نقابة الصحفيين اليمنيين – اتحاد الصحفيين العرب
  
  تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية  عبر  Google news