اجتاحت موجة من الحشرات والكلاب الضالة مناطق سيطرة مليشيا الحوثي، كاشفة حجم التردي البيئي والصحي الناتج عن غياب مؤسسات الدولة وتخلي سلطات الأمر الواقع عن مسؤولياتها تجاه السكان.
في العاصمة المختطفة صنعاء، ضربت حشرة “الكتن” أو ما يعرف محلياً بـ”البق”، عدداً من الأحياء، متسببة بحالة من الذعر بين الأهالي، لا سيما في حي “سواد حنش” والمناطق المجاورة، حيث اضطرت المساجد إلى الإغلاق بعد أن غزتها الحشرات، فيما أُغلقت نحو 15 استراحة نتيجة الانتشار الكثيف لها.
وفي منطقة دار سلم، اضطر بعض السكان لإتلاف أجزاء من أثاث منازلهم بعد أن أصبحت الحشرة جزءاً من كابوسهم اليومي.
وتُعرف هذه الحشرة بلدغتها المؤلمة التي تؤدي إلى تورمات شديدة، خصوصاً لدى الأطفال، ما يفاقم معاناة الأسر في ظل صمت وتجاهل كامل من سلطات الحوثي، التي لم تبادر بأي تحرك ملموس للحد من انتشارها، رغم توسع نطاقها وتكرار شكاوى المواطنين.
وفي محافظة حجة شمال البلاد، يتكرر المشهد ولكن بصورة أكثر خطورة، حيث تشهد مديرية المحابشة انتشاراً واسعاً للكلاب الضالة والمسعورة، وسط عجز السلطات الحوثية عن اتخاذ أي إجراءات وقائية.
ووثق الصحفي عيسى الراجحي حادثة مأساوية لطفل يُدعى حمزة الغيلي، يبلغ من العمر عشر سنوات، تعرض لهجوم من كلب مسعور أصابه بجروح خطيرة في الرأس، نُقل على إثرها إلى مستشفى عبس لتلقي العلاج.
الراجحي وصف الوضع بأنه “كارثة حقيقية” تهدد حياة السكان، مؤكداً أن الشوارع تحولت إلى مصيدة موت مفتوحة، يعيش فيها الأهالي حالة من الخوف المستمر، ويمنعون أبناءهم من الخروج خشية الوقوع ضحايا للهجمات المتكررة.
كما حمل سلطات الحوث والمحافظة والمديرية مسؤولية الفوضى والتقصير، مطالباً بإطلاق حملة عاجلة لمكافحة الكلاب قبل أن يتسع نطاق الكارثة.
ويدفع المواطن اليمني في مناطق سيطرة مليشيا الحوثي ضريبة الإهمال وغياب الخدمات، في مشهد يؤكد أن المليشيات الحوثية عاجزة عن إدارة أبسط مقومات الحياة، ناهيك عن حماية السكان من المخاطر اليومية.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news