– ضياء حسين
في البداية، كان عبد الحميد المقدشي، وما يزال، شخصية غبية حدَّ البلاهة. لم يأتِ إلى منصبٍ إلا بالوساطة، فقد تكفّل والده في إحدى المراحل بتعيينه مديرًا لأمن مديرية بني مطر، وهناك مارس أبشع صور السطو، فنهب المال، وابتلع الأراضي، وأثقل الناس بفساده.
وعند اجتياح الحوثيين لصنعاء، كان أول من بادر بالتواصل معهم، قدّم لهم الختم، ووعدهم بما يريدون. لكنه، حين لمح أن في السعودية مآرب ومغانم أكبر، شدّ رحاله إليها طامعًا. ولم يجد هناك إلا ضجر عمه، الفريق الركن محمد المقدشي، الذي قرر أن يتخلّص من إزعاجه بتعيينه، بوساطة لدى الرئيس السابق عبدربه منصور هادي، رئيسًا لعمليات الأمن المركزي.
انتقل إلى مأرب، وبدأ يمارس أدواره الملتبسة، بين تواصل خفي مع الحوثيين، وخيانة مكشوفة لدماء الشهداء. وباحترامٍ لعمه، أُزيح من المشهد، وقيل له: ابقَ في البيت. غير أنه لم يهدأ؛ فقد شكّل عددًا من الألوية الأمنية الوهمية، كان يتقاضى مبالغها بانتظام.
ومنحته إحدى الجهات في المملكة العربية السعودية أموالًا طائلة، مكنته من شراء شقتين كبيرتين في الشيخ زايد، وأراضٍ في مدينة الفسطاط بمصر، فضلًا عن شقق أخرى هناك. كما أودع مبالغ ضخمة في البنك الأهلي المصري، ولا يزال يستلم حتى اليوم فوائد تلك الوديعة كدخل ثابت.
إن عبد الحميد المقدشي لم يعد مجرد فاسد عابر، بل صار أحد أخطر الحوثيين المستترين، يؤدي أدوارًا مشبوهة تمسّ الأمن المصري ذاته. ومن هنا، فإننا نطالب الحكومة المصرية، وأجهزتها الأمنية العريقة، باتخاذ الإجراءات العاجلة لاعتقاله ومحاسبته، باعتباره ورقة مخابراتية بيد الحوثيين، تتخفى في صورة رجلٍ عادي، فيما هو يسعى لزعزعة الأمن القومي العربي من قلب القاهرة.
إنها الحكاية التي لم تُروَ كاملة بعد. فالأصوات والصور تنتظر اللحظة المناسبة، وما هو قادم سيكشف ما هو أفظع وأدهى
تعليقات الفيس بوك
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news