المجلس الرئاسي بصيغته الحالية أصبح عبئاً والحلول الواقعية ستفرض
لم يعد خافياً أن قيادة المجلس الرئاسي غارقة في تضليل مستمر، تتخذ من فنادق الخارج منصات لبث خطاب مشوّه عن الجنوب وقضاياه، خطاب هش فقد كل مصداقيته أمام واقع لا يمكن تزويره. فمن الغرف المكيفة في العواصم البعيدة يرفعون شعار الدولة والدستور والقانون، بينما المواطن في عدن والمحافظات الجنوبية بلا مرتبات، والمدارس مغلقة، والكهرباء والمياه منقطعة، وحياة الناس تسير وسط أزمات خانقة لم يلتفت إليها أولئك المتشدقون بالشعارات.
لقد شكلت القرارات الإدارية الأخيرة التي أصدرها الرئيس عيدروس الزبيدي صدمة حقيقية لهذه القوى المضللة، لأنها مست جوهر الدولة على الأرض، وأعادت للمواطن أملاً بأن ثمة من يعمل من الداخل لا من الخارج، فارتبك خطابهم وتكشفت فضيحتهم، إذ لم يعد لهم سوى النواح على امتيازات فقدوها واللجوء إلى التضليل كوسيلة بائسة للبقاء في المشهد.
المجتمع الإقليمي والدولي بات أكثر إدراكاً أن المجلس الرئاسي بصيغته الحالية أصبح عبئاً، وأن الحلول الواقعية ستفرض كما هي على الأرض، بعيداً عن التمثيل الزائف ومسرحيات الخارج. فلم يعد مقبولاً أن يتحدثوا باسم الدولة فيما هم أول من غيبها، ولم يعد مقنعاً أن ينصبوا أنفسهم ممثلين للشعب بينما هم أبعد ما يكونون عن معاناته.
ولعل أكبر ما يفضح هذا التضليل هو محاولاتهم تصوير أن المجلس الانتقالي استقبل وفداً من إسرائيل، بينما يعرف الجميع أن الحوثي وغيرهم هم من نسجوا علاقات وتفاهمات غير معلنة منذ سنوات مع إسرائيل، أي ازدواجية هذه؟ وأي كذب يمكن أن يصدقه الشارع الجنوبي وقد صار أكثر وعياً بما يحاك ضده؟
إن هذه الفضيحة لم تكشف زيف خطاب الفنادق فحسب، بل أكدت أن صوت الجنوب هو الذي يفرض نفسه اليوم، وأن محاولات التشويه والتضليل لم تعد تجدي، فالمعركة لم تعد بين من في الداخل والخارج فقط، بل بين وعي شعبي متجذر يطالب بحلول حقيقية، وبين أبواق فقدت كل رصيد وباتت تسقط يوماً بعد يوم.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news