مشاهدات
قالت صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية إن الطيران الإسرائيلي شن غارة دقيقة على اجتماع لقيادات في حكومة الحوثيين داخل صنعاء، بعد ساعات قليلة من رصد استخباراتي مكّن تل أبيب من معرفة تفاصيل الحدث.
وأثار الهجوم، الذي أدى إلى مقتل رئيس حكومة الحوثيين ووزير الخارجية إلى جانب عشرة مسؤولين آخرين، تساؤلات حول ما إذا كانت إسرائيل قد رفعت مستوى عملياتها الاستخباراتية والعسكرية في اليمن استعداداً لمواجهة أكثر شدة مع الجماعة المدعومة من إيران.
عملية مباغتة برسائل استراتيجية
ووفق التقرير الذي أعده الصحفي دوف ليبر، فقد التقطت المخابرات الإسرائيلية في إحدى الليالي إشارة حول اجتماع وزاري حوثي في قاعة مؤتمرات بصنعاء لمتابعة خطاب لعبدالملك الحوثي.
وبعد ساعات فقط، نفذت الطائرات الإسرائيلية غارة أودت بحياة قيادات بارزة، في ما وصفه مسؤولون أمنيون – تحدثوا للصحيفة – بأنه جزء من جهود متزايدة لفهم الجماعة وتحجيمها.
الصحيفة اعتبرت أن الغارة تحمل دلالات أبعد من نتائجها المباشرة، إذ تمثل انعكاسًا لنهج إسرائيلي متشدد يريد إرسال رسالة إلى الخصوم مفادها أن إسرائيل قادرة على الضرب السريع والمباشر في أي وقت.
ووصفت هذا النهج بمبدأ “فافو” (Find and Finish Off) أي “العثور على والبحث عن”.
من الانتقام المتناسب إلى الهجوم المباشر :
عوديد عيلام، المسؤول السابق في جهاز الموساد، قال للصحيفة: “تخلت إسرائيل عن الصيغة القديمة وهي الانتقام المتناسب”.
وحتى وقت قريب، كان الرد الإسرائيلي يركز على تدمير البنية التحتية للحوثيين، لكن الضربة الأخيرة استهدفت رأس الإدارة السياسية للحركة.
ومع ذلك، يرى خبراء في الشأن اليمني أن الغارة لم تمسّ جوهر القوة الحوثية المتمثلة في جناحها العسكري.
محمد الباشا، مؤسس مركز “باشا ريبورت” للاستشارات الأمنية في واشنطن، قال: “الغارة لم تحطم الشيفرة الداخلية، بل استهدفت الواجهة الإدارية، وبالتالي لا يمكن اعتبارها نصراً أمنياً استثنائياً”.
الحوثيون تحت الضغط
ورغم الخسائر، يتوقع مراقبون أن تدفع الضربة الحوثيين إلى تشديد إجراءاتهم الأمنية والحد من فرص اختراقهم استخباراتيًا.
وأكد وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس أن قيادات الحوثيين بدأت بالفعل بالفرار من صنعاء، متوعدًا بملاحقتهم في أي مكان.
الصحيفة أشارت إلى أن الحوثيين أظهروا مرونة في مواجهة حملات عسكرية سابقة، بدءًا بالحملة الجوية السعودية – الإماراتية، مرورًا بمحاولات الإدارات الأمريكية المتعاقبة (ترامب وبايدن) لكبح هجماتهم على الملاحة الدولية.
ففي مايو، أبرمت إدارة ترامب هدنة معهم مقابل وقف استهداف السفن الأمريكية، لكن الجماعة خرقتها في يوليو بهجوم صاروخي جديد.
وحدة خاصة ضد الحوثيين
وكشفت وول ستريت جورنال أن إسرائيل أنشأت، بعد انتهاء حربها الأخيرة مع إيران التي استمرت 12 يومًا، وحدة عسكرية متخصصة بمتابعة الحوثيين تضم 200 ضابط وجندي.
ويرى محللون أن هذه الخطوة تعكس إدراكًا إسرائيليًا لخطورة الجماعة كلاعب إقليمي يسيطر على ثلث الأراضي اليمنية وثلثي السكان.
الحاجة إلى دعم أمريكي
وبحسب الصحيفة، يتوقع المسؤولون الإسرائيليون أن يقدم الحوثيون على تنفيذ عمليات انتقامية، لاسيما بعد تهديدات أطلقها مهدي المشاط، رئيس المجلس السياسي الأعلى، الذي تعهد بالانتقام ومواصلة القتال.
وفي المقابل، تأمل إسرائيل أن تؤدي ضرباتها إلى ردع الحوثيين، ودفع شرائح من المجتمع اليمني المناهض للجماعة إلى التحرك ضدها.
وفي ضوء التجربة السابقة للتحالف العربي والولايات المتحدة، يرى محللون إسرائيليون أن إسرائيل ستواجه التحديات ذاتها، ولن تتمكن من خوض حرب طويلة الأمد ضد الحوثيين بمفردها.
ويقول عوديد عيلام: “لا يمكن لإسرائيل شن حرب مستمرة ضد الحوثيين دون عودة الولايات المتحدة إلى الساحة وتقديم الدعم اللازم”.
المصدر : وول ستريت جورنال
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news