هل سيكرر سالم بن بريك تجربة مهاتير ماليزيا؟

     
العاصفة نيوز             عدد المشاهدات : 93 مشاهده       تفاصيل الخبر       الصحافة نت
هل سيكرر سالم بن بريك تجربة مهاتير ماليزيا؟

بقلم . معتز الشيخ

من بين أنقاض الحرب الطاحنة، وواقع اقتصادي مُنهك، ومؤسسات حكومية أنهكها الفساد والصراع متعدد الاقطاب منذ عام 2015، يطلّ علينا أمل جديد أمل لطالما تمناه المواطن نحو مستقبلٍ يبحث عن الاستقرار وإعادة البناء. شعبٌ عانى ويلات النزاع وانعدام الأمن وانهيار العملة، حيث أصبحت أبسط مقومات الحياة صعبة المنال. وفي وسط هذه التحديات الجسام، تُعلّق الآمال على وجوه جديدة لقيادة مرحلة التعافي، وعلى رأسهم رئيس الوزراء الاستاذ سالم بن بريك.

لم يأتِ تعيين سالم بن بريك رئيساً للوزراء من فراغ، خصوصاً وأنه لا ينتمي لأي مكون وانتماءه الوحيد للوطن فقط.

فهو الرجل الاقتصادي الذي أدار بحنكه دفة وزارة المالية في حكومات متعاقبه خلال فترة هي من أصعب الفترات في التاريخ لليمن. تولى بن بريك وزارة المالية والبلد يعاني من شحّ في الإيرادات وانقطاع للرواتب وانهيار متسارع للعملة الوطنية، وقتها تسائل الكثير كيف يمكن لبن بريك حلحلة هذه المشاكل وهل سيصمد كثيراً ؟

اقرأ المزيد...

(شحة السيولة).. البنك المركزي يتخذ إجراءات صارمة لحلها

14 سبتمبر، 2025 ( 11:07 مساءً )

جاليه أبناء الجنوب بولايه ميتشجن الامريكيه تنتخب قيادة جديده برئاسه محمد قاسم المفلحي ونضال الطيب نائبا”.

14 سبتمبر، 2025 ( 10:49 مساءً )

شاهدنا بن بريك في إدارته للوزارة التي تميزت بسمعة “التقشف الصارم” منذ توليه واتباع سياسات مالية متشددة في الإنفاق في محاولة يائسة لسد الفجوات الهائلة في الميزانية. والكثير يرى أن هذه السياسة، وإن كانت قاسية، إلا أنها أبقت على هيكلية الدولة من الانهيار التام. فالرجل يحمل خلفية اقتصادية وإدارية قوية، حيث يشغل أيضاً منصب محافظ اليمن في صندوق النقد الدولي والبنك الإسلامي للتنمية، مما منحه خبرة في التعامل مع المؤسسات المالية الدولية وفهم آليات التمويل والمنح، وهذا سينعكس إيجابا على رئاسته للحكومة.

لم يمض الكثير على توليه رئاسة الحكومة حتى بدأت تظهر إشارات إيجابية ، إنجازات سريعة ، وبصيص أمل، خاصة على الجبهة الاقتصادية التي هي أخطر الملفات، وكان أبرزها:

تشغيل مصافي عدن: حيث يُعد قرار إعادة تشغيل مصفاة عدن بشكل كامل وفعال إنجازاً استراتيجياً. فالمصفاة ليست مجرد منشأة نفطية، بل هي شريان الحياة الاقتصادي، ومصدر رئيسي للمشتقات النفطية المحلية التي تستنزف العملة الصعبة في استيرادها. وسيؤدي تشغيل المصفاة إلى توفير مئات الملايين من الدولارات، وتأمين الوقود للسوق المحلية، وإعادة إحياء الحركة الاقتصادية في العاصمة عدن بشكل خاص.

تعافي الريال اليمني: شهدت الأسابيع الماضية تحسناً ملحوظاً ومفاجئاً في سعر صرف الريال اليمني مقابل العملات الأجنبية. بسبب سياسات الحكومة الجديدة القائمة على ضبط الإنفاق ومراقبة السوق السوداء والتي ساهمت في استقرار السوق وإعادة الثقة النسبية للعملة الوطنية. هذا التعافي يعني بشكل مباشر انخفاض أسعار السلع الأساسية وتخفيف المعاناة المعيشية عن كاهل المواطن.

لذلك يبرز لدي سؤال بشكل متكرر في مخيلتي، هل يمكن لسالم بن بريك أن يكون “مهاتير اليمن؟ صحيح أن المقارنة طموحة، لكنها ليست مستحيلة. خصوصاً وأن لدى بن بريك نقاط مشتركة تجمعه مع مهاتير محمد خصوصاً في البدايات، الذي استلم بلداً يعاني من التخلف والفساد وحوّله إلى نمر اقتصادي آسيوي. تشترك نقطة البداية أيضاً بدولة منهكة.

ويتمتع بن بريك، كمهاتير، بخلفية تقنية واقتصادية صلبة وليس سياسية بالدرجة الأولى، مما يجعله يركز على الحلول العملية بعيداً عن الخطابات السياسية الرنانة.

ومع ان الفروق شاسعة. فـ ماليزيا كانت في حالة سلم، بينما اليمن لا يزال يعاني من حالة الحرب وعدم استقرار سياسي إضافة أن الفساد في اليمن متجذر ويشكل شبكة معقدة يصعب اختراقها.

ولكن يظل التحدي الأكبر الذي يواجه بن بريك هو إقناع كل الأطراف السياسية بتبني أجندة الإصلاح، وهو ما يتطلب دبلوماسية وحنكة سياسية لا تقل عن الكفاءة الاقتصادية. كما أن اعتماد اليمن شبه الكلي على المساعدات الخارجية والتحويلات يجعله هشاً أمام أي صدمات إقليمية، ولهذا فالرجل أمام تحديات جم ويتطلب من الجميع الوقوف معه بشكل مباشر لان طريق بن بريك محفوف بالمخاطر، من سوء الأمن إلى المحسوبية والفساد إضافة لنقص التمويل وغيرها الكثير.

أما فيما يخص اتهامات الفساد، فلا توجد حتى الآن أي أدلة أو تقارير موثوقة تشير إلى تورط بن بريك في قضايا فساد. على العكس تماماً، فسمعته خلال فترة توليه المالية كانت نظيفة، وهو ما كان أحد أسباب اختياره لقيادة الحكومة. لكن اختباره الحقيقي سيكون في قدرته على محاربة الفساد في دوائر صنع القرار من حوله، وليس فقط تطهير القطاعات الصغيرة.

اعزائي القراء، جميعنا نعلم بأن بن بريك ليس منجماً، ولن يتحول اليمن إلى ماليزيا بين ليلة وضحاها. لكني مؤمن بأنه رجل المهمات الصعبة، وشاهدنا بوضوح خطواته الأولى التي تعطي إشارة واضحة على وجود إرادة إصلاحية وتركيز على الملف الاقتصادي كمدخل أساسي لاستعادة الاستقرار. ونجاح بن بريك مرهون بدعم وتأييد داخلي قبل الدعم الإقليمي والدولي، وبناء توافق سياسي داخلي يضع مصلحة الوطن فوق كل اعتبار.

ومع ذلك فأن قناعتي الراسخة إذ لم يكن بن بريك “مهاتير اليمن” بالضبط، لكنه بالتأكيد سيكون المهندس الذي يضع الأسس الأولى لليمن جديد، متين الاقتصاد، خالٍ من الفساد، وهو إنجازٌ كافٍ ليدخل به التاريخ.

شارك

Google Newsstand تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news


تابعنا على يوتيوب

تابعنا على تويتر

تابعنا على تيليجرام

تابعنا على فيسبوك

تقرير أمريكي: القضاء على الحوثيين ضرورة أمنية دولية عاجلة

حشد نت | 1009 قراءة 

أول رد أفغاني بعد القصف الباكستاني للعاصمة كابول وقتل العشرات من طالبان

المشهد اليمني | 855 قراءة 

تحركات عسكرية غير مسبوقة داخل الخليج بعد الهجوم على قطر... ما الذي يُطبخ خلف الكواليس؟

المشهد اليمني | 602 قراءة 

ميكرفون برّان | أوهام “عيدروس الزبيدي” تثير موجة تندر وسخرية واسعة في مأرب وتعز (فيديو)

بران برس | 577 قراءة 

“الرئاسي اليمني” يؤكد التزامه بمبدأ الشراكة والتوافق الوطني وإعلان نقل السلطة

بران برس | 445 قراءة 

عدن…اشتباكات مسلحة بين ميليشيات المجلس الانتقالي في التواهي

موقع الجنوب اليمني | 389 قراءة 

ظهور خوف ورعب على وجه عبدالملك الحوثي في خطبته الأخيرة من القادم

نافذة اليمن | 356 قراءة 

عودة الرئيس عيدروس الزُبيدي إلى العاصمة عدن

العين الثالثة | 334 قراءة 

طارق عفاش والإسرائيليون في المخا: وثائق إماراتية تكشف علاقات عسكرية سرية

موقع الجنوب اليمني | 292 قراءة 

المُلك عقيم.. الأب يقتل ابنه! 

موقع الأول | 264 قراءة