بعدوانها على الدوحة.. إسرائيل تقرع أبواب الخليج واليمن وحده قالها بوضوح

     
الحدث اليوم             عدد المشاهدات : 129 مشاهده       تفاصيل الخبر       الصحافة نت
بعدوانها على الدوحة.. إسرائيل تقرع أبواب الخليج واليمن وحده قالها بوضوح

تطوّر خطير وغير مسبوق، مثّله استهداف الكيان الإسرائيلي مقر الوفد التفاوضي الفلسطيني في العاصمة القطرية الدوحة، ونقطة تحول خطيرة في مسار الصراع في المنطقة، فالعدوان الذي طال وفداً سياسياً في بلد عربي، يعتبر اعتداء سافراً على السيادة القطرية، وانتهاكاً صارخاً لكل الأعراف والمواثيق الدولية، والأخطر من ذلك، رسالة تهديد مبطنة وواضحة لكل دول الخليج والمنطقة العربية، مفادها أن لا أحد بمنأى عن العدوان، حتى الدول التي اختارت طريق التطبيع.

لطالما روّجت بعض الأنظمة العربية لفكرة أن التطبيع مع الكيان الصهيوني قد يساهم في تحقيق الاستقرار أو حتى حماية سيادة الدول. غير أن ما جرى في قلب الدوحة، وهي دولة خليجية ذات علاقات اتصالية مع أطراف دولية وإقليمية متعددة، يثبت سقوط هذا الوهم، فالكيان الإسرائيلي لم يتردد في تنفيذ عملية عدوانية في عاصمة عربية، ضارباً عرض الحائط بكل الحسابات الدبلوماسية والسياسية، بما في ذلك مواقف دول الخليج التي اختارت الحياد أو الوساطة.

هذا العدوان ليس مجرد تجاوز، بل هو إهانة سياسية مباشرة، ورسالة استخفاف بسيادة قطر، وبسيادة أي دولة عربية أخرى قد تتوهم أنها بمأمن من الاستهداف.

العملية التي نُفذت في قطر ليست استثناءً في سلوك الكيان، بل امتداد طبيعي لعقيدة عسكرية قائمة على استخدام القوة خارج أي التزام قانوني أو أخلاقي، والرسالة الأعمق التي تحملها هذه العملية هي أن الكيان الصهيوني لا يتوقف عند حدود جغرافية، ولا يحترم دولة مهما كانت علاقاتها معه، طالما رأى في ذلك خدمة لأهدافه السياسية أو الأمنية.

ومما يزيد من خطورة هذا التحول، أن العدوان وقع في سياق صراع سياسي دقيق يخص المفاوضات بين فصائل المقاومة الفلسطينية والوسطاء الإقليميين، وهو ما يشير إلى نية إسرائيل في تقويض أي جهود دبلوماسية، بل واستهدافها بشكل مباشر.

لا يمكن فصل هذا التطور الخطير عن الدور الأمريكي، الذي لطالما منح الكيان الصهيوني غطاءً سياسياً وعسكرياً. وقد أثبتت التجارب أن كثيراً من العمليات النوعية التي ينفذها الكيان، خصوصاً في دول أخرى، لا تحدث بمعزل عن التنسيق أو التغاضي الأمريكي. وتاريخ الإدارات الأمريكية، خصوصاً إدارة ترامب، حافل بسياسات شجّعت إسرائيل على تجاوز كل الخطوط الحمراء.

إن ما حدث في الدوحة لا يمكن قراءته فقط من زاوية التنفيذ الإسرائيلي، بل يجب أن يُنظر إليه كجزء من شراكة عدوانية أوسع، يتكامل فيها الدور الأمريكي مع الدور الإسرائيلي في زعزعة استقرار المنطقة.

منذ سنوات، قدّمت اليمن- رغم ظروفها الصعبة- نموذجاً لوعي مبكر بخطورة المشروع الصهيوني، ورفضاً قاطعاً لأي شكل من أشكال التطبيع أو التخلي عن القضية الفلسطينية. هذا الموقف لم يكن دعائياً أو ظرفياً، بل قائم على إدراك عميق لطبيعة الكيان الصهيوني كأداة استعمارية توسعية تهدد الأمن القومي العربي والإسلامي ككل.

وقد أثبتت الأحداث الأخيرة أن هذا التحذير اليمني لم يكن مبالغاً فيه، فما حدث في الدوحة اليوم قد يحدث في أي عاصمة عربية غداً، إذا ما استمرت حالة التفكك والتراخي في مواجهة الخطر الصهيوني المتصاعد.

بات من الواضح أن بقاء الكيان الصهيوني بدون ردع، معناه تعميم الفوضى والاعتداءات في كل مكان، إن أمن المنطقة العربية لم يعد مجرد شأن وطني خاص بكل دولة، بل بات ضرورة جماعية لا تحتمل التأجيل. والمطلوب الآن ليس فقط إدانة شكلية للعدوان، بل تحرك عربي وإسلامي مشترك يرتقي إلى مستوى الأفعال على الأرض، ويتجاوز حسابات المصالح الضيقة.

فما حصل في قطر ليس سوى نموذج لما يمكن أن يتكرر في دول أخرى إذا استمرت سياسة التغاضي والرهان على التفاهم مع عدو لا يعترف بشيء سوى بمنطق القوة والغلبة.

لقد دقّت إسرائيل ناقوس الخطر من قلب الدوحة، وأعلنت عملياً أن لا احترام لأي سيادة عربية، وأن التطبيع ليس ضماناً للأمن. والمطلوب اليوم، وأكثر من أي وقت مضى، هو جبهة عربية موحدة، تعيد تعريف الأولويات، وتضع مواجهة الكيان الصهيوني في صدارة التحديات، قبل أن تتسع رقعة العدوان وتتحول العواصم العربية إلى مسارح مستباحة

شارك

Google Newsstand تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news


تابعنا على يوتيوب

تابعنا على تويتر

تابعنا على تيليجرام

تابعنا على فيسبوك

طارق صالح يكشف عن موقفه من مستجدات الاحداث وقيادات في مليشيا الانتقالي الجنوبي تكشف عن المعركة القادمة ((تطورات ومستجدات))

المشهد الدولي | 1273 قراءة 

تفاصيل الصفقة التي منحت الانتقالي السيطرة على المهرة

نيوز لاين | 897 قراءة 

قوات درع الوطن تتسلم أول نقطة في مديرية العبر بحضرموت عقب السيطرة عليها من قوات الانتقالي (فيديو)

المشهد اليمني | 774 قراءة 

عاجل: الكشف عن حدوث هذا الامر عقب تسليم المهرة

كريتر سكاي | 723 قراءة 

الكشف عن مصير الشيخ بن حبريش عقب انسحابه من المنشآت النفطية بحضرموت

المشهد اليمني | 716 قراءة 

فيديو يوثق لحظة استعادة معسكر من قوات الانتقالي .. ما حقيقته؟

المشهد اليمني | 592 قراءة 

حضرموت تخسر ابرز رجالاتها

كريتر سكاي | 589 قراءة 

عاجل: حلف قبائل حضرموت يصدر بيانًا يكشف حقيقة أحداث الساعات الماضية

صوت العاصمة | 491 قراءة 

قائد اللواء 135 يصل مأرب بعد سقوط معسكره في حضرموت وسط اتهامات بتخلّي القيادة عن دعم قواته

يني يمن | 480 قراءة 

الملاذ الأخير!!.. الكشف عن مصير ومكان (بن حبريش) عقب هروبه !

موقع الأول | 459 قراءة