“الحالمة” من مدينة الثقافة إلى ساحة الاغتيالات

     
العاصفة نيوز             عدد المشاهدات : 72 مشاهده       تفاصيل الخبر       الصحافة نت
“الحالمة” من مدينة الثقافة إلى ساحة الاغتيالات

بقلم . علي محمد سيقلي

“كانت” تعز تعرف بـ”عاصمة الثقافة اليمنية”، مدينة الوعي والمدنية، منارة للعلم والمعرفة، ومركزا للفكر والانفتاح. احتضنت المدارس والجامعات والمراكز الثقافية، وتفتحت شوارعها على كتب تُقرأ، ومقاه يتناقش فيها الفكر، ومنابر يُعبر فيها عن الرأي بحرية.

تعز، التي أنجبت قامات أدبية وفكرية وسياسية، لم تكن مجرد مدينة، بل “كانت” مشروع دولة.

اقرأ المزيد...

واشنطن تضرب شبكة تمويل حوثية انطلقت من دبي.. الكشف عن رجل أعمال يمني متورط في دعم المليشيا

18 سبتمبر، 2025 ( 8:03 مساءً )

المجلس الانتقالي الجنوبي بقيادة الرئيس القائد عيدروس الزبيدي: نحو تمكين شعب الجنوب واستحقاقاته

18 سبتمبر، 2025 ( 7:19 مساءً )

لكن تعز اليوم لم تعد تلك المدينة.

في جولة سنان، وسط المدينة، اغتيلت افتهان المشهري، مديرة صندوق النظافة والتحسين، في وضح النهار، برصاص مسلحين مجهولين، كما اعتادت المدينة أن تسمع هذه العبارة، حتى باتت الجرائم بلا هوية، والقاتل بلا حساب.

لم تكن افتهان مجرد موظفة حكومية، بل رمزا لامرأة مكافحة، حاولت أن تعيد لوجه المدينة بعضا من نظافتها ونظامها وسط الفوضى. لكن رصاص الفوضى لا يفرق بين رجل وامرأة، مدني أو مسؤول.

منذ أن بسطت الجماعات المتطرفة، وفي مقدمتها جماعة تنظيم الإخوان الإرهابي، سيطرتها على المحافظة، تحولت تعز من مدينة السلام إلى ساحة للانتقام وتصفية الحسابات.

انفلتت الأجهزة الأمنية، وتلاشت سلطة الدولة، وسيطر السلاح والمليشيات. أصبح القتل مجانا، و”البلطجة” قانونا غير مكتوب. لم يعد الإنسان في تعز آمنا على نفسه، لا في بيته، ولا في شارع، ولا حتى في وظيفته.

إنه سقوط المدينة في قبضة الفوضى.

ومن ثقافة التنوير إلى ثقافة الرعب،

“كانت” تعز في الماضي تنتج الوعي، تصدر الكلمة، وتعلم الأجيال.

كانت المدينة التي تلجأ إليها المحافظات الأخرى لتتعلم منها المدنية.

اليوم، أصبح الخوف هو الثقافة السائدة، والسكوت هو لغة البقاء.

منابر الثقافة أغلقت، والمدارس تهددها الفوضى، والمثقفون إما صامتون، أو مغيبون، أو مرغمون على الرحيل.

والمؤلم أكثر، أن كثيرا من مثقفي المدينة، الذين كان ينتظر منهم أن يكونوا صوتها الحر، نسوا تعز، وأداروا ظهورهم لما يجري فيها، وتحولوا إلى أقلام مأجورة تبث سمومها تجاه عدن وما يحدث فيها، بينما يغمضون أعينهم عن الدماء المسفوكة في شوارع مدينتهم، والجرائم التي ترتكب أمام أبواب منازلهم.

تلك الأقلام القذرة التي اعتادت أن ترفع شعارات الحرية، أصبحت شريكة في التعتيم، ومجرد أدوات في مشروع سلالي لتشويه مدن أخرى والتغطية على مأساة مدينتهم.

تعز ليست أول مدينة تنهار تحت سطوة السلاح، لكنها أكثر المدن وجعا، لأن سقف الطموح فيها “كان” عاليا، لأنها “كانت” قاب قوسين من أن تكون نموذجا. ولهذا، فإن السقوط كان مدويا، ومؤلما، وكارثيا.

لا يمكن أن تفهم مأساة تعز إلا من خلال معرفة ما “كانت” عليه، مدينة متحضرة، تقرأ وتكتب وتحلم.

أما اليوم، فهي تقرأ أخبار الاغتيال، وتكتب عن الموت، وتحلم فقط بالنجاة.

ورغم كل هذا السواد، يبقى الأمل في قلوب أبناء تعز الذين لم ينسوا مدينتهم الحقيقية، ولا يزالون يحلمون بعودتها. الأمل في أن تستعيد المدينة عافيتها، وتنهض من تحت الركام، وتطرد السلاح والدم، لتعود كما كانت “مدينة للإنسان، لا للموت

شارك

Google Newsstand تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news


تابعنا على يوتيوب

تابعنا على تويتر

تابعنا على تيليجرام

تابعنا على فيسبوك

تعرف على حفتر حضرموت الذي يقودها الى الحكم الذاتي

كريتر سكاي | 459 قراءة 

الإمارات تقود السلام.. من غزة إلى عدن

العاصفة نيوز | 387 قراءة 

بعد وصوله عدن.. تحديد موعد ومكان صلاة ودفن الفنان الراحل علي عنبة

كريتر سكاي | 354 قراءة 

كان في طريقه إلى إيران.. صيد حوثي ثمين في قبضة الشرعية.. والقبض على متسليين أجانب

المشهد اليمني | 352 قراءة 

بن بريك ينفجر غاضبًا: الجنوب يُنهب بشعارات وطنية زائفة!

موقع الأول | 301 قراءة 

لجنة تسليم المباني تسلم فلة مواطن إلى زوجته (صور)

كريتر سكاي | 300 قراءة 

عاجل:تدشين صرف المرتبات ظهر اليوم عبر هذا البنك

كريتر سكاي | 282 قراءة 

الريال اليمني يتراجع أمام العملات الأجنبية.. إليك التفاصيل بالأرقام

المرصد برس | 281 قراءة 

ماليزيا تفرض قيوداً جديدة على دخول اليمنيين: تفاصيل القرار وأثره على المسافرين

نيوز لاين | 218 قراءة 

"اسرائيل" تنسب "كنز" عدن ليهودي!

العربي نيوز | 207 قراءة