"اليمن بين براثن الحوثي: موتٌ بطيء لشعبٍ تُنهب ثرواته وتُغتال كرامته"
قبل 14 دقيقة
في قلب اليمن، حيث يفترض أن تنبض الأرض بالحياة، يعيش الملايين تحت وطأة موتٍ بطيء تصنعه مليشيا الحوثي الإرهابية. في شوارع صنعاء وتعز والحديدة واب، ترى أطفالاً نحلت أجسادهم من شدة الجوع، ووجوهاً بريئة غطّاها الشحوب واليأس. هناك عائلات بأكملها باتت تبحث في حاويات القمامة سراً عن فتات طعام، محاولة أن تحفظ ما تبقى لها من كرامة في وطن جُعلت فيه الكرامة سلعةً محتقرة.
هذا المشهد القاسي ليس قدراً محتوماً، ولا كارثة طبيعية عصية على التفسير. إنه نتيجة مباشرة لنهب منظم ارتكبته عصابة لا تعرف من الإنسانية سوى اسمها.
أكثر من 103 مليار دولار من ثروات الشعب نُهبت بدمٍ بارد، وتحولت إلى قصورٍ شاهقة يقطنها قادة المليشيا، وإلى حساباتٍ واستثمارات في لبنان وإيران والعراق، بينما يئن اليمني البسيط تحت عبء الجوع والمرض والفقر.
في مناطق سيطرة عصابة الحوثي، تُغلق أبواب المدارس أمام الأطفال لتُفتح أبواب التجنيد، ويُحرم المريض من دواء الحياة ليجد نفسه سلعةً للمساومة، وتُصادر حقوق الناس باسم "المجهود الحربي" لخدمة مشروع خارجي لا يمت لليمن ولا لأهله بصلة.
كل ذلك يجري تنفيذاً لإملاءات نظامٍ في طهران لا يرى في اليمن سوى ساحةً لمد نفوذه، حتى ولو على أنقاض وطنٍ كامل.
المأساة ليست في الجوع وحده، بل في الشعور العميق بالقهر؛ في أن يرى اليمني ثرواته تُبدد على مغامرات عبثية بينما يُحرم من أبسط حقوق الحياة. إنها مأساة وطن مختطف، أُسرت فيه أحلام الشباب، وصودرت فيه ضحكات الأطفال، وغُيبت فيه النساء بين خوفٍ وحرمان.
لكن مهما طال الليل، فإن الفجر قادم. الشعب الذي صبر على الجوع والحصار والخذلان، لا يمكن أن يفقد إرادته إلى الأبد.
ستشرق شمس الحرية من جديد، وسيستعيد اليمنيون حقهم في حياة كريمة تليق بتاريخهم العريق وكرامتهم الإنسانية. سيُبنى الوطن من تحت الركام، وسينهض بيد أبنائه الأحرار، ليعود اليمن سعيداً كما كان، بل أكثر عزماً وأشد صلابة.
إن جرائم الحوثي ستظل شاهداً على ظلمٍ فادح، لكن الأمل سيظل أقوى من كل جدران القهر.
فشعبٌ يعاني بهذا الصبر والصلابة، هو شعبٌ لا يُكسر، بل يُصنع منه مستقبلٌ أكثر إشراقاً، ومستقبلٌ يقول بوضوح: لا مكان لعصابةٍ على حساب وطن، ولا لمشروع دخيل على حساب أمةٍ عريقة.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news