تتوالى القرارات السيادية الأخيرة للرئيس عيدروس الزبيدي، وبينما يرى فيها البعض خطوة نحو استعادة الحقوق، يرتفع صوت الانتقاد والثرثرة من قبل فئة تبحث عن كرامتها في غير أرضها، وتتحدث عن العزة والشموخ وهي في الأصل لاجئة بعد أن لاقت الذل والانكسار في مناطقها الأصلية.
من السخرية أن يهاجم هؤلاء صاحب الحق والأرض، بل ويطالبون بإخراجه من منزله، في حين أنهم مجرد ضيوف حلّوا على أرض الجنوب هربًا من بطش “أطفال الكهف”. أين ذهبت ذرة الحياء لديهم وهم يغدرون بمن آواهم ويسّر لهم الإقامة عندما كانوا يلهثون خوفًا وبحثًا عن النجاة؟
لا يمكن لأي إنسان أن يجد كرامته في غير أرضه. فالكرامة ليست سلعة تُباع أو تُعلّب، بل هي أرضك ووطنك وقريتك ومسقط رأسك. لذا، يا أبناء المناطق الشمالية، عودوا إلى دياركم، وخذوا معكم عتادكم وإعلامكم، فكرامتكم المفقودة ستجدونها هناك، لا في أرضنا الجنوبية الحرة التي قدمنا قوافل من الشهداء من أجل استعادتها من قبضة المحتلين الشماليين.
قرارات الرئيس القائد لم تأتِ من فراغ، بل هي استجابة لضغط شعبي متصاعد على من فوضناه ليمثلنا في رحلة استعادة الدولة المسلوبة تحت لافتة ما سُمي بـ “الوحدة اليمنية”. ولكن، يجب أن نكون صريحين مع الرئيس عيدروس بن قاسم؛ فالشعب غير مقتنع بما صدر من قرارات فحسب، بل يطالب بالمزيد من الجدية.
نريد قرارات مصيرية تشمل وزراء ومحافظين، وتتيح لنا إدارة أرضنا بأيدينا. نريد توصيفًا واضحًا لإقامة إخواننا الشماليين المقيمين في أرضنا، وتحديدًا لنوع الإقامة التي يجب منحها لهم. كما نطالب بعدم قبول أي شخص يحمل أفكارًا سياسية أو أيديولوجية غريبة عن مجتمعنا.
إلى الأمام سيدي الرئيس، ونحن إلى جانبك، في انتظار المزيد من القرارات الحازمة والمصيرية
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news