في وقت تناولت الأوساط الإعلامية والصحفية على وجه الخصوص القرارات الأخيرة التي اتخذها الأخ الرئيس القائد عيدروس قاسم الزُبيدي بتعيين وكلاء ومحافظين في عدد من المحافظات كشبوة ولحج وأبين والضالع وغيرها، ورغم التباين في تناول هذه التعيينات التي اعتبرها البعض غير موائمة لاتفاق الرياض وغير منسجمة مع قانون الشراكة، إلا أنّ واقع الحال يوضح أن هذه القرارات لم تخرج عن نصوص اتفاق الرياض الذي ينص في أحد بنوده على تحسين الأداء الحكومي
وهذا ما قام به الرئيس الزُبيدي من خلال رفد مفاصل الدولة بكفاءات نزيهة وشريفة كخطوة للحد من الفساد المستشري، وتحسين الأداء الحكومي في إطار الشراكة مع كل الأحزاب والهيئات السياسية، بما فيها مجلس القيادة الرئاسي.
لقد جاءت هذه القرارات في وقتها المناسب وأحدثت ارتياحًا واسعًا لدى الأوساط السياسية الجنوبية، كونها جاءت ردًا على السياسات الانتقائية والفردية التي يمارسها مجلس القيادة الرئاسي، والتي تُعد انتقاصًا من حق شعب الجنوب وقيادته الممثلة في الرئيس عيدروس الزُبيدي، نائب رئيس مجلس القيادة وعضوًا فيه، وهو ما يخوله قانونًا اتخاذ مثل هذه القرارات التي تنسجم مع قانون الشراكة وتُعزز الأداء الحكومي وفق ما ينص عليه اتفاق الرياض.
هذه القرارات جاءت في ظل أوضاع مأساوية يعيشها الشعب الجنوبي، وصلت إلى حد حرمانه من أبسط حقوقه، وعلى رأسها قطع المرتبات لأكثر من أربعة أشهر متتالية، ما كشف عن سياسة ممنهجة لتجويع الجنوب. ومن هنا تحركت القيادة الجنوبية لتخفيف الأعباء عن المواطن وتوفير بعض متطلباته المشروعة، وهو حق شرعي لا يقبل الانتقاص ولا المساومة.
إن تصوير هذه القرارات كردة فعل أو كخطوة انفعالية هو تضليل، فهي في جوهرها تعبير عن الشراكة الحقيقية، والتزام واضح باتفاق الرياض، الذي جعل الجنوب طرفًا رئيسيًا فيه. وبالتالي، فإن أي ممانعة أو محاولة لانتقاص حق الرئيس الزُبيدي كعضو في مجلس القيادة ونائب للرئيس تُعد خرقًا واضحًا للاتفاق.
يُضاف إلى ذلك أن اتفاق الرياض ينص صراحة على **مواجهة جماعة الحوثي الإرهابية**، وهو ما تقوم به القوات الجنوبية يوميًا، حيث تسقط عشرات الشهداء في مواجهة الميليشيا، في حين لم تُبدِ ما تسمى بالحكومة الشرعية أي تحرك فعلي طوال عشر سنوات، بل وجهت جهودها نحو **تجويع الشعب الجنوبي** عبر حرمانه من الخدمات والرواتب.
ومع ذلك، يمد الجنوبيون وقيادتهم أيديهم لمجلس القيادة الرئاسي، داعين إلى وحدة الصف لمواجهة الحوثي الذي يُشكل خطرًا مشتركًا، ومؤكدين التزامهم بالتحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية، وبالإجماع الدولي الرامي إلى تحرير محافظات الشمال المختطفة من قبل الجماعة السلالية الإرهابية.
لقد أصبح الجنوب اليوم **رقمًا صعبًا** في المعادلة الإقليمية والدولية، وشريكًا فاعلًا في مواجهة الإرهاب بشتى أشكاله: الحوثي، القاعدة، وداعش، بما يضمن أمن المنطقة وخطوط الملاحة الدولية في البحر الأحمر ومضيق باب المندب.
إن دعم الجنوب اليوم لم يعد خيارًا بل ضرورة دولية، كونه صمام أمان لليمن والمنطقة والخليج برمته.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news