“الحالمة” من مدينة الثقافة إلى ساحة الاغتيالات

     
العاصفة نيوز             عدد المشاهدات : 45 مشاهده       تفاصيل الخبر       الصحافة نت
“الحالمة” من مدينة الثقافة إلى ساحة الاغتيالات

بقلم . علي محمد سيقلي

“كانت” تعز تعرف بـ”عاصمة الثقافة اليمنية”، مدينة الوعي والمدنية، منارة للعلم والمعرفة، ومركزا للفكر والانفتاح. احتضنت المدارس والجامعات والمراكز الثقافية، وتفتحت شوارعها على كتب تُقرأ، ومقاه يتناقش فيها الفكر، ومنابر يُعبر فيها عن الرأي بحرية.

تعز، التي أنجبت قامات أدبية وفكرية وسياسية، لم تكن مجرد مدينة، بل “كانت” مشروع دولة.

اقرأ المزيد...

واشنطن تضرب شبكة تمويل حوثية انطلقت من دبي.. الكشف عن رجل أعمال يمني متورط في دعم المليشيا

18 سبتمبر، 2025 ( 8:03 مساءً )

المجلس الانتقالي الجنوبي بقيادة الرئيس القائد عيدروس الزبيدي: نحو تمكين شعب الجنوب واستحقاقاته

18 سبتمبر، 2025 ( 7:19 مساءً )

لكن تعز اليوم لم تعد تلك المدينة.

في جولة سنان، وسط المدينة، اغتيلت افتهان المشهري، مديرة صندوق النظافة والتحسين، في وضح النهار، برصاص مسلحين مجهولين، كما اعتادت المدينة أن تسمع هذه العبارة، حتى باتت الجرائم بلا هوية، والقاتل بلا حساب.

لم تكن افتهان مجرد موظفة حكومية، بل رمزا لامرأة مكافحة، حاولت أن تعيد لوجه المدينة بعضا من نظافتها ونظامها وسط الفوضى. لكن رصاص الفوضى لا يفرق بين رجل وامرأة، مدني أو مسؤول.

منذ أن بسطت الجماعات المتطرفة، وفي مقدمتها جماعة تنظيم الإخوان الإرهابي، سيطرتها على المحافظة، تحولت تعز من مدينة السلام إلى ساحة للانتقام وتصفية الحسابات.

انفلتت الأجهزة الأمنية، وتلاشت سلطة الدولة، وسيطر السلاح والمليشيات. أصبح القتل مجانا، و”البلطجة” قانونا غير مكتوب. لم يعد الإنسان في تعز آمنا على نفسه، لا في بيته، ولا في شارع، ولا حتى في وظيفته.

إنه سقوط المدينة في قبضة الفوضى.

ومن ثقافة التنوير إلى ثقافة الرعب،

“كانت” تعز في الماضي تنتج الوعي، تصدر الكلمة، وتعلم الأجيال.

كانت المدينة التي تلجأ إليها المحافظات الأخرى لتتعلم منها المدنية.

اليوم، أصبح الخوف هو الثقافة السائدة، والسكوت هو لغة البقاء.

منابر الثقافة أغلقت، والمدارس تهددها الفوضى، والمثقفون إما صامتون، أو مغيبون، أو مرغمون على الرحيل.

والمؤلم أكثر، أن كثيرا من مثقفي المدينة، الذين كان ينتظر منهم أن يكونوا صوتها الحر، نسوا تعز، وأداروا ظهورهم لما يجري فيها، وتحولوا إلى أقلام مأجورة تبث سمومها تجاه عدن وما يحدث فيها، بينما يغمضون أعينهم عن الدماء المسفوكة في شوارع مدينتهم، والجرائم التي ترتكب أمام أبواب منازلهم.

تلك الأقلام القذرة التي اعتادت أن ترفع شعارات الحرية، أصبحت شريكة في التعتيم، ومجرد أدوات في مشروع سلالي لتشويه مدن أخرى والتغطية على مأساة مدينتهم.

تعز ليست أول مدينة تنهار تحت سطوة السلاح، لكنها أكثر المدن وجعا، لأن سقف الطموح فيها “كان” عاليا، لأنها “كانت” قاب قوسين من أن تكون نموذجا. ولهذا، فإن السقوط كان مدويا، ومؤلما، وكارثيا.

لا يمكن أن تفهم مأساة تعز إلا من خلال معرفة ما “كانت” عليه، مدينة متحضرة، تقرأ وتكتب وتحلم.

أما اليوم، فهي تقرأ أخبار الاغتيال، وتكتب عن الموت، وتحلم فقط بالنجاة.

ورغم كل هذا السواد، يبقى الأمل في قلوب أبناء تعز الذين لم ينسوا مدينتهم الحقيقية، ولا يزالون يحلمون بعودتها. الأمل في أن تستعيد المدينة عافيتها، وتنهض من تحت الركام، وتطرد السلاح والدم، لتعود كما كانت “مدينة للإنسان، لا للموت


Google Newsstand تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news


تابعنا على يوتيوب

تابعنا على تويتر

تابعنا على تيليجرام

تابعنا على فيسبوك

عاجل : مجلس القيادة الرئاسي يصدر بيانا بخصوص موقفه من قرارات اللواء عيدروس الزبيدي الأخيرة

الحدث اليوم | 526 قراءة 

الزبيدي يواصل إصدار قرارات تعيين مثيرة للجدل في الحكومة

جهينة يمن | 419 قراءة 

تعرف على الفريق القانوني لمجلس القيادة الرئاسي والمكلف بمراجعة القرارات الصادرة " اسماء"

كريتر سكاي | 412 قراءة 

مراجعة قرارات مجلس القيادة.. والزلزال السياسي الذي هز عرش العليمي

صوت العاصمة | 351 قراءة 

عدن: مواطن يصدم عند فتح علبة أناناس معلبة (صورة)

نيوز لاين | 337 قراءة 

هاني بن بريك يرسل تحذير ناري لأبناء تعز بعد اغتيال مديرة صندوق النظافة: قتلوها قاتلهم الله

نافذة اليمن | 321 قراءة 

تنبيه عاجل للمسافرين: قائمة جديدة بالمحظورات في منفذ الوديعة

المرصد برس | 312 قراءة 

منفذي عملية اغتيال افتهان المشهري بتعز يستعدون للهروب الى هذه المنطقة الليلة

كريتر سكاي | 311 قراءة 

شوقي هائل يكشف تفاصيل مؤلمة حول مقتل ابتنة رجل الأعمال محمد المشهري في تعز

الحدث اليوم | 285 قراءة 

لن يتم القبض على قاتل افتهان لهذا السبب

الحدث اليوم | 268 قراءة