احتجاجات طلابية في جامعة العلوم والتكنولوجيا بعدن وقمع للصحفيين
قبل 9 دقيقة
في قلب مدينة عدن، حيث تتعالى أصوات الطلاب المطالبة بحقهم في التعليم بأسعار معقولة، وقعت حادثة تثير القلق وتدق ناقوس الخطر حول مستقبل حرية الصحافة في اليمن. في مشهد لم يخلُ من التناقض، وبينما كان الطلاب في وقفة سلمية أمام جامعة العلوم والتكنولوجيا احتجاجًا على رفع الرسوم الدراسية، كانت إدارة الجامعة تنتهج أسلوبًا غريبًا لقمع الأصوات الإعلامية
.
استعانت إدارة الجامعة بعناصر مسلحة يُعتقد أنها تابعة لها لإيقاف واحتجاز عدد من الصحفيين الذين أتوا لتغطية هذه الوقفة الاحتجاجية. هذه العناصر قامت بحجز الإعلاميين ومنعهم من الوصول إلى مكان التظاهر، في محاولة واضحة لحجب الحقيقة ومنع الرأي العام من معرفة ما يدور في الجامعة.
إن استخدام القوة المسلحة لمنع الصحفيين من أداء واجبهم ليس مجرد حادثة عابرة، بل هو سابقة خطيرة وغير مبررة. المؤسسات التعليمية، المفترض أن تكون منارات للعلم والمعرفة، يجب أن تكون في طليعة المدافعين عن حرية الرأي والتعبير، لا أن تتحول إلى أدوات للقمع.
لماذا تخشى إدارة الجامعة من تغطية إعلامية لوقفة طلابية سلمية؟ هل هناك ما تحاول إخفاءه؟ وهل أصبحت المطالبة بالحقوق الأساسية مثل التعليم جريمة تستحق القمع؟
إن ما حدث أمام جامعة العلوم والتكنولوجيا يبعث برسالة سلبية للغاية إلى المجتمع بأسره، مفادها أن الحقيقة لا تُرحَّب بها وأن الرأي المعارض لا يُسمح له بالظهور. إن حرية الصحافة ليست ترفًا، بل هي حجر الزاوية في أي مجتمع يسعى للتقدم والشفافية.
إن احتجاز الصحفيين هو اعتداء مباشر على حق المواطن في المعرفة، ومحاولة لإسكات الأصوات التي تسعى لكشف الفساد والتجاوزات. هذا الحادث يجب أن يدفع جميع الجهات المعنية، من النقابات الصحفية إلى المنظمات الحقوقية، إلى التحرك الفوري للضغط على إدارة الجامعة ووضع حد لهذه الممارسات التعسفية.
• صحفي وباحث سياسي
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news