الحوثيون اليوم يعيشون في دوامة رعب بلا مخرج.
يدورون حول أنفسهم، يترقبون ضربة يعلمون أنها قادمة، لكنهم لا يعرفون متى ولا من أين ولا من صاحبها.
تجوب عرباتهم الشوارع والحارات، تقتحم البيوت ومقرات الأحزاب والمساجد ودور القرآن والجامعات ومناطق القبائل كل شيء بالنسبة لهم هدف مشبوه، وكل إنسان "عدو محتمل". حتى الأعراس والمآتم صارت عندهم ساحات خوف، والاحتفالات صارت كمائن مموهه.
لقد تجاوز الأمر حدود الشك ليصل إلى مرحلة الجنون الجماعي.
قياداتهم ترفع عيونها إلى السماء ترتجف من صاروخ غامض وقواعدهم تخفض رؤوسها إلى الأرض خوفًا من طعنة خنجر مباغتة.
التكنولوجيا باتت خصمًا:
- الهاتف عدو
- برج الاتصالات عدو
- الأقمار الصناعية عدو
- حتى الأشجار والحجارة لم تعد محل ثقة لديهم.
الأرض تضيق بهم بما رحبت، والسماء تطاردهم حيثما ذهبوا.
اختبأ قادتهم، تفككت سيور عربتهم السياسية والعسكرية، والاقتصادية وصار إعلامهم يهذي بلا وعي ولا بوصلة.
لكن الحقيقة الأعمق أن النهاية لن تأتي من بعيد، بل من الشارع الجائع والإنسان المقهور:
- من بائع البسطة على ناصية الطريق
- من الغلبان الذي يجر عربته المتعبة
- من الدكان البسيط على الزاوية
- من العامل الذي يذوب تحت شمس الظهيرة منتظرًا لقمة يسد بها رمق أطفاله
- من المرأة التي تبحث عن فتات طعام في صندوق القمامة
- من الموظف الذي يخفي دمعة القهر وهو يجبر أن يعمل بدون راتب
- من المتعفف الذي لا يجد كسرة خبز في بيته.
هؤلاء هم أصحاب الضربة القاضية... هؤلاء من سيكتبون طعنة الختام.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news