وكالات– داهمت عناصر مسلحة تابعة لمليشيا الحوثي، اليوم الأحد، مكاتب عدد من وكالات الأمم المتحدة في العاصمة اليمنية صنعاء، واحتجزت عدداً من الموظفين في تصعيد وُصف بأنه الأوسع ضد العمل الإنساني منذ سنوات.
وقالت عبير عطف، المتحدثة باسم برنامج الأغذية العالمي، إن قوات الحوثيين اقتحمت مكاتب الوكالات الأممية صباح الأحد، مؤكدة أن “الاحتجاز التعسفي للعاملين الإنسانيين أمر غير مقبول”.
بدوره، أوضح المتحدث باسم منظمة اليونيسف، عمار عمار، أن هناك “وضعاً مستمراً” يتعلق بمكاتب المنظمة في صنعاء، من دون الإفصاح عن تفاصيل إضافية. وأفاد مسؤول أممي بأن الاتصال انقطع مع عدد من موظفي الوكالتين، مرجحاً أنهم تعرضوا للاعتقال.
وبحسب مصادر أممية وحقوقية، فقد شملت الحملة الأخيرة ما لا يقل عن تسعة موظفين أمميين، إضافة إلى عدد من الناشطين والعاملين في المجتمع المدني، في صنعاء ومحافظات أخرى بينها الحديدة وصعدة وعمران. وأكد شهود عيان أن المعتقلين احتُجزوا من دون أوامر قضائية، وحُرموا من التواصل مع عائلاتهم أو جهات عملهم.
وتأتي هذه التطورات بعد يوم واحد من إعلان الحوثيين مقتل رئيس وزرائهم في صنعاء أحمد الرهوي، إثر غارة جوية إسرائيلية استهدفت قيادات بارزة أثناء ورشة عمل حكومية، ما أثار مخاوف من أن تكون الاعتقالات جزءاً من حملة انتقامية أو عملية “تطهير داخلي”.
وكان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش ق أدان بشدة هذه الممارسات، واعتبرها “انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي وتهديداً مباشراً للعمليات الإنسانية”، مطالباً بالإفراج الفوري عن جميع المعتقلين. كما أعلنت الأمم المتحدة تعليق تنقلات موظفيها في شمال اليمن لحين اتضاح الموقف.
وقال نيكو جعفرنيا، الباحث في منظمة هيومن رايتس ووتش، إن الاعتقالات “لا تعرض العاملين في المجال الإنساني للخطر فحسب، بل تهدد أيضاً بشل جهود الإغاثة في بلد يعيش واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم”.
ويرى مراقبون أن هذه الحملة تمثل تصعيداً خطيراً من قبل الحوثيين ضد المجتمع الدولي، وتدفع المنظمات الإنسانية إلى إعادة تقييم وجودها في مناطق سيطرتهم، وسط تحذيرات من أن عرقلة أنشطة الإغاثة ستعمّق معاناة ملايين اليمنيين.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news