العديد من بعثات نيجيريا الدبلوماسية بلا موظفين منذ قرابة عامين تشهد البعثات الدبلوماسية لدولة نيجيريا فراغا في المسؤولين السامين منذ قرابة عامين، الأمر الذي تسبب في تعطل الكثير من المبادلات التجارية، وتباطؤ الخدمات، وتوتر العلاقات مع بعض الدول المجاورة والشركاء الدوليين.
وفي سبتمبر/ أيلول 2023، وبعد 4 أشهر من توليه مقاليد الحكم، سحب الرئيس بولا تينوبو سفراء بلاده من مناطق دولية متفرقة، وما زال أغلبهم من دون تعويض.
ولدى نيجيريا حاليا 109 بعدات أجنبية في جميع العالم من ضمنها 76 سفارة، و 22 مفوضية عليا، و 11 قنصلية، وتخصص النفقاتها ما يناهز 200 مليون دولار وفقا الموازنة العامة في سنة 2025.
ورغم أن تأخير تعيين السفراء أمر مألوف وخاصة في نيجيريا، فإن فترة الفراغ هذه هي الأطول في تاريخ دبلوماسية الدولة المصنفة بأنها الأكثر سكانا على مستوى قارة أفريقيا.
وفي تصريحات أدلى بها المتحدث باسم الرئاسة تيميتوب أجايا لموقع أفريكا ريبورت، فإن مسألة تعيين أعضاء البعثات الدبلوماسية سيتم علاجها خلال أسابيع مؤكدا أن وزارة الخارجية تعمل على الموضوع.
أسباب وانعكاسات وتعزو إدارة الرئيس تينوبو هذا التأخير إلى مشاكل في التمويل إذ تضررت العديد من المخصصات المالية للنقص بسبب الإصلاحات التي تقوم بها الحكومة الحالية، وشملت البعثات في الخارج.
وقال موظف في إحدى البعثات النيجيرية بالشرق الأوسط إن غياب السفراء يحد من صلاحيات القائمين بالأعمال، ويؤخر معالجة ملفات حساسة، مضيفا أن بعض القضايا مثل التوتر الأخير في غانا، لم يحل إلا على المستوى الوزاري بسبب غياب السفير.
ويسبب غياب السفراء في العديد من أماكن العالم المهمة، تأخرت التمويلات التي كان من المفترض أن تتلقاها نيجيريا في الفترة الأخيرة، حيث خسرت البلاد في الربع الأول من العام الجاري مساعدات في حدود 126 مليون دولار بسبب عدم المتابعة.
وكانت البلاد قد حصلت على تعهدات باستثمارات تصل إلى 50 مليار دولار، لكنها تراجعت بنسبة 70%، الأمر الذي يعزوه محللون إلى غياب السفراء الذين بإمكانهم التوسط في الصفقات.
وعلى الصعيد الدبلوماسي، تأثرت العلاقات مع بعض الدول مثل حكومة غانا، وكذا النيجر المجاورة التي تشترك مع أبوجا في الكثير من التحديات.
كما شهدت العلاقات مع شركاء تاريخيين مثل الولايات المتحدة، توترا ملحوظا في ظل انتقادات السفارة الأميركية في أبوجا الغياب الشفافية والمساءلة الحكومية.
انسحاب من الساحة الدولية ويقول أستاذ العلاقات الدولية بجامعة نيجيريا. البروفيسور جونا أونواها إنه لا عذر بعد عامين في الحكم لاستمرار غياب السفراء مضيفا أنه إذا كان بالإمكان جمع الأموال الدفع الرواتب ومكافأة الرياضيين، فيجب أيضا تمويل البعدات الدبلوماسية.
ويعتقد جونا أن غياب السفراء يشبه انسحاب نيجيريا من الساحة الدولية ويخلق فراغا في الدبلوماسية والسياسة الخارجية للبلاد، الأمر الذي يجعل حضورها يتضاءل على المستوى الإقليمي والقاري والدولي.
من جانبه، قال المستشار الإعلامي لوزير الخارجية يوسف توغار، إن السياسة الخارجية تشهد إعادة مواءمة إستراتيجية مؤكدا أن تعيين السفراء حق حصري للرئيس، وهو يعمل على ذلك، وسيقدم قريبا قائمة إلى البرلمان للنظر فيها.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news