“الحالمة” من مدينة الثقافة إلى ساحة الاغتيالات

     
العاصفة نيوز             عدد المشاهدات : 83 مشاهده       تفاصيل الخبر       الصحافة نت
“الحالمة” من مدينة الثقافة إلى ساحة الاغتيالات

بقلم . علي محمد سيقلي

“كانت” تعز تعرف بـ”عاصمة الثقافة اليمنية”، مدينة الوعي والمدنية، منارة للعلم والمعرفة، ومركزا للفكر والانفتاح. احتضنت المدارس والجامعات والمراكز الثقافية، وتفتحت شوارعها على كتب تُقرأ، ومقاه يتناقش فيها الفكر، ومنابر يُعبر فيها عن الرأي بحرية.

تعز، التي أنجبت قامات أدبية وفكرية وسياسية، لم تكن مجرد مدينة، بل “كانت” مشروع دولة.

اقرأ المزيد...

واشنطن تضرب شبكة تمويل حوثية انطلقت من دبي.. الكشف عن رجل أعمال يمني متورط في دعم المليشيا

18 سبتمبر، 2025 ( 8:03 مساءً )

المجلس الانتقالي الجنوبي بقيادة الرئيس القائد عيدروس الزبيدي: نحو تمكين شعب الجنوب واستحقاقاته

18 سبتمبر، 2025 ( 7:19 مساءً )

لكن تعز اليوم لم تعد تلك المدينة.

في جولة سنان، وسط المدينة، اغتيلت افتهان المشهري، مديرة صندوق النظافة والتحسين، في وضح النهار، برصاص مسلحين مجهولين، كما اعتادت المدينة أن تسمع هذه العبارة، حتى باتت الجرائم بلا هوية، والقاتل بلا حساب.

لم تكن افتهان مجرد موظفة حكومية، بل رمزا لامرأة مكافحة، حاولت أن تعيد لوجه المدينة بعضا من نظافتها ونظامها وسط الفوضى. لكن رصاص الفوضى لا يفرق بين رجل وامرأة، مدني أو مسؤول.

منذ أن بسطت الجماعات المتطرفة، وفي مقدمتها جماعة تنظيم الإخوان الإرهابي، سيطرتها على المحافظة، تحولت تعز من مدينة السلام إلى ساحة للانتقام وتصفية الحسابات.

انفلتت الأجهزة الأمنية، وتلاشت سلطة الدولة، وسيطر السلاح والمليشيات. أصبح القتل مجانا، و”البلطجة” قانونا غير مكتوب. لم يعد الإنسان في تعز آمنا على نفسه، لا في بيته، ولا في شارع، ولا حتى في وظيفته.

إنه سقوط المدينة في قبضة الفوضى.

ومن ثقافة التنوير إلى ثقافة الرعب،

“كانت” تعز في الماضي تنتج الوعي، تصدر الكلمة، وتعلم الأجيال.

كانت المدينة التي تلجأ إليها المحافظات الأخرى لتتعلم منها المدنية.

اليوم، أصبح الخوف هو الثقافة السائدة، والسكوت هو لغة البقاء.

منابر الثقافة أغلقت، والمدارس تهددها الفوضى، والمثقفون إما صامتون، أو مغيبون، أو مرغمون على الرحيل.

والمؤلم أكثر، أن كثيرا من مثقفي المدينة، الذين كان ينتظر منهم أن يكونوا صوتها الحر، نسوا تعز، وأداروا ظهورهم لما يجري فيها، وتحولوا إلى أقلام مأجورة تبث سمومها تجاه عدن وما يحدث فيها، بينما يغمضون أعينهم عن الدماء المسفوكة في شوارع مدينتهم، والجرائم التي ترتكب أمام أبواب منازلهم.

تلك الأقلام القذرة التي اعتادت أن ترفع شعارات الحرية، أصبحت شريكة في التعتيم، ومجرد أدوات في مشروع سلالي لتشويه مدن أخرى والتغطية على مأساة مدينتهم.

تعز ليست أول مدينة تنهار تحت سطوة السلاح، لكنها أكثر المدن وجعا، لأن سقف الطموح فيها “كان” عاليا، لأنها “كانت” قاب قوسين من أن تكون نموذجا. ولهذا، فإن السقوط كان مدويا، ومؤلما، وكارثيا.

لا يمكن أن تفهم مأساة تعز إلا من خلال معرفة ما “كانت” عليه، مدينة متحضرة، تقرأ وتكتب وتحلم.

أما اليوم، فهي تقرأ أخبار الاغتيال، وتكتب عن الموت، وتحلم فقط بالنجاة.

ورغم كل هذا السواد، يبقى الأمل في قلوب أبناء تعز الذين لم ينسوا مدينتهم الحقيقية، ولا يزالون يحلمون بعودتها. الأمل في أن تستعيد المدينة عافيتها، وتنهض من تحت الركام، وتطرد السلاح والدم، لتعود كما كانت “مدينة للإنسان، لا للموت

شارك

Google Newsstand تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news


تابعنا على يوتيوب

تابعنا على تويتر

تابعنا على تيليجرام

تابعنا على فيسبوك

تحليل | بوابة الشرق نحو تل أبيب.. هل اقترب الانتقالي من تحقيق حلم دولة الجنوب بالتطبيع مع إسرائيل؟

بران برس | 932 قراءة 

«الأمناء» تكشف تفاصيل مقترحات الرئيس الزبيدي العسكرية بشأن حضرموت والمهرة

الأمناء نت | 802 قراءة 

عاجل : عقب التحركات الاخيرة .. الجيش السعودي يشن قصفاً عنيفاً ومفاجئاً في هذه المناطق

صوت العاصمة | 798 قراءة 

يافع تملأ ساحات عدن.. حشد غير مسبوق يهز حسابات الانتقالي ويكشف تصدعات الجنوب

يني يمن | 786 قراءة 

إعلان من السعودية لليمنيين

كريتر سكاي | 658 قراءة 

وزارة المالية تعلن إطلاق تعزيزات مرتبات موظفي القطاعين المدني والعسكري

سبأ نت | 469 قراءة 

أول توجيه رئاسي بعد إعلان وزراء ونواب وزراء تأييدهم لـ الانتقالي ومطالبه بالانفصال

بوابتي | 465 قراءة 

إدارة البنك المركزي اليمني في عدن تكشف عن أمر بالغ الأهمية !

يمن فويس | 457 قراءة 

عاجل : عقب التحركات الاخيرة .. الجيش السعودي يشن قصفاً عنيفاً ومفاجئاً في هذه المناطق

العاصفة نيوز | 396 قراءة 

ما وراء توقف صرف البطاقات الشخصية الذكية في الأحوال المدنية بعدن؟

المنتصف نت | 376 قراءة