يمن إيكو|أخبار:
وصفت وكالة الأنباء الصينية “شينخوا”، الغارات الإسرائيلية التي طالت المتحف الوطني بالعاصمة صنعاء، في العاشر من سبتمبر الجاري، بأنها استهداف لـ” ذاكرة اليمن المحفورة في حجر وجدران المتحف الوطني الذي تأسس عام 1971″.
وقالت شينخوا، في تقرير مطول نشرته على موقعها الإلكتروني، ورصده موقع “يمن إيكو”، “لم يسلم المتحف الوطني في العاصمة اليمنية صنعاء من القصف الإسرائيلي الذي تسبب بأضرار جسيمة في بناء المتحف، ووضع أكثر من 75 ألف قطعة أثرية نادرة التي يضمها بين جنباته في خطر شديد”.
وأشار التقرير إلى الأضرار الجسيمة التي لحقت بالمتحف الوطني، بعد انهيار جزء من جدرانه وسقفه، وتحطم النوافذ في واجهته وانتشار الغبار والحجارة وشظايا الصواريخ في أنحاء الساحة.
ونقلت الوكالة عن عادل اليزيدي، عضو نقابة المحامين اليمنيين، أن ما حدث في المتحف “عمل يعد جريمة حرب”، مؤكداً أن “الأضرار الواضحة التي لحقت بالمتحف الوطني تتجاوز الأهداف العسكرية المعلنة، وتعد اعتداء على التراث التاريخي والمدنية اليمنية التي تمتد لآلاف السنين”.
وأشار التقرير إلى أن المتحف الوطني يعد رمزاً مهماً للهوية الوطنية اليمنية ومعلماً ثقافياً بارزاً لدى جميع اليمنيين، “وتعد القطع الأثرية والتماثيل والنقوش والمجوهرات المعروضة فيه، والتي يعود تاريخ الكثير منها إلى أكثر من 2600 عام، جزءاً لا يتجزأ من التراث الإنساني العالمي”.
كما وصف رئيس الهيئة العامة للآثار والمتاحف بصنعاء، عباد الهيال، ما حدث في المتحف بأنه “مأساة”، موضحاً أن جميع نوافذ المتحف وبعض أسطح المبنى تضررت، كما لحق ضرر كبير بالواجهة الخلفية للمتحف نتيجة تحطم شظايا الصواريخ.
وأضاف أن الهيئة العامة للآثار والمتاحف “لم تتمكن حتى الآن من تقدير حجم الأضرار التي لحقت بالقطع الأثرية”.
وحذر علي محمد، أستاذ التاريخ في إحدى الجامعات الخاصة بمحافظة المحويت المجاورة، من استهداف المتاحف والمواقع الأثرية.
وقال لـ (( شينخوا))، “إن استهداف المتاحف والمواقع التاريخية، كما حدث في غزة والآن في صنعاء، يعد من أخطر أساليب الحرب التي تستخدمها القوى الاستعمارية، بهدف محو الهوية الثقافية الوطنية للأجيال القادمة”.
وكان الجيش الإسرائيلي قد أعلن شن غارات جوية يوم 10 سبتمبر الجاري، وقال إنها استهدفت ما أسماه بـ” موقع عسكري” وسط صنعاء، فيما أطلقت الهيئة العامة للآثار والمتاحف، نداء استغاثة عاجلاً عقب تعرض المتحف الوطني (دار السعادة التاريخي) لأضرار جسيمة في المبنى وتعريض آلاف القطع الأثرية للخطر جراء القصف الجوي الإسرائيلي على العاصمة صنعاء.
وأكدت الهيئة، في بيان نشرته على حسابها بمنصة “فيسبوك” رصده موقع “يمن إيكو”، أن المتحف يمثل أحد رموز الهوية الوطنية اليمنية وصرحاً ثقافياً تاريخياً، داعية منظمة اليونسكو إلى إدانة هذا الاعتداء والتدخل العاجل لحماية المبنى والمقتنيات المتضررة، مستندة إلى اتفاقية لاهاي لعام 1954 الخاصة بحماية الممتلكات الثقافية في حالات النزاع المسلح، والتي تُعد اليونسكو الضامن الرئيس لتفعيلها.
كما أدانت الاعتداء واعتبرته جريمة ضد التراث الإنساني، مشيرة إلى أن حماية التراث اليمني هو حماية لذاكرة الإنسانية المشتركة، داعية المجتمع الدولي للاستجابة العاجلة والمسؤولة.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news