يمن إيكو|تقرير:
قالت صحيفة “كالكاليست” الاقتصادية العبرية: إن مقترح تعليق أحكام اتفاقية التجارة الحرة بين الاتحاد الأوروبي وإسرائيل بسبب الوضع في غزة، يشكل ضربة قاسية للاقتصاد الإسرائيلي، وتحولا كبيراً في العلاقات يفرض المزيد من العزلة على تل أبيب، مشيرة إلى أن اتهام نتنياهو للحكومات الأوروبية بالاستسلام للأقليات المسلمة هو أسوأ من المشكلة نفسها.
ونشرت الصحيفة، اليوم الخميس، تقريراً رصده وترجمه موقع “يمن إيكو”، جاء فيه أن “التهديد الغامض من أوروبا تحول إلى حزمة من الإجراءات العقابية الملموسة، وما بدأ كخطاب قاس في البرلمان من قبل أورسولا فون دير لاين، مفوضة الاتحاد الأوروبي، تحول إلى اقتراح منظم لإجراءات اقتصادية وسياسية ورمزية ضد إسرائيل”.
واعتبرت الصحيفة أن “هذا المزيج يرسم صورة واضحة وهي أن أوروبا تنأى بنفسها عن إسرائيل، ولن يتوقف هذا الاتجاه في أي وقت قريب”، مؤكدة أن اتفاقية التجارة الحرة بين إسرائيل والاتحاد الأوروبي والتي يسعى الأخير لتعليقها احتجاجا على الوضع في غزة، تشكل “إحدى ركائز اقتصاد التصدير الإسرائيلي، وأحد أهم محركات الاقتصاد الإسرائيلي، حيث بلغت صادرات إسرائيل من السلع (باستثناء الماس) إلى منطقة اليورو العام الماضي أكثر من 16 مليار دولار، اعلى من الولايات المتحدة”.
وأشارت الصحيفة إلى أنه في ظل الاتفاقية “كانت 93٪ من المنتجات الصناعية المباعة إلى أوروبا معفاة من الرسوم الجمركية” وإذا عادت هذه الرسوم فإن “المستوردين الأوروبيين سينتقلون إلى موردين أرخص مثل تركيا أو مصر أو آسيا أو حتى داخل أوروبا نفسها”.
وذكرت الصحيفة أن خطة الاتحاد الأوروبي ستؤثر على 5.8 مليار يورو، وحوالي 36% من الصادرات الإسرائيلية إلى أوروبا، معتبرة أن “هذه ضربة قاسية لأي شخص يعتمد على السوق الأوروبية، بدءا بالصناعات الدوائية والكيماوية إلى الزراعة المتقدمة”.
وقالت الصحيفة إنه “يجدر تجاهل التصريحات غير المنطقية التي أدلى بها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، والتي اعتبر فيها أن التجارة مع أوروبا هي جزء صغير ولا تؤثر فعليا على الاقتصاد الإسرائيلي، فهذا كلام بائس، وخاصة عندما يدرك المرء أن الضربة سوف تقع على المقام الأول على الفئات السكانية الأضعف: العمال، والمهاجرون الجدد، وكبار السن، والموظفون الذين يفتقرون إلى المهارات الرقمية”.
وبحسب الصحيفة فإن “الاتحاد الأوروبي ليس فقط شريكا تجاريا مهما، بل هو أيضا مصدر مهم للتمويل، حيث استفادت إسرائيل حتى الآن من المشاركة في البرامج الرئيسية مثل (هورايزون أوروبا) و(إيراسموس بلس) حيث تتدفق مئات الملايين من الاتحاد إلى الجامعات الإسرائيلية ومعاهد البحوث والشركات الناشئة، وتجميد مشاركة إسرائيل في هذه البرامج لن يضر فقط بالميزانيات، بل سيضر أيضا بالعلاقات مع شبكات المعرفة ومكانة دولة التكنولوجيا الفائقة كشريك رئيسي في الساحة العلمية الدولية”.
وأضافت: “هذا ضرر يصعب تحديده في الأمد القصير، ولكن أهميته واضحة: “نسبة أقل من التعاون، وعدد أقل من الشراكات الدولية، وقدرة أقل على الوصول إلى النظام العلمي المتقدم في العالم واستثمارات أقل، وبالتالي نمو اقتصادي وتنمية أقل”، حسب تعبيرها.
وقالت الصحيفة إنه “على الرغم من تقدم الإجراءات العقابية ضد إسرائيل، إلا أن المصادقة عليها لا تزال تتطلب أغلبية 65٪ من سكان الاتحاد الأوروبي ودعم دول ذات وزن ثقيل مثل ألمانيا أو إيطاليا، والتي تعارضها الآن، لكن الخطر الحقيقي المتمثل في أن بروكسل تفكر بجدية في هذه الخطوات هو في حد ذاته تطور دراماتيكي في العلاقات، حيث ستكون هناك شركات أوروبية لن تنتظر حتى مرحلة التنفيذ ولن تخاطر بتركها بدون منتجات أو مواد خام، وقد تنهي التزاماتها حتى قبل القرار النهائي”.
وأضافت: “حتى لو لم يتم تمرير جميع الخطوات، فإن حقيقة طرحها تشير إلى إسرائيل بأن هناك تغييرا في الوضع الراهن، وأن وضع العمل كالمعتاد قد اختفى، وهذا الاتجاه هو المقلق حقا، وبمجرد تقويض مثل هذه المرساة الحساسة، قد تجد إسرائيل نفسها أكثر عزلة، وأكثر اعتمادا على الأسواق البديلة، وأكثر عرضة للتقلبات الجيوسياسية”.
ووفقا للصحيفة، فإن “نتنياهو كان على دراية بالفعل بهذا الوضع الإشكالي الجديد. لكن الحل الذي قدمه- أن تصبح إسرائيل إسبرطة- وهو أسوأ من المشكلة نفسها” مشيرة إلى أن “تحويل أوروبا إلى عدو، بينما لا تزال شريكا طبيعيا وقريبا ثقافياً واقتصادياً، لن يؤدي إلا إلى تفاقم المشكلة”.
وقالت صحيفة “كالكاليست” الاقتصادية العبرية: “إن إنكار رئيس الوزراء للمشكلة واتهام الحكومات المختلفة بالاستسلام للأقليات المسلمة لن يضيف سوى المزيد من الوقود إلى النار”.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news