يمن إيكو|تقرير:
أكدت الولايات المتحدة الأمريكية، اليوم الأربعاء، أن الهدف من مؤتمر شراكة الأمن البحري اليمني الذي احتضنته السعودية أمس هو مواجهة أنشطة قوات صنعاء وإعاقة الشحنات القادمة إلى موانئ الحديدة، الأمر الذي يؤكد ارتباط المؤتمر بالمساعي الأمريكية والإسرائيلية المستمرة للضغط على قوات صنعاء من أجل وقف العمليات المساندة لغزة.
ونشر حساب السفارة الأمريكية في اليمن على منصة (إكس) تدوينة رصدها موقع يمن إيكو، حاء فيها: “فخورون بالمشاركة في الجلسة الافتتاحية لشراكة الأمن البحري في اليمن، التي استضافتها المملكة العربية السعودية والمملكة المتحدة بشكل مشترك، لدعم العمل المهم الذي يقوم به خفر السواحل اليمني في تأمين الحدود البحرية لليمن ضد الأنشطة الخبيثة لإيران ومنظمة الحوثي الإرهابية”.
وأضافت السفارة أن اعتراض الشحنات “المتجهة إلى الحوثيين” يجعل اليمن والمنطقة والعالم “أكثر أماناً” حسب تعبيرها.
ويوضح هذا التصريح طبيعة الغرض الأساسي من المؤتمر الذي عقد أمس الثلاثاء في السعودية، والذي أعلن خلاله السفير السعودي لدى اليمن محمد آل جابر عن تقديم دعم قدره 4 ملايين دولار، لقوات خفر السواحل التابعة للحكومة اليمنية، إلى جانب مساهمات أخرى تتعلق بالتدريب، حيث يشير التصريح الأمريكي إلى أن هذه الخطوة تأتي في سياق مساعي توظيف القوات الحكومية للتحرك ضد الأنشطة البحرية لقوات صنعاء، سواء فيما يتعلق بحماية السفن المرتبطة بإسرائيل، أو محاولة تضييق الشحنات المتجهة إلى موانئ الحديدة بحجة أنها إمدادات عسكرية، بالإضافة إلى أنشطة الرصد والاستخبارات.
وقد اعتبر آل جابر في تصريحات نقلتها وكالة “سبأ” الرسمية أمس أن هذه الخطوة “تشكل أهمية استراتيجية لليمن ومنطقة البحر الاحمر، والتجارة الدولية، وللحفاظ على امن البحر الأحمر” حسب تعبيره، في إشارة واضحة إلى أن البحر الأحمر هو المنطقة المستهدفة من هذه الخطوة بشكل أساسي، وهو المنطقة الأساسية لعمليات قوات صنعاء البحرية ضد الملاحة المرتبطة بإسرائيل.
ونقلت صحيفة “الشرق الأوسط” التابعة للمخابرات السعودية، اليوم الأربعاء، تصريحات للواء خالد القملي، رئيس مصلحة خفر السواحل التابعة للحكومة اليمنية قولها إن بريطانيا قدمت دعما في مجال “بناء القدرات، عبر برامج تدريب وتأهيل شملت مجالات القيادة والعمليات البحرية والأمن البحري، إضافة إلى تخصصات فنية متقدمة”.
وأضاف أن الدعم البريطاني شمل أيضا “مجال البنية التحتية وتوفير قطع غيار ومعدات”.
وتأتي هذه الخطوة في سياق مساع لم تتوقف منذ أكتوبر 2023 لتوظيف قوات الحكومة اليمنية في إطار الجهود الغربية والإسرائيلية لإعاقة العمليات التي تنفذها قوات صنعاء إسنادا لغزة، وبالذات العمليات البحرية.
وقد أبدى مسؤولون في الحكومة اليمنية عدة مرات الاستعداد لما وصفوه بـ”تأمين البحر الأحمر” إذا حصلوا على دعم دولي لتحرك عسكري ضد قوات صنعاء.
ومؤخرا زار فريق إسرائيلي من صحيفة “جيروزاليم بوست” عدن والضالع والتقى وزير الدفاع محسن الداعري وقيادات عسكرية في القوات الحكومية والمجلس الانتقالي، لبحث إمكانية تحرك هذه القوات ضد صنعاء.
وقال الفريق الإسرائيلي إن: “المجلس الانتقالي الجنوبي، والحكومة الرسمية، يؤكدان استعدادهما لتشكيل قوة برية في حملة لطرد الحوثيين من ساحل البحر الأحمر”، ونقل عن اللواء صالح الحسن في عدن قوله: “كل ما نحتاجه هو الضوء الأخضر، وسنُصدّ الحوثيين”.
ونقل الفريق الإسرائيلي عن رئيس المجلس الإنتقالي في الضالع قوله: “نحن والولايات المتحدة في صف واحد، لذا، نأمل في الحصول على دعم وأسلحة حديثة”.
وبرغم أن السعودية رفضت منذ عامين الانخراط في المساعي الأمريكية والإسرائيلية لتحريك القوات الحكومية ضد صنعاء، خوفا من رد فعل الأخيرة، فإن الدعم الأخير لقوات خفر السواحل في سياق مواجهة أنشطة قوات صنعاء يشير إلى انفتاح سعودي على مستوى معين من المشاركة في هذه المساعي.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news