بشرى العامري:
تقوم المهنة أياً كانت، صحافة أو محاماة أو غيرها على أساس القيم والأعراف والالتزام بشرفها.
ويدرك الجميع أن أي عضو في نقابة مهنية يرتكب مخالفة مخلة بالشرف أو يصدر بحقه حكم قضائي، تسقط عضويته فوراً، لأنه لم يعد أهلاً للبقاء بين زملاء المهنة. فالخلل القانوني والأخلاقي لا يستقيم مع شرف الانتماء لمجموعة رفاق الدرب.
لكن ما الذي يمكن أن نقوله عن شخص يذهب أبعد من مجرد مخالفة، لينضم إلى جماعة مسلحة متمردة، أمعنت في قتل اليمنيين وتدمير البلاد، ومارست الإرهاب المنهجي ضد كل أصحاب الرأي، وفي مقدمتهم الصحفيون ورجال القانون؟
كيف يمكن اعتبار الانضمام إلى كهذه عصابة مجرد تفصيل عابر لا قيمة له، ولا يستحق حتى العتاب ناهيك عن العقاب؟
إن الخطر الأكبر يكمن في الأصوات التي تحاول أن تصوّر الانضمام إلى مليشيا الحوثي أو تأييدها كأنه “وجهة نظر سياسية”. هذا التوصيف ليس بريئاً، بل تبرير صريح للإرهاب وتطبيع مع الجريمة، بل هو نفسه فعل إرهابي يرتكبه من يروّج له.
فالانضمام إلى كيان يمارس القتل والاعتقال والنهب وانتهاك الحريات لا يمكن أن يكون مجرد خيار سياسي، بل هو انحياز للدمار وتواطؤ مع الإرهاب.
باختصار، كل من ينضم للحوثيين، أو يبرر لهم، أو يدافع عن أذرعهم المختلفة، إنما يضع نفسه في خانة واحدة معهم. والتغاضي عن ذلك خيانة لشرف المهنة ولدماء الضحايا، وإضعاف لموقف المجتمع في مواجهة جماعة لا تعرف إلا لغة السلاح والقمع.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news