يمن إيكو|تقرير:
حذّرت منظمات أممية ودولية من كارثة إنسانية غير مسبوقة في قطاع غزة، مع تصاعد العمليات العسكرية الإسرائيلية التي ترافقت مع حصار وتجويع ممنهج يهدد حياة مئات الآلاف، وسط تحذيرات من استخدام الغذاء كسلاح حرب، حيث كشفت التقارير الأممية الأخيرة عن مؤشرات خطيرة على مجاعة وشيكة ستفتك بأبناء غزة، خصوصاً الأطفال، وفقاً لما نشرته وأكدته وكالات الأنباء الدولية، ورصده وترجمه موقع “يمن إيكو”.
المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) فيليب لازاريني حذر، اليوم الخميس، من موت أطفال يعانون من سوء التغذية في غزة، إذا لم تُصرف فوراً مخصصات عاجلة للمساعدات الإنسانية، موضحاً- في تصريحات نقلتها وكالة رويترز- أن بيانات الوكالة أظهرت ارتفاعاً مخيفاً في أعداد الأطفال المصابين بسوء التغذية، حيث تضاعف العدد ست مرات منذ مارس الماضي.
وقال المسؤول الأممي في تصريحات من جنيف إن المدنيين في غزة يفتقرون إلى أدنى مقومات البقاء، محذراً من أن الكثير منهم “لن ينجو من النزوح القسري الجديد”، مضيفاً: “إنها مجاعة مصطنعة ومفتعلة، استُخدم فيها الغذاء كسلاح حرب، وسيكون الأطفال أول الضحايا”.
وحسب رويترز والغارديان البريطانية، فإن تقارير “المراقب العالمي للجوع” تشير إلى أن نصف مليون شخص في غزة يتعرضون للجوع الفعلي، بينما يواجه نحو 470 ألف شخص حالات شبيهة بالمجاعة، بينهم 90 ألف امرأة وطفل بحاجة لرعاية غذائية متخصصة، فيما رصدت منظمة الصحة العالمية وفاة العشرات بسبب نقص الغذاء، وسط تضاعف أعداد الأسر التي تستهلك بشكل سيئ أو تعاني انعدام الطعام.
وتتطابق المؤشرات الأممية، في قطاع غزة التي تؤكد وصول الأوضاع الإنسانية إلى مستويات حرجة من انعدام الأمن الغذائي الحاد، مع التقارير الميدانية المحلية والدولية، التي تشير إلى أن الموت بالجوع بات واقعاً يومياً يفتك بالأسر الفلسطينية في ظل الحصار المستمر للقطاع.
وفي السياق، تؤكد بيانات منظمات الإغاثة في القطاع أن تراجع إمدادات الغذاء والدواء والمياه النظيفة أدى إلى تفاقم معدلات سوء التغذية الحاد بين الأطفال، حيث يُرصد يومياً تزايد أعداد الحالات في المراكز الطبية القليلة التي ما تزال تعمل.
من جانبه، أشار برنامج الأغذية العالمي إلى أن استمرار إغلاق المعابر ومنع دخول الإمدادات يعمّق الأزمة، مؤكداً أن معدلات الجوع في غزة وصلت إلى مستويات غير مسبوقة في أي منطقة نزاع حديثة. كما حذّرت منظمة الصحة العالمية من أن ضعف المناعة الناتج عن سوء التغذية يزيد من احتمالات تفشي الأمراض والأوبئة بين الأطفال والنساء.
وفيما يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي حرب الإبادة الجماعية بالحصار والتجويع والقتل المباشر لأبناء غزة تتسع دائرة المواقف الدولية الرافضة لسياسة الحصار والتجويع، إذ دعت دول أوروبية وإفريقية وأمريكية لاتينية إلى وقف استهداف المدنيين وإتاحة وصول المساعدات بدون قيود، محذّرة من أن “المجاعة المتعمدة” تمثل جريمة حرب.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news