بولندا تُفعّل المادة الرابعة من ميثاق الناتو والمشهد يزداد توتراً.
البند القانوني الذي لا يُفعّل إلا في الأوقات الحرجة، حين ترى دولة عضو أن أمنها، أو سيادتها، مهددان بشكل خطير.
إنه ليس إعلان حرب، لكنه الخطوة التي تسبق العاصفة.
التصعيد جاء بعد أن أعلنت وارسو عن تسعة عشر اختراقًا لأجوائها بطائرات مسيّرة روسية. بعضها تم إسقاطه من قبل مقاتلات الناتو، وبعضها تحطم داخل القرى البولندية. إنها المرة الأولى التي يطلق فيها الناتو النار بشكل مباشر منذ بدء الحرب في أوكرانيا.
رئيس الوزراء البولندي، دونالد توسك، قالها بوضوح: "نحن أقرب إلى نزاع مفتوح من أي وقت مضى منذ الحرب العالمية الثانية." كلامه لم يكن مجرد تحذير، بل وصف دقيق للحظة خطيرة يعيشها العالم.
في بروكسل، اجتمع مجلس الحلف بشكل طارئ. الرسالة واضحة: هناك استفزاز روسي متعمد، واختبار مباشر لرد فعل الناتو. فيما تحدثت وارسو عن دخول عدد كبير من المسيّرات من جهة بيلاروس، وأشارت إلى أن بعضها من طراز "شاهد" الإيراني، ما يزيد من تعقيد الصورة الجيوسياسية.
روسيا نفت، وصفت ما حدث بـ"الأساطير البولندية"، وقالت إنها لم تخطط لقصف أي أهداف داخل بولندا. لكن الصور تقول غير ذلك: حطام في الشوارع، ومنازل متضررة، وأصوات سكان مذعورين في شرق البلاد.
المجال الجوي أُغلق، والحدود مع بيلاروس أُقفلت، والمناورات العسكرية الروسية على الأبواب. الغرب يراقب والعالم يحبس أنفاسه.
المتشائمون يرون أن الوضع أصبح مقلقا للغاية وأن السؤال لم يعد هل ستقع الحرب؟ بل متى؟
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news