وصف المحلل السياسي والكاتب السعودي المعروف ياسين سالم خطاب نائب الأمين العام لحزب الله نعيم قاسم بأنه ليس اقتراحًا كما زعم، بل "استجداء واضح" موجَّه إلى السعودية، في لحظة سياسية وصفها بأنها تعكس إدراك الحزب بأن خيار التخلي عن السلاح بات وشيكًا، إما طوعًا أو بالقوة.
وقال سالم في تصريح نقلته وسائل إعلام ومنصات تواصل اجتماعي:
"يبدو أن هناك إدراكًا داخل الحزب بأن خيار تسليم السلاح أصبح لا مفر منه، وأن قاسم حاول فتح باب الاستجداء مع السعودية تحت اسم ’حوار‘، بحثًا عن فرصة للتفاوض تتيح تسوية تحفظ ماء الوجه، وربما الحصول على دعم مالي أو مكاسب سياسية في لبنان".
وأضاف المحلل السعودي أن "محاولة الحوار قد لا تعكس موقف الحزب ككل، بل ربما تكون مناورة من بعض قياداته وعلى رأسهم نعيم قاسم ومعاونوه، سعياً لتحقيق مكاسب شخصية أو سياسية حتى لا يخرجوا من المشهد خالي الوفاض".
وأكد سالم أن السعودية لا تتعامل مع الميليشيات، ولا يمكن أن تخضع لابتزاز سياسي من حزب له تاريخ في دعم الحوثيين ونظام بشار الأسد والتورط في جرائم إقليمية. وقال:
"قاسم واهِم إذا اعتقد أن المملكة ستتعامل مع حزب الله على أساس رغباته. القرار لبناني والحزب لبناني وقاسم لبناني، والمملكة لا تتعامل إلا مع الدول فقط".
ولفت إلى أن البعض قد يربط دعوة قاسم بـ"تجربة اتفاق الطائف"، غير أن الظروف مختلفة كليًا؛ فالاتفاق جاء في خضم حرب أهلية، بينما تعيش لبنان اليوم وضعًا مختلفًا بوجود حكومة وسيادة، "باستثناء معضلة حزب الله الذي لم ينفذ بنود الطائف أصلًا"، بحسب قوله.
وكان نعيم قاسم قد وجّه أمس الجمعة خطابًا دعا فيه السعودية إلى "فتح صفحة جديدة مع قوى المقاومة"، معتبرًا أن المنطقة تمر بـ"مرحلة مفصلية غير مسبوقة" بفعل سياسات إسرائيل بدعم أمريكي مباشر. وقال في كلمة بمناسبة الذكرى السنوية لمقتل القائد العسكري في الحزب إبراهيم عقيل:
"أقترح علنًا على المملكة فتح صفحة جديدة مع قوى المقاومة من أجل مستقبل الأمة وصون استقلالها".
غير أن محللين يرون أن الخطاب يعكس حالة ارتباك داخل الحزب مع تنامي الضغوط الداخلية والدولية المطالبة بنزع سلاحه، الأمر الذي دفع بعض قادته إلى طرق أبواب الرياض رغم القطيعة التاريخية.
خطاب نعيم قاسم ليس إقتراح بل إستجداء ،،
يبدو أن هناك إدراكاً بأن حزب الله قد واجه خيار تسليم السلاح ولا مفر من تنفيذه ، إما طواعية او بالقوة ،
في هذا السياق جائت الفكرة في رأس نعيم قاسم "فتح باب الإستجداء مع السعودية" الذي اسماه "حوار" محاولة لإستكشاف فرصة التفاوض حول تسوية…
pic.twitter.com/cTEXn2InEP
September 19, 2025
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news