"معضلة الحوثيين: سلطة تتآكل من داخلها"

     
المنتصف نت             عدد المشاهدات : 66 مشاهده       تفاصيل الخبر       الصحافة نت
"معضلة الحوثيين: سلطة تتآكل من داخلها"

"معضلة الحوثيين: سلطة تتآكل من داخلها"

قبل 7 دقيقة

أعتقد أن مأزق الحوثيين لم يعد حدثاً  سياسياً عابراً يمكن معالجته، ولا أزمةً يمكن حلّها ببعض الإصلاحات أو إعادة التموضع؛ بل أصبح معضلةً بنيوية تتآكل من داخلها وتضغط عليها من خارجها.

داخلياً، تعيش الجماعة حالة من الانقسام الصامت بين منطق الثورة ومنطق الدولة؛ فهي لم تعد حركة مقاومة تتغذى على الحلم بإسقاط النظام القديم، ولا أصبحت سلطة متماسكة قادرة على تقديم نموذج حكم قابل للحياة. 

هذا التناقض الداخلي باعتقادي يخلق فجوة متزايدة بين القاعدة القبلية التي ضحّت من أجل شعار "الصرخة" والمشروع العقائدي، وبين النخبة الهاشمية القيادية التي تحوّلت إلى طبقة سلطوية تراكم الثروة والامتيازات على حساب معاناة المجتمع.

اقتصاد الحرب الذي تبنّته جماعة الحوثي، خلق لها مقومات بقاء متوسط الأمد لكنه في الوقت ذاته رسّخ شبكة فساد محلية، وعزّز منطق الجباية والإقصاء، والتهميش وعمّق السخط الشعبي في مناطق سيطرتها. وكلما طال أمد الصراع، ازدادت هذه التناقضات حدة، لتتحول إلى قنبلة موقوتة قد تنفجر من داخل البنية الحوثية نفسها قبل أن تسقطها أي قوة خارجية.

أما خارجياً، فإن الحوثيين يواجهون مأزق الشرعية الدولية والعزلة الإقليمية. فبينما يحاولون الظهور كفاعل سيادي يفاوض الأمم المتحدة ويمدّ خيوط العلاقة مع بعض القوى الدولية، فإنهم في الوقت نفسه مرتبطون عضوياً بمحور إقليمي (إيران وحلفائها) يجعلهم في نظر كثيرين مجرد وكيل لحروب الآخرين. هذا الارتباط يكسبهم دعماً عسكرياً وسياسياً لكنه يسلبهم القدرة على تقديم أنفسهم كحركة وطنية خالصة، ويجعل أي تسوية سياسية مرهونة بتفاهمات إقليمية لا يملكون التحكم فيها.

مأزق الحوثيين إذن مزدوج: إذا انغلقوا على أنفسهم سقطوا تحت ثقل التناقضات الاجتماعية والاقتصادية الداخلية، وإذا انفتحوا على العالم خسروا صورتهم العقائدية وأُجبروا على تنازلات قد تهدد تماسكهم العقائدي. إنهم عالقون بين واقع يفرض عليهم التحوّل إلى سلطة مسؤولة غير مؤهلين لها،  وبين خطاب ثوري يناقض قبولهم بأي شراكة حقيقية أو تسوية متوازنة.

وهنا تكمن المعضلة الأعمق: جماعة سلالية قامت على فكرة الخلاص الجماعي تحوّلت إلى سلطة تديم الأزمة كي تستمر في البقاء. صحيح أنها مأزق للآخرين بلا شك، لكنها قبل ذلك مأزق لنفسها.

كل خطوة تتخذها نحو التكيف مع العالم الحديث تسحب من رصيدها الرمزي وتُضعف هويتها الثورية، وكل محاولة للتشبث بالهوية المغلقة تعزلها أكثر وتجعلها هدفاً مشروعاً للعقوبات والضربات والاستهداف. وهكذا، تبدو الجماعة وكأنها تسير في مسار حلزوني مغلق، كلما حاولت الخروج من أزمتها عادت إليها من بوابة أخرى، وكأن التاريخ يختبر قدرتها على التحوّل من حركة مسلحة إلى كيان سياسي مسؤول، أو الاندثار تحت وطأة تناقضاتها الذاتية.

*من صفحة الكاتب على الفيسبوك

شارك

Google Newsstand تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news


تابعنا على يوتيوب

تابعنا على تويتر

تابعنا على تيليجرام

تابعنا على فيسبوك

السعودية تعلن عن هذا الأمر للمواطنين اليمنيين

كريتر سكاي | 689 قراءة 

الحو ثيون يلمحون إلى رفض السعودية توقيع خارطة الطريق

كريتر سكاي | 480 قراءة 

شخصيات بارزة من “الحراك الجنوبي” و”الإصلاح” و”المؤتمر” تنضم إلى المقاومة الوطنية

موقع الجنوب اليمني | 433 قراءة 

تحديثات مساء الجمعة: تغيّرات جديدة في أسعار الريال اليمني أمام الدولار والسعودي في عدن وصنعاء

نيوز لاين | 413 قراءة 

انشقاق آخر في صنعاء!!.. أحد منابر التوجيه المعنوي ينضم لصفوف الشرعية

موقع الأول | 356 قراءة 

احمد علي صالح يوجه بتنفيذ ١٣ مشروع

كريتر سكاي | 353 قراءة 

دماج تتكرر.. حملة تهجير جديدة لـ 3 آلاف طالب يدرسون بمركز السنة في صنعاء

يمن ديلي نيوز | 341 قراءة 

تسمية "جامع" في مأرب يُثير الجدل.. بماذا علق اليمنيون؟

الموقع بوست | 308 قراءة 

انطلاقة تاريخية.. أول رحلة تجريبية لـ(طيران عدن) تمهّد لعصر تنافسي جديد

موقع الأول | 260 قراءة 

الانشقاقات لا تعني الانهيار! خبير يمني يفجّر مفاجأة عن مستقبل الحوثيين

المشهد اليمني | 219 قراءة